توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يا أبو الغلابة يا ليل

  مصر اليوم -

يا أبو الغلابة يا ليل

بقلم:أسامة غريب

  يقول الشاعر الشعبى وهو يحمل ربابته وسط جمهوره الريفى: «يا أبو الغلابة يا ليل»، فيضج الناس بالتهليل استحسانًا للمواويل التى تتغنى بالليل والليالى. ومع ذلك لست على علم بالأسباب التى جعلت الليل أبًا للغلابة، ولماذا لا تشمل هذه الأبوة الأثرياء الساهرين أيضًا، فضلًا عن النافذين والمتجبرين الذين يشاركون البسطاء سهر الليالى؟. وبعيدًا عن أبوة الليل للغلابة فإنه كان دائمًا صديقًا للعشاق والشاهد على قصص غرامهم، ولهذا كثيرًا ما يبدأ المطرب بـ «يا ليل يا عين» إذا أراد أن يحصل على الإعجاب ويستجلب التصفيق، وربما لهذا فإن أم كلثوم الواثقة من فنها لم تكن تميل لإيقاف الأغنية وإقحام موال، لأن حماس الجمهور لغنائها لم يفتر أبدًا، على العكس من فريد الأطرش الذى لا تخلو أغنية له من موال.

ولقد كانت مغامرة كبيرة من فيروز مع زياد الرحبانى أن تغنى أغنية ليس بها من كلمات سوى «يا ليل»، والغريب أن الملحن نجح فى تقطيع هذه الجملة القصيرة، وصاغ منها لحنًا متنوعًا عرج فيه على كل المقامات الموسيقية، فكانت تجربة فريدة وغير مسبوقة فى الغناء ساعد على إنجاحها المزاج العربى الميال للاستجابة لدواعى الشجن على الدوام. وبقدر وجود أغان احتفت بالليل وترجته أن يطول، مثل «أمانة عليك يا ليل طول» لكارم محمود وفتحى قورة، فإن أغنيات أخرى توجست من الليل وحذرت منه، بل واعتبرته غريمًا متربصًا يمكن أن نعلق فى رقبته الفشل والإخفاق فى الحب. من هذا النوع أغنية الليالى التى غناها عبد الحليم حافظ للموجى ومرسى جميل عزيز، وفيها يقول: بس قلبى لسه خايف م الليالى وأنت عارف قد إيه ظلم الليالى.. وطبعًا هو يقصد أن الزمن قد يأتى بما لا يتمناه المحبون، ومع ذلك فقد خص الليالى بالأمر ولم يلصقها فى الأيام!. وقال حليم أيضًا من كلمات محمد حمزة ولحن بليغ حمدى فى أغنية حاول تفتكرنى: الليالى الليالى من بُعدك واللى جرالى.. سهرنى الشوق دوقنى الشوق طعم الحرمان فى الليالى. كذلك غنت فايزة أحمد من كلمات إسماعيل الحبروك ولحن محمود الشريف: يا ليل كفاية حرام.. لا نوم ولا أحلام. هناك أيضًا أغنية «آخر ليلة» لشادية التى تنعى فيها قصة حبها فى ليلة سهرت فيها مع الحبيب حتى الفجر.. تقول كلمات محمد حمزة: كان الحب معانا ليلتها وكان الفرح ليلتها تالتنا.. بس يا خسارة ساعتها قد فرحتنا ساعتها.. قلبى كان حاسس ليلتها إن الليلة دى آخر ليلة. وفى أغنية أهل الهوى لأم كلثوم تدور الكلمات كلها حول الليل وسهر العشاق بين اليأس والرجاء.. تقول كلمات بيرم: يطولوك يا ليل بالسُهد والأفكار والشمس بعد الليل تطلع عليهم نار.

هناك نماذج أخرى كثيرة من أغانينا تلصق العذاب والحرمان والأسى والظلم بالليل والليالى دون أن تجرؤ على اتهام الصباح بذات التهم. وإذا كان الأمر كذلك فإن النصيحة تكون واجبة لكل من قست عليه الليالى وأذلته بأن يحاول قضاء مصالحه بما فيها قصص الحب.. بالنهار!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يا أبو الغلابة يا ليل يا أبو الغلابة يا ليل



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon