توقيت القاهرة المحلي 19:22:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سوريا.. دولة منزوعة السلاح!

  مصر اليوم -

سوريا دولة منزوعة السلاح

بقلم:أسامة غريب

  حملت وكالات الأنباء صورة من دمشق تتضمن رجلًا ملتحيًا يرتدى جلابية «بلدى»، وعليها «جاكتة»، وينتعل جزمة «كاوتش»، وجاء تحت الصورة: وزير العدل السورى الجديد يتوجه إلى مقر الوزارة فى زى بسيط. من الطبيعى أننا لا نسخر من البساطة فى الملبس، وهذه الصورة تليق بوزير أفغانى مثلًا، حيث هذا هو ملبسهم الطبيعى، ولكن هل سوريا نزار قبانى وعمر أبوريشة ومحمد الماغوط ونسيب عريضة وأدونيس وحنا مينة يعبر عنها رجال ميليشيات تكفيرية حاربوا تحت راية أبومصعب الزرقاوى وأبوبكر البغدادى ثم يقال لنا إن الملبس البسيط لا علاقة له بالأداء السياسى للوزراء الذين يرتدون جلابية عليها جاكتة!.

وحتى لا نُتهم بالتربص بالتجربة، فإننا نعلن إدانتنا للمجرم الهارب بشار الأسد ونلعنه مع أهل سوريا صباح مساء، لكن لماذا أقام الثوار الأفراح والليالى المِلَاح، بينما إسرائيل تدمر قدرات سوريا العسكرية والصناعية وتحتل مزيدًا من أراضيها؟، وهل من أسباب لهذا الموقف الذى أدهش العرب جميعًا؟. أتصور أن هناك سببين لهذه السلبية وهذا الحياد، وليس من ضمنهما التبرير بأنهم لا يسعون للحروب، وإنما إلى البناء والتنمية وإقامة سوريا الجديدة!.. إن كل هذا واجب، ولكن عند الاعتداء على أرض الوطن ومقدراته فإن التصدى للعدوان يكون أوجب الواجب، أم أنهم كانوا جاهزين فقط لقتال جيش بشار؟.

هناك سببان حقيقيان للتغاضى عن العدوان الإسرائيلى، أولهما: الاتفاق بين تركيا وإسرائيل على تبادل المنافع من الحالة السورية، فمن جهة تضمن تركيا لإسرائيل ألّا يتصدى لها أحد فى سوريا الجديدة، بينما هى تعصف بالجغرافيا السورية، وتجعل منها دولة منزوعة السلاح، وطبعًا ذلك فى مقابل أن ترفع إسرائيل يدها عن مساعدة الأكراد وتتوقف عن تسليحهم وتدريبهم. هذه صفقة متكافئة تحقق مصالح تركيا وإسرائيل. هذا أول الأسباب، أما السبب الثانى فهو أن هيئة تحرير الشام تعتزم إبرام صلح وسلام مع إسرائيل لا يتضمن عودة الجولان، ولكى يكون هذا الإجراء مقبولًا من جهة شعب سوريا فإن السادة الحكام سيبررون هذا بأن سوريا لا تملك جيشًا أو سلاحًا لكى تقاتل، ولهذا فإنه لا مفر من مسالمة إسرائيل!. طبعاً لا نستطيع أن نبرئ بشار الأسد الذى هرب خلسة دون أن يُعيد ترتيب الأوضاع فى الجيش ودون أن يضمن حدًّا أدنى من سلامة المنشآت العسكرية، لكن تركها فى مهب الريح وسط قادة محبطين خذلهم رئيسهم واهتم بأمنه الشخصى وأمن أسرته على حساب الوطن الذبيح، ومع ذلك فإن التضحية بكل ما بنَتْه سوريا من قدرات عسكرية وصناعية وأمنية والاستعاضة عن ذلك كله بالرقص فى الشوارع ابتهاجًا برحيل الطاغية لا يليق بحركة تحرر تسعى لتحرير المواطن السورى، ثم تقدم أسلحته لقمة سائغة للإسرائيليين، وعلى رأسهم مجرم الحرب الهارب من العدالة بنيامين نتنياهو. عمومًا، نتمنى للشعب السورى أن ينتهى من الاحتفالات سريعًا حتى يقرر ما إذا كانت مخططات تركيا وإسرائيل ترضيه وتسعده أم لا!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سوريا دولة منزوعة السلاح سوريا دولة منزوعة السلاح



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon