توقيت القاهرة المحلي 18:39:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فوائد الأسفار

  مصر اليوم -

فوائد الأسفار

بقلم:أسامة غريب

من أشهر ما قيل فى فوائد السفر ما هو منسوب للإمام الشافعى: تَغرّب عن الأوطان فى طلب العلا.. وسافِر ففى الأسفار خمسُ فوائدِ. تَفرُجُ همٍ واكتسابُ معيشةٍ.. وعلمٌ وآدابٌ وصحبةُ ماجدِ. فإن قيل فى الأسفار ذلٌ ومحنةٌ.. وقطع الفيافى وارتكاب الشدائدِ. فموت الفتى خيرٌ له من معاشه.. بدارِ هوانٍ بين واشٍ وحاسدِ.
عادة ما يردد الناس النصف الأول من هذا الكلام ويغفلون عن النصف الآخر الذى أصبح فى أيامنا هذه هو الحافز الأول للناس لكى يسافروا. أما بالنسبة لتفريج الهم والحصول على التسلية فهناك وسائل عديدة، بعضها يمكن استخدامه دون أن تبرح مقعدك، ولم يعد من الضرورى أن تسافر لتلتقى أناسًا جددًا وحضارات مختلفة وعادات سلوكية مثيرة، فكل هذا موجود على الشاشات ويصل إليك بضغطة زر.

أما بالنسبة لاكتساب المعايش فإن عدد الذين يعملون من البيت فى أيامنا هذه فى تزايد مستمر، ومعظم الشركات العالمية الكبرى تتخذ من بعض البلاد الفقيرة مقرًا لخدمة العملاء، حيث يتصل الزبون من إنجلترا فيرد عليه الموظف من كوخ فى كلكتا، متظاهرًا بأنه يجلس فى مقر الشركة فى لندن ويطلب منه أن يغلق الراوتر ثم يفتحه.. مثلًا!.

أما بالنسبة للعلوم والآداب التى كان السفر ضروريًا لتوفيرهما، فقد أصبحا طوع اليد فى عالم الذكاء الاصطناعى وتطبيقاته المدهشة التى تجيب عن أسئلة السائل فى العلوم والفنون دون تجشم عناء السفر. أما صحبة الماجد فلم يعد أحدًا فى حاجة إليها بعد أن أصبح الموبايل هو الرفيق الذى يصحب المرء إلى المكتب والحمّام وغرفة النوم وحتى فى السينما والمسرح!.

إذا كان الأمر كذلك فلماذا يسافر الناس فى أيامنا هذه؟، أعتقد أن جانبًا أساسيًا من الموضوع يكمن فى الرغبة فى الحصول على شىء من الحياة العادلة التى يعيشها الناس فى الخارج، مثل التمتع بالسير على رصيف لا تشغله المحلات ويسيطر عليه البلطجية، والرغبة فى رؤية مظلوم يأخذ حقه أثناء احتكاك مرورى أو مشادة فى الشارع، وكذلك الاستمتاع بحديقة عامة لا رسوم لدخولها، هذا غير إمكانية أن تجلس فى حالك قليلًا دون أن يفرض عليك شخص نفسه، وإمكانية أن تسير ابنتك أو زوجتك فى الشارع دون أن ينقض عليها المتحرشون فى حماية السائرين بالطريق!، والأهم من هذا كله الحصول على ابتسامة صافية من شخص غير طامع فى البقشيش.

هذا عن الذين يسافرون من بلادنا للخارج، فماذا عن الذين يأتون إلينا من البلاد التى يوجد بها كل ما نحلم به؟ أعتقد أنهم من باب التسلية والثقافة يرغبون فى التعرف على الإنسان الأول الذى قرأوا عنه فى الكتب، ويتطلعون لمعرفة شكله وعاداته ووسائله الخشنة من أجل الاستمرار على قيد الحياة، كما أنهم يستمتعون كذلك بانبهار الناس بهم وأخذ الصور معه.

هذا هو ما تبقى من كل فوائد السفر التى تحدث عنها الإمام الشافعى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فوائد الأسفار فوائد الأسفار



GMT 12:21 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

التشكيل المنتظر امتحان حسان الأول

GMT 09:37 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

تفّوق إسرائيل التقني منذ 1967

GMT 09:34 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

قد يرن «البيجر» ولا يُجيب

GMT 09:29 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

لبنان... الرأي قبل شجاعة الشجعان

GMT 09:28 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

معضلة الحل في السودان!

GMT 09:25 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

الكشف عن مقبرة مطربي الإله آمون

GMT 09:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

مذاق الأيام المتبقية من عُمر السباق

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 11:57 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

تامر حسني يكشف سبب تصميمه على كتابة أغانيه
  مصر اليوم - تامر حسني يكشف سبب تصميمه على كتابة أغانيه

GMT 04:18 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

مبابي يرفض وساطة لحل أزمته مع ناصر الخليفي

GMT 00:03 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

على ماهر يمنح لاعبى المصرى راحة سلبية 48 ساعة

GMT 05:36 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

القهوة تحمي من الإصابة بالشلل الرعاش والخرف

GMT 16:23 2018 الإثنين ,07 أيار / مايو

‏فضل صلاة النافلة

GMT 01:43 2018 الخميس ,26 إبريل / نيسان

عصام عبد الفتاح يهاجم النادي الأهلي

GMT 00:28 2014 الثلاثاء ,08 تموز / يوليو

بامية ويكا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon