توقيت القاهرة المحلي 21:12:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مجرم يريد أن يتفلسف

  مصر اليوم -

مجرم يريد أن يتفلسف

بقلم: أسامة غريب

سباق الهجن هو رياضة قديمة ومعروفة فى الصحراء العربية، وفى هذا الخصوص فإن الوجهاء والأثرياء يتبارون فى اقتناء الإبل من ذوات الشكل الجميل والصحة الجيدة والأداء العالى.

وكان من المألوف فى الأزمنة السابقة أن يقود الجِمال فى هذه المسابقات العبيد ومن فى حكمهم، لكن بعد انتفاء العبودية أصبح من يتولى قيادة الهجن هم الأطفال وأغلبهم من شرق آسيا.

عندما تدخلت جمعيات حقوق الإنسان رفضًا لعمالة الأطفال واستغلالهم فيما يشبه الاستعباد فى سباقات تجلب المتعة للأثرياء فإن محبى هذا النوع من السباقات قاموا بتعديلات جوهرية أسفرت عن استبدال الأطفال بآلات روبوت صغيرة توضع على ظهر الجمل عند المؤخرة، وهى تحاكى جهاز الطيار الآلى الذى يقوم بقيادة الطائرة.

ولما كان سعر الهجين يرتفع تبعًا لأدائه فى السباق وقدرته على تحقيق مراكز متقدمة تجلب لصاحبه المجد والفخر، فإن المحاولات تشتد دائمًا للحصول على الهجن المتميزة صاحبة القوة والرشاقة والمناورة والأداء العالى. وكالعادة لا بد أن يتسلل الراغبون فى الكسب السريع بدون مجهود إلى هذا المضمار مثلما يتسللون إلى كل نواحى الحياة.. فماذا فعلوا؟.

آخر ما تفتق عنه الذهن الشيطانى حدث فى سباق جرى مؤخرًا فى إحدى دول الخليج.. قام الموظف المسؤول عن الجمل بوضع صاعق كهربائى فى جهاز الروبوت الذى يعمل بالتوجيه عن بعد بالريموت كونترول، وكلما قام المتحكم فى الريموت بالضغط توجهت وخزة كهربية إلى مؤخرة الحيوان الأعجم الذى يهرع من فرط الرعب والألم فيندفع للأمام، الأمر الذى جعل الجمل المسكين يفوز بالسباق تحت التعذيب الرهيب.

الجناية الكبرى فى الأمر تتمثل فى أن الهجين الذى يتعرض لهذه التجربة تضعف قوائمه وتترقق عظامه ويفقد قدرته على التحمل وبذل المجهود ويصير فى حاجة إلى العلاج والرعاية الطبية.

ومن الواضح أن أحد وجهاء المدينة قد وقع ضحية نصاب باعه جملًا تكهربت مؤخرته وحقق نتيجة عظيمة فى المرة الأولى، لكنه برك بعد أن اشتراه الزبون وخمدت همته، فما كان من الزبون إلا أن قام بمقاضاة النصاب ونجح فى إدخاله السجن. الغريب أن النصاب قد حكى أثناء التحقيق معه أنه تنقل بين أكثر من بلد عربى ونجح فى تسويق فكرته فى أماكن عديدة وحقق ثروة طائلة من فكرته الإجرامية.

صرح أيضًا أنه فكر فى الاعتزال والعودة لبلده مكتفيًا بما حققه، لكن سهولة الكسب وهوس الوجهاء بالفوز فى هذه السباقات جعلاه يخاطر ويستمر، خاصة بعد أن عرف أن الأثرياء المضحوك عليهم كانوا يخشون الإبلاغ عنه حتى لا يتعرضوا للشماتة من منافسيهم إلى أن تقدم أحدهم وأبلغ عنه.

وعند سؤاله عن إحساسه والجمل يتعذب من الصاعق الكهربائى عند كل وخزة قال إنه كان يتألم قليلًا لكن المكاسب كانت تغلب تردده، وصرح بأنه يتعجب من جمعيات حقوق الحيوان التى ناصبته العداء وشنت ضده حملة صحفية، ذلك أنها لم تحرك ساكنًا إزاء انتهاكات عديدة يتعرض لها البشر.. وكان تعليق ساندرا لوى- إحدى الناشطات على تصريحه هذا-: إنه مجرم يريد أن يتفلسف!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مجرم يريد أن يتفلسف مجرم يريد أن يتفلسف



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 09:48 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن اغتيال 5 قادة من حماس

GMT 10:21 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

ميلان يفرض سيطرته على الدوريات الكبرى برقم مميز

GMT 08:40 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الخمس 29 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 08:19 2020 الخميس ,13 آب / أغسطس

تعرفي على 5 طرق مبتكرة للتنظيف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon