توقيت القاهرة المحلي 23:40:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

متى ينتهي الحزن؟

  مصر اليوم -

متى ينتهي الحزن

بقلم:أسامة غريب

الحزن كان دائماً من نصيب الذين يحلمون بتأديب إسرائيل. بعد كل جريمة يرتكبها الكيان الشرير كانت الأصوات ترتفع متوعدة بأن ما حدث لن يمر وأن العدو سينال العقاب المساوى لجريمته وأن دم الشهداء لن يذهب سدى وأن تل أبيب ستدفع ثمنا فادحا لاستهانتها بالقانون الدولى.. كل هذا عبارة عن أسطوانة ألفناها وتعودناها، ومع ذلك لا العقاب وقع بحق العدو، ولا الأخير توقف عن عملياته الإجرامية التى بمقتضاها يقصف أى مكان وقتما يشاء.

قد يقول قائل: بالله عليك لا تنكأ جراحنا، فنحن لا نكافئ العدو فى قوته، كما أن روسيا والصين لا تقدمان لنا سوى التأييد اللفظى، بينما تعاونهما مع إسرائيل فى مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعى يسير على قدم وساق. وقد يقول نفس القائل: إن المقاومة العربية لا تحصل على السلاح والدعم إلا من إيران، وهذا السلاح يصل بصعوبة شديدة ودائما ما تعترض قوافله طائرات العدو فتدمر أغلبه قبل أن يصل إلى أيدى المقاومين، وحتى بعد أن يصل فإن استخدامه يخضع لحسابات معقدة نراعى فيها ألا نغضب العدو كثيرا حتى لا يضربنا بشدة فى حماية العالم أجمع.

كل هذا معروف ومفهوم، ومع ذلك فإن المقاومة التى تواجه إسرائيل وتقدم شهداء يوميا ترفع الآمال عندما يقوم جهازها الإعلامى بإذاعة البيانات الزاعقة التى تهدد بتسديد ضربات ساحقة ماحقة إلى حواضر العدو ومدنه العامرة وذلك لإرساء قواعد الردع بحيث يفهم أن المدينة بالمدينة والعاصمة بالعاصمة والمدنيين بالمدنيين. كل هذا يسمعه الجمهور الذى يحلم بتصدير الألم إلى الإرهابيين الإسرائيليين ثم يفيق على ردود باهتة لا تقيم معادلات رادعة ولا تثبّت قواعد سلوك منضبط، حيث تقوم إسرائيل عقب تلقى الضربة المائعة بتسديد ضربات جديدة تؤكد بها تفوقها من جديد.

هذا ليس حديث تيئيس ولا هو لطم للخدود ورثاء للذات، لكنه دعوة للإيرانيين أن يكفوا عن الجعجعة ويتوقفوا عن خطاب أحمد سعيد والصحاف وعبدالبارى عطوان، هذا الخطاب الذى يمنح الناس الأمل ثم يأتى الواقع ليهوى بالحلم إلى أسفل سافلين. إننا نتساءل: لماذا لم تقم إيران بقصف تل أبيب بعد دقائق من قصف إسرائيل لطهران واغتيال إسماعيل هنية؟ ما معنى تحضير ضربة الانتقام وطبخها على نار هادئة كما يزعمون؟ إن هذا لا يعنى سوى منح الوقت للأساطيل الأمريكية والأوروبية باتخاذ مواقعها ومنح الوقت لإسرائيل لتجهيز الملاجئ والخنادق وتخبئة المعدات ومنح الوقت لكل القواعد فى البلاد العربية لتتجهز لصد الضربة وإسقاط الصواريخ والمسيرات.

لقد كنا نتصور أن الحالة الراهنة تقتضى بأن يكون الرد ممكنا فى خلال دقائق، لكن ما نراه لا يبشر بخير، فحتى لو وقعت الضربة فإن إسرائيل حتما سترد، فهل ننتظر عدة شهور قبل أن نرى الرد على الرد؟.. ما أبأس الذين ينتظرون العدل دون امتلاك وسائل تحقيقه!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متى ينتهي الحزن متى ينتهي الحزن



GMT 19:45 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

‫تكريم مصطفى الفقى‬

GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon