توقيت القاهرة المحلي 16:08:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لا تلوموا الشعب السورى

  مصر اليوم -

لا تلوموا الشعب السورى

بقلم:أسامة غريب

فى الدوحة اجتمع ممثلو تركيا وإيران وروسيا لمناقشة الوضع المتردى فى سوريا. حدث هذا فى غياب أى طرف سورى بما يعنى أن مصير السوريين تقرره الدول الثلاث بمعزل ليس فقط عن الشعب السورى ولكن أيضًا عن المقاتلين من الطرفين: هيئة تحرير الشام وجيش نظام بشار. يوضح هذا الاجتماع أن الأطراف المتصارعة فى الداخل السورى تعبر عن مصالح غير سورية، ولا يمكن هنا إعفاء الرئيس بشار من ويلات ما يحدث. لقد كانت أمام هذا الرجل فرصة ذهبية عندما تولى الحكم عام ٢٠٠٠. كان يستطيع أن يُحدث قطيعة بين الشعب السورى وبين التاريخ الدموى لوالده فى حكم سوريا لمدة ثلاثين عامًا، لكنه أبى إلا أن يجعل حكمه امتدادًا لحكم والده، فتحمل أوزارًا لم يكن فاعلها، والدليل على هذا أن قوات الجولانى وهى تدخل إلى مدينة حماة رافقتها الجماهير وهى تهتف ضد المجزرة الشهيرة التى ارتكبها النظام عام ١٩٨٢ حينما لم يكن الرئيس بشار فى الحكم. لقد ورث الثأرات والأحقاد السابقة واعتنقها ولف نفسه فى داخلها وهو يظنها دعائم تحميه وتُطيل حكمه،

واليوم نرى الفرحة الشعبية الشاملة فى الشارع السورى، ونفهم أن السوريين يضربون صفحًا عن كون القوات التى تسعى فى هدم النظام هى قوات إرهابية تكفيرية يقودها محمد الجولانى الداعشى المعروف الذى أعلن مؤخرًا عن اسمه الحقيقى، وأصبح يظهر فى الإعلام الدولى باسم أحمد الشرع. ومن الغريب أن هذا الشخص الذى يصنف العالم كله ميليشياته كحركة إرهابية أصبحت كبريات صحف العالم ومحطاته التليفزيونية تأخذ منه لقاءات حصرية وتقوم بتقديمه للعالم باعتباره نبذ الإرهاب ويسعى إلى إقامة حكم ديمقراطى على الأرض السورية!.

القوات الظلامية التكفيرية، التى تريد تطبيق شرع من اختراعهم يتضمن بيع البشر واقتضاء الجزية وقهر المرأة وتحريم الفنون ومخاصمة الحياة، هى التى تقترب من العاصمة دمشق، ومع هذا فإن الشعب السورى فى معظمه لا ينظر إلى شىء مما نقول، ولا يشغله اقتحام المدن السورية على يد تيار مصنف إرهابيًّا على نحو يَشِى بأنه إذا حكم فسوف يكون وبالًا على المنطقة كلها لا على السوريين فقط. من الواضح أن الفرحة التى انفجرت فى أنحاء سوريا دالّة جدًّا وكاشفة لحال السوريين، الذين تشتتوا تحت الحكم الحالى وأصبح الملايين منهم يتوزعون فى أصقاع الأرض. هذا شىء لم يجربه السوريون إلا تحت حكم بشار، لدرجة أن الناس تُبدى السعادة أملًا فى أن يلتئم شمل عائلات تمزقت وأصبحت الأسرة الواحدة منها يعيش أفرادها بين عدة دول. اليوم، قدم لهم التكفيريون أملًا فى إمكانية العودة ولَمّ الشمل. السوريون بشر من لحم ودم وليسوا روبوتات جامدة، وبالتالى ليس منتظرًا منهم أن يدافعوا عن حكم بشار الأسد لمجرد أنه يسمح للسلاح بالمرور إلى المقاومة. هذه نقطة تُحسب له بالتأكيد، لكنها ضاعت فى أعين الشعب السورى، واختلطت بآلاف النقاط الدموية التى كتب النظام سطورها. لا تلوموا الشعب السورى، ولا تُنظِّروا عليه، لكن ساعدوه!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا تلوموا الشعب السورى لا تلوموا الشعب السورى



GMT 09:08 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

7 فرق و11 لاعبًا نجوم البريمييرليج!

GMT 08:51 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

بشار في دور إسكوبار

GMT 08:49 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

دمامة الشقيقة

GMT 08:48 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

سوريا الجديدة والمؤشرات المتضاربة

GMT 08:47 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

هجمات رأس السنة الإرهابية... ما الرسالة؟

GMT 08:46 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الشرق الأوسط الجديد: الفيل في الغرفة

GMT 08:44 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

ممرات الشرق الآمنة ما بعد الأسد

GMT 08:43 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الفنانون السوريون وفخ المزايدات

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:13 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
  مصر اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 00:24 2023 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

الأهلي يهدد بتصعيد أزمة الشحات والشيبي للفيفا

GMT 06:06 2018 السبت ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

شاومي تعلن عن حدث في نيويورك بداية الشهر القادم

GMT 23:00 2018 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الشاعِرة سندس القيسي تُصدِر كتابها الشعري الثاني

GMT 03:05 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع أسعار الخضراوات في الأسواق المصرية الجمعة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon