توقيت القاهرة المحلي 02:34:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل الديمقراطية ضرورية؟

  مصر اليوم -

هل الديمقراطية ضرورية

بقلم:أسامة غريب

 هل يمكن إحداث تنمية في ظل الحكم الشمولى، أم أن الديمقراطية ضرورية لإحداث نقلات اجتماعية واقتصادية وثقافية في حياة المجتمعات وآحاد البشر؟.

منذ سنوات طويلة قرأت مساجلة على صفحات الصحف دارت بين أستاذ الفلسفة الراحل الدكتور فؤاد زكريا وأستاذ الاقتصاد الراحل الدكتور جلال أمين حول هذا الموضوع. كان الدكتور زكريا يرى أن الديمقراطية هي شرط لازم للتنمية والتقدم والنهوض، ويرى أنه بدون تبادل السلطة وتغير الوجوه الحاكمة فإن التكلس يحل في مفاصل الحكم بطول البقاء على المقاعد وعدم تجديد الدماء، كما كان يعتقد أن الحاكم الأبدى حتى لو كان وطنيًا فإنه بالضرورة سيتأثر بمن يمتدحونه ويرفعونه إلى مصاف الآلهة، ولا بد أن يفسد في النهاية.

أما الدكتور جلال أمين فلم يشاركه الرأى، ولم يكن في ذلك الوقت يعتقد في الأهمية القصوى للديمقراطية في حياة الشعوب، باعتبار أن المواطن العادى يحتاج إلى أشياء أخرى أكثر أهمية في حياته من الثرثرة تحت قبة البرلمان، والانتخابات التي قد تأتى في بعض الأحيان بأسوأ الناس سواء في أعلى مناصب السلطة أو في المجالس الشعبية. وقد ضرب الدكتور أمين أمثلة في هذا الشأن تقلل من الأهمية القصوى للديمقراطية وتنفى عنها كونها مسألة حياة أو موت بالنسبة للشعوب. وكان مما قاله أن الديمقراطية في فرنسا لم تَحُل دون سقوط باريس في يد الجيش الألمانى، كما أن ديكتاتورية ستالين في الاتحاد السوفيتى لم تعقه عن تحقيق الانتصار ودحر النازية ودخول برلين، كما لم تمنعه من تحويل الدولة الزراعية المتخلفة في روسيا القيصرية إلى قوة عالمية جبارة حققت تقدمًا في كل شىء وصارت واحدة من قوتين عظميين في العالم.. هذا غير أن الديمقراطية والانتخابات هي التي حملت الحزب النازى بقيادة هتلر إلى الحكم.

بعد عشرين عامًا على هذه المساجلة بين المفكرين الكبيرين كتب الدكتور جلال أمين عقب وفاة فؤاد زكريا في عام 2010 مقالًا ذكر فيه المساجلة التي كانت بينهما في السابق، واعترف للدكتور زكريا بصواب رأيه في أنه لا غنى للشعوب المتطلعة للتقدم عن الديمقراطية.

وفى رأيى أنه لا يمكن أن ننكر الصعود والتقدم السريع الذي أحدثته بعض الأنظمة غير الديماقراطية، كما لا نستطيع أن نغفل أن من سمات الحكم الشمولى القدرة على التعبئة والحشد وتوحيد الجهود والعمل تحت شعارات مغرية، وتوجيه الناس بعيدًا عن الصخب والجدال والمساءلة وشوشرة الصحف.. وهذا كله قد ينتج عنه معدلات تنمية عالية في وقت قصير وتشغيل كثيف للأيدى العاملة والقضاء على البطالة، والقفز خطوات في مضمار الصناعة والزراعة. كل هذا صحيح وقد أثبتت الصين نجاعة هذا التوجه وفاعليته من خلال اقتصاد يستجيب لدواعى السوق ضمن تخطيط محكم يراعى مصالح مئات الملايين من الصينيين.. ورغم صحة كل ما سبق إلا أن التاريخ لم يقل كلمته الأخيرة بعد بالنسبة لهذا النظام

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل الديمقراطية ضرورية هل الديمقراطية ضرورية



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon