توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل الديمقراطية ضرورية؟

  مصر اليوم -

هل الديمقراطية ضرورية

بقلم:أسامة غريب

 هل يمكن إحداث تنمية في ظل الحكم الشمولى، أم أن الديمقراطية ضرورية لإحداث نقلات اجتماعية واقتصادية وثقافية في حياة المجتمعات وآحاد البشر؟.

منذ سنوات طويلة قرأت مساجلة على صفحات الصحف دارت بين أستاذ الفلسفة الراحل الدكتور فؤاد زكريا وأستاذ الاقتصاد الراحل الدكتور جلال أمين حول هذا الموضوع. كان الدكتور زكريا يرى أن الديمقراطية هي شرط لازم للتنمية والتقدم والنهوض، ويرى أنه بدون تبادل السلطة وتغير الوجوه الحاكمة فإن التكلس يحل في مفاصل الحكم بطول البقاء على المقاعد وعدم تجديد الدماء، كما كان يعتقد أن الحاكم الأبدى حتى لو كان وطنيًا فإنه بالضرورة سيتأثر بمن يمتدحونه ويرفعونه إلى مصاف الآلهة، ولا بد أن يفسد في النهاية.

أما الدكتور جلال أمين فلم يشاركه الرأى، ولم يكن في ذلك الوقت يعتقد في الأهمية القصوى للديمقراطية في حياة الشعوب، باعتبار أن المواطن العادى يحتاج إلى أشياء أخرى أكثر أهمية في حياته من الثرثرة تحت قبة البرلمان، والانتخابات التي قد تأتى في بعض الأحيان بأسوأ الناس سواء في أعلى مناصب السلطة أو في المجالس الشعبية. وقد ضرب الدكتور أمين أمثلة في هذا الشأن تقلل من الأهمية القصوى للديمقراطية وتنفى عنها كونها مسألة حياة أو موت بالنسبة للشعوب. وكان مما قاله أن الديمقراطية في فرنسا لم تَحُل دون سقوط باريس في يد الجيش الألمانى، كما أن ديكتاتورية ستالين في الاتحاد السوفيتى لم تعقه عن تحقيق الانتصار ودحر النازية ودخول برلين، كما لم تمنعه من تحويل الدولة الزراعية المتخلفة في روسيا القيصرية إلى قوة عالمية جبارة حققت تقدمًا في كل شىء وصارت واحدة من قوتين عظميين في العالم.. هذا غير أن الديمقراطية والانتخابات هي التي حملت الحزب النازى بقيادة هتلر إلى الحكم.

بعد عشرين عامًا على هذه المساجلة بين المفكرين الكبيرين كتب الدكتور جلال أمين عقب وفاة فؤاد زكريا في عام 2010 مقالًا ذكر فيه المساجلة التي كانت بينهما في السابق، واعترف للدكتور زكريا بصواب رأيه في أنه لا غنى للشعوب المتطلعة للتقدم عن الديمقراطية.

وفى رأيى أنه لا يمكن أن ننكر الصعود والتقدم السريع الذي أحدثته بعض الأنظمة غير الديماقراطية، كما لا نستطيع أن نغفل أن من سمات الحكم الشمولى القدرة على التعبئة والحشد وتوحيد الجهود والعمل تحت شعارات مغرية، وتوجيه الناس بعيدًا عن الصخب والجدال والمساءلة وشوشرة الصحف.. وهذا كله قد ينتج عنه معدلات تنمية عالية في وقت قصير وتشغيل كثيف للأيدى العاملة والقضاء على البطالة، والقفز خطوات في مضمار الصناعة والزراعة. كل هذا صحيح وقد أثبتت الصين نجاعة هذا التوجه وفاعليته من خلال اقتصاد يستجيب لدواعى السوق ضمن تخطيط محكم يراعى مصالح مئات الملايين من الصينيين.. ورغم صحة كل ما سبق إلا أن التاريخ لم يقل كلمته الأخيرة بعد بالنسبة لهذا النظام

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل الديمقراطية ضرورية هل الديمقراطية ضرورية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon