توقيت القاهرة المحلي 17:55:24 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أيام فاسدة!

  مصر اليوم -

أيام فاسدة

بقلم - أسامة غريب

هناك أشياء تضايقنى وتثير حفيظتى، ومع هذا أجد صعوبة فى الكتابة عنها لأننى أخشى أن أكون وحدى المهموم بها، وأخجل أن أحكى للقراء عن منغصات قد لا يكون لها أولوية فى أجندة حياتهم المتخمة بالهموم من كل صنف ولون. لكن لأننى أشعر بأن قيثارتى قد مُلئت بأنّات الجوى، وأصبحتُ كالمكبوت يخشى من الفيضان قررت أن أصارحكم.

منذ وفاة الكابتن لطيف رحمه الله عام 1990، ومشاهدة مباريات الكرة على شاشات التليفزيون مصحوبة بالتعليق قد صارت شيئًا مزعجًا للغاية.. ليس فقط بسبب أن أحدًا لم يستطع أن يدانى لطيف فى ظرفه ورشاقة تعبيره وحب الناس له، ولكن بسبب أن السادة المعلقين جميعًا قد فشلوا طوال السنوات الماضية فى أن ينطقوا بطريقة صحيحة كلمتين لطالما سمعناهما من الكابتن لطيف عندما يخسر أحد الفريقين أو يصادفه سوء حظ فى المباراة.. الكلمتان هما: هارد لك (Hard luck).

هل هناك صعوبة فى نطق هاتين الكلمتين؟.. ستقولون طبعًا لا توجد صعوبة، ومع هذا جربوا أن تسمعوا أى معلق، ستجدون الكلمة تُنطق كما لو أننا نقول: المُلك لَكْ والحمد لَكْ.. وهارد لك!.

والغريب أن أحدًا لا يصحح لهم، مع أنه بالتأكيد يوجد ضمن معارفهم أناس متعلمون!.. والأغرب أن هذه الحالة قد انتقلت للمعلقين العرب الذين يذيعون من بى إن سبورت وغيرها!.

ننتقل من الكرة لأمر آخر مدهش. دخلت مطعمًا للوجبات السريعة أستطلع ماذا يقدم، فخف إلىّ أحد العاملين وأخذ يعدد العروض المقدمة بمناسبة الافتتاح ويشرح الفرق بين الكومبو وغيره، ولم ينس أن يشير إلى أن السندوتشات لديهم تُقدَم فى حجمين (Medium، large) أى متوسط وكبير. وهنا استوقفته سائلا بمنتهى حُسن النية: تقصد أن لديك حجمين للسندوتش، صغير وكبير؟، فرد على الفور: لا يا أفندم، لدينا متوسط وكبير. قلت مندهشًا: إذا كان كل ما لديك نوعان فقط فكيف يكون من ضمنهما واحد متوسط؟.. إن من شروط وجود المتوسط أن يكون هناك أكبر منه وأصغر منه.

وهنا نادى على المدير ملتمسًا عونه، فقمت بإعادة الشرح للسيد المدير، فنظر هذا إلىّ بحسبانى غبيًا وقال: لا أظنك تعتقد أن الشركة الأم فى أوروبا تخطئ فى أمر كهذا.. نحن نتلقى منهم كل شىء ونعمل تحت إشرافهم، وهم الذين قالوا إن هذا الحجم متوسط والآخر كبير.

قلت له: يا أستاذ.. إن معلميك الأجانب إما جهلاء أو يفعلون ذلك عمدًا قاصدين حذف كلمة «صغير» من قائمتهم للإيحاء للزبون بضخامة السندوتش، أما أنت فتصدق فعلًا أن الوسط يمكن أن يأتى دون وجود اثنين يقع بينهما.. هل يمكن أن تكون أنت الابن الأوسط لأمك وأبيك دون أن يكون لك أخ أصغر وآخر أكبر؟.

فتح فمه قائلًا: هه؟. خرجت وأنا أستعيذ بالله من الجهلاء المستمتعين بجهلهم لدرجة الرغبة فى الفتك بمن يريد لهم الخير!. هذه الأشياء والتفصيلات قد تكون بسيطة وسط كم الماَسى اليومية التى يصادفها الإنسان المصرى، لكنها مع ذلك تضايقنى وتفسد علىّ أيامى الفاسدة بطبعها!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أيام فاسدة أيام فاسدة



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 11:57 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

تامر حسني يكشف سبب تصميمه على كتابة أغانيه
  مصر اليوم - تامر حسني يكشف سبب تصميمه على كتابة أغانيه

GMT 18:46 2017 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

دار Blancheur تعلن عن عرض مميز لأزياء المحجبات في لندن

GMT 10:03 2020 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة عمل الفاصوليا البيضاء

GMT 04:45 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الأمن المصري يكشف حقيقة اختطاف فتاة في منطقة "المعادي"

GMT 10:07 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة: تسجيل 106 إصابات جديدة بـ كورونا و12 وفاة

GMT 11:56 2020 الخميس ,13 آب / أغسطس

7 أشكال غريبة لرفوف الكتب تعرفي عليها

GMT 17:04 2020 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

مستشار الرئاسة التركية ياسين أقطاي يوجه رسالة إلى مصر

GMT 08:00 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سيات أتيكا 2020 في مصر رسميًا

GMT 03:29 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

داليا مصطفى تتعرَّض لعملية نصب وتُحذِّر الفنانين

GMT 08:30 2019 الأحد ,23 حزيران / يونيو

تصميمات "الفيونكة" تزيّن مجوهرات العروس في 2019

GMT 17:44 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

بلاغ ضد هالة صدقي بسبب فيديو "حثالة المجتمع"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon