توقيت القاهرة المحلي 10:23:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عملية صُنع المُشاهد السخيف

  مصر اليوم -

عملية صُنع المُشاهد السخيف

بقلم - أسامة غريب

توقفت عن مشاهدة قنوات التليفزيون منذ سنوات، ومع ذلك فإننى أعرف أن الشهر الكريم يغرى صناع البرامج بعمل حلقات الكاميرا الخفية مع تعدد الأسماء التي يطلقونها على هذه البرامج.والأصل أنها على غرار برنامج الكاميرا الخفية الذي برعت فيه تليفزيونات الغرب ثم نقلناه عنهم، ولكن برامجنا للأسف أصبحت تفتقد الخفة والرشاقة والأفكار الطازجة التي تميز الأعمال الأجنبية.

لقد تم استهلاك وطحن كل الأفكار منذ أيام فؤاد المهندس الذي كان أول من قدم هذه النوعية في الثمانينيات، ثم تلاه إبراهيم نصر الذي ظل سنوات يقدم حلقات زكية زكريا. كنا نعرف أنها تمثيل وأن المقالب متفق عليها مع الضيف أو الزبون ومع ذلك كنا نضحك لخفة دم إبراهيم نصر.

لكن الآن بكل أسف يزدحم الفضاء في القنوات العربية بتنويعات مختلفة على التيمة الرئيسية لهذا النوع من البرامج التي هي خداع الضيف، وعمل تمثيلية غير حقيقية من حوله، ثم مفاجأته في النهاية بحقيقة المقلب الذي شربه.

لكن مشكلة برامج الكاميرا الخفية الآن أنها ملفقة، مدّعاة، ثقيلة وغليظة، وأصبحت تركز في غالبيتها على استضافة أحد الفنانين بدل رجل الشارع العادى، ولقد أصبح مفهومًا أن الضيف يعرف أنه سيتعرض للإهانة والسخرية والتنمر وقلة الأدب من جانب المذيع، وفى بعض البرامج من جمهور الاستديو وجمهور الشارع، وكذلك من زملائه الفنانين الذين يسجل لهم البرنامج فقرة في هجاء زميلهم والهزء به!.

بعض الفنانين يعترفون بحقيقة إدراكهم الفيلم الهندى الرخيص منذ البداية، لكن البعض الآخر يمارس الاستعباط ويدعى أن حلقته كانت تلقائية تمامًا، وهنا ينبغى لحضرة الفنان التلقائى أن يشرح للناس ما الذي جعله يحتمل جليطة المذيع وقلة ذوقه طوال مدة الحلقة، ما الذي جعله يصدّق أن كل المشاركين من الجمهور يكرهونه ويحملون له مشاعر القرف والازدراء، وما الذي جعله يصبر على هذا البلاء دون أن يسُب البرنامج وصانعيه ثم يلقى بالمايك في وجوههم قبل أن يترك الاستديو ويرحل؟. هل السبوبة أو المرمّة أو النحتاية (بلغة الفنانين) هي السبب؟، هل المبلغ المدفوع في الحلقة يجعل الكرامة تذوى والكبرياء يتلاشى؟.

إن الحقيقة في مثل هذه البرامج لن تخرج عن أحد أمرين: الأول أنهم كانوا يعلمون بالأمر منذ البداية وقد اتفقوا مع المعد والمخرج والمذيع على التمثيلية، وقبلوا أن يدلّسوا على الجمهور ويقدموا له برنامجًا فالصو.. والاحتمال الثانى هو أنه لا فكرة لديهم بالمرة عن المقلب، وأنهم دخلوا الاستديو بنية تنفيذ برنامج حقيقى، لكن سيتعين عليهم في هذه الحالة أن يعطونا تبريرًا لماذا احتملوا الإهانات التي وصلت في بعض الأحيان إلى الضرب على القفا؟.

لقد آن الأوان لهذه البرامج أن تتوقف وتأخذ هدنة في انتظار فنانين من نوعيات مختلفة، يجيئون مع أفكار طازجة عوضًا عن السماجة التي يُصرف عليها الملايين، وهو الأمر الذي جعل المشاهد نفسه يتحول بطول الإلحاح على عقله إلى شخص سخيف!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عملية صُنع المُشاهد السخيف عملية صُنع المُشاهد السخيف



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon