توقيت القاهرة المحلي 10:37:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عملية صُنع المُشاهد السخيف

  مصر اليوم -

عملية صُنع المُشاهد السخيف

بقلم - أسامة غريب

توقفت عن مشاهدة قنوات التليفزيون منذ سنوات، ومع ذلك فإننى أعرف أن الشهر الكريم يغرى صناع البرامج بعمل حلقات الكاميرا الخفية مع تعدد الأسماء التي يطلقونها على هذه البرامج.والأصل أنها على غرار برنامج الكاميرا الخفية الذي برعت فيه تليفزيونات الغرب ثم نقلناه عنهم، ولكن برامجنا للأسف أصبحت تفتقد الخفة والرشاقة والأفكار الطازجة التي تميز الأعمال الأجنبية.

لقد تم استهلاك وطحن كل الأفكار منذ أيام فؤاد المهندس الذي كان أول من قدم هذه النوعية في الثمانينيات، ثم تلاه إبراهيم نصر الذي ظل سنوات يقدم حلقات زكية زكريا. كنا نعرف أنها تمثيل وأن المقالب متفق عليها مع الضيف أو الزبون ومع ذلك كنا نضحك لخفة دم إبراهيم نصر.

لكن الآن بكل أسف يزدحم الفضاء في القنوات العربية بتنويعات مختلفة على التيمة الرئيسية لهذا النوع من البرامج التي هي خداع الضيف، وعمل تمثيلية غير حقيقية من حوله، ثم مفاجأته في النهاية بحقيقة المقلب الذي شربه.

لكن مشكلة برامج الكاميرا الخفية الآن أنها ملفقة، مدّعاة، ثقيلة وغليظة، وأصبحت تركز في غالبيتها على استضافة أحد الفنانين بدل رجل الشارع العادى، ولقد أصبح مفهومًا أن الضيف يعرف أنه سيتعرض للإهانة والسخرية والتنمر وقلة الأدب من جانب المذيع، وفى بعض البرامج من جمهور الاستديو وجمهور الشارع، وكذلك من زملائه الفنانين الذين يسجل لهم البرنامج فقرة في هجاء زميلهم والهزء به!.

بعض الفنانين يعترفون بحقيقة إدراكهم الفيلم الهندى الرخيص منذ البداية، لكن البعض الآخر يمارس الاستعباط ويدعى أن حلقته كانت تلقائية تمامًا، وهنا ينبغى لحضرة الفنان التلقائى أن يشرح للناس ما الذي جعله يحتمل جليطة المذيع وقلة ذوقه طوال مدة الحلقة، ما الذي جعله يصدّق أن كل المشاركين من الجمهور يكرهونه ويحملون له مشاعر القرف والازدراء، وما الذي جعله يصبر على هذا البلاء دون أن يسُب البرنامج وصانعيه ثم يلقى بالمايك في وجوههم قبل أن يترك الاستديو ويرحل؟. هل السبوبة أو المرمّة أو النحتاية (بلغة الفنانين) هي السبب؟، هل المبلغ المدفوع في الحلقة يجعل الكرامة تذوى والكبرياء يتلاشى؟.

إن الحقيقة في مثل هذه البرامج لن تخرج عن أحد أمرين: الأول أنهم كانوا يعلمون بالأمر منذ البداية وقد اتفقوا مع المعد والمخرج والمذيع على التمثيلية، وقبلوا أن يدلّسوا على الجمهور ويقدموا له برنامجًا فالصو.. والاحتمال الثانى هو أنه لا فكرة لديهم بالمرة عن المقلب، وأنهم دخلوا الاستديو بنية تنفيذ برنامج حقيقى، لكن سيتعين عليهم في هذه الحالة أن يعطونا تبريرًا لماذا احتملوا الإهانات التي وصلت في بعض الأحيان إلى الضرب على القفا؟.

لقد آن الأوان لهذه البرامج أن تتوقف وتأخذ هدنة في انتظار فنانين من نوعيات مختلفة، يجيئون مع أفكار طازجة عوضًا عن السماجة التي يُصرف عليها الملايين، وهو الأمر الذي جعل المشاهد نفسه يتحول بطول الإلحاح على عقله إلى شخص سخيف!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عملية صُنع المُشاهد السخيف عملية صُنع المُشاهد السخيف



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon