توقيت القاهرة المحلي 01:34:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العداء الغربى للسامية

  مصر اليوم -

العداء الغربى للسامية

بقلم:أسامة غريب

  جربت إسرائيل كثيرًا سياسة المجازر والمذابح الجماعية من أجل إخافة الفلسطينيين وتهجيرهم، ومعروف أن لمناحم بيجن، رئيس وزراء إسرائيل الأسبق، مقولة شهيرة بأنه لولا مذبحة دير ياسين ما نجح اليهود القادمون من أوروبا في إقامة دولة إسرائيل. لكن على الرغم من ذلك، فإن العدوان والتوسع لم يكفلا للدولة العبرية الأمان أبدًا، فدائمًا ما تخرج المقاومة الفلسطينية من تحت الرماد، مهما كان البلاء الذي تعرضت له. أقول هذا بمناسبة الحديث عن اجتثاث المقاومين من غزة. لم تجرب إسرائيل أبدًا أن تحصل على السلام والأمان من خلال إعطاء الفلسطينيين بعض حقوقهم وتَرْكهم يعيشون في أمان.. المطروح إسرائيليًّا على الدوام هو سحق إرادة شعب فلسطين، والاستعانة ببعضه على بعضه الآخر، والقيام بحملات تأديب ونزع أراضٍ وهدم بيوت بسبب وبدون سبب.

هذا، وقد دأبت دول الغرب دائمًا على التعامل مع الحالة الفلسطينية من البند عاشرًا، متجاهلين البنود التسعة الأولى، ومتعامين عن الحقيقة الصارخة التي يخشى الجميع الجهر بها، وهى أن قيام دولة إسرائيل وزرعها في قلب العالم العربى هو أكبر مظهر من مظاهر العداء للسامية.. تلك التهمة المخيفة التي ترميها إسرائيل في وجه كل مَن يندد بجرائمها أو يتعاطف مع ضحاياها. نعم، قيام دولة إسرائيل هو أكبر عداء للسامية مارسه الغرب في حق اليهود، فبعد أن قام هتلر الأوروبى بتصفية اليهود في ألمانيا لأنه اعتبرهم شرًّا مستطيرًا، قام قادة أوروبا المنتصرون بإكمال ما فعله هتلر بطريقة أخرى بعد الحرب، إذ اتفقوا على التخلص من اليهود، ونقلهم إلى مكان آخر بعيد عن أوروبا، وبدلًا من أن يمنحوهم حق المواطنة والعيش الكريم في البلاد التي وُلدوا بها وعاشوا عليها هم وآباؤهم وأجدادهم، إذا بهم يسعون للتخلص منهم، وشحنهم في سفن وقطارات تتوجه بهم إلى فلسطين، مُخْلِين بلاد أوروبا منهم، وكأنهم وباء يخشون تفشيه بينهم!، وبعد ذلك صارت الجريمة التي ارتكبوها في حق اليهود بالتخلص منهم، والتى دفع ثمنها الفلسطينيون، تؤرق الضمير الأوروبى، فأخذوا- تكفيرًا عن ذنبهم- يُمعنون في حماية إسرائيل، ويتسترون على خطاياها، ويقدمون لها الدعم السياسى والاقتصادى والعسكرى، ويساعدونها على ابتلاع المزيد من الأرض العربية.

وإذا كانت حلقات دفاع المظلومين عن النفس، والتى اتخذت في بعض الأحيان أشكالًا عنيفة تندرج تحت الإرهاب جعلت الغرب يسميها بالإرهاب، فيجب ألّا نتجاهل الفعل القاتل المميت، ونتشبث بإدانة رد الفعل، ولا يجب إعفاء إسرائيل من المسؤولية عن حلقات العنف المنتشرة في المنطقة، فلولا العنف الإسرائيلى الذي يخشى الجميع تسميته إرهابًا لما وُجدت الفصائل المسلحة الساعية إلى عدل الميزان المائل بشدة. وفى هذا الصدد يجب ألّا ننسى أن كل هذا الجنوح والتجرؤ على العالم هو نتيجة مباشرة للجريمة الكبرى التي ارتكبتها أوروبا وأمريكا في حق الإنسانية، والإجراء المُعادى للسامية الذي اقترفوه في حق اليهود، والمتمثل في اختراع دولة إسرائيل!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العداء الغربى للسامية العداء الغربى للسامية



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon