توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تلك الأيام نُداولها بين الناس

  مصر اليوم -

تلك الأيام نُداولها بين الناس

بقلم - أسامة غريب

منذ سنوات ثار حوار حول الأفلام المصرية ووجوب أن تنهض وزارة الثقافة بمهمة شرائها من أصحابها حتى لا تتسلل إلى الخارج، وذلك على أساس أن الفيلم المصرى ظل زمنًا طويلًا يربط المشاهد العربى بمصر التى كانت قنواتها تبث إلى جانب الأفلام البرامج والأغانى والمسرحيات، وفى أثناء ذلك تسللت مصر لتسكن وجدان كل عربى. طبعًا لم تستجب وزارة الثقافة أو غيرها من المؤسسات لتلك الدعوة، لكن شركات عربية هى التى تولت هذه المهمة. فى ذلك الوقت كنت أشعر بالحنق كلما شاهدت فيلمًا مصريًّا اشترته قناة عربية، وكان سبب هذا الشعور هو غضبى للتراث السينمائى المصرى وكنوزه الغالية، التى كانت مصر أَوْلَى برعايتها والحفاظ عليها.

الآن أستطيع أن أقول إننى لم أعد أشعر بالضيق الذى كنت عليه فى السابق.. بمرور الوقت تكونت عندى نظرة أخرى، هى نظرة مَن أصبح يحمد الله أن المسلة المصرية الموجودة فى ميدان الكونكورد بباريس قد وصلت إلى الفرنسيين، ولولا ذلك لكانت ملقاة فى أحد المخازن المهجورة لا يدرى الناس عنها شيئًا، ويحمد الله أيضًا على أن رأس نفرتيتى يقبع بالمتحف الجديد ببرلين بدلًا من وجوده بالمتحف المصرى، حيث كان يسهل سرقته بمنتهى البساطة، كما سُرقت لوحة زهرة الخشخاش، التى كانت معروضة بمتحف محمود خليل.. نفس الأمر بالنسبة للجناح المصرى بمتحف متروبوليتان بنيويورك ومثله المتحف البريطانى، الذى يضم عددًا هائلًا من قطع الآثار المصرية، ومتحف تورينو بإيطاليا، الذى يضم ثلاثة طوابق مصرية، غير متحف كامل بفيينا، علاوة على معبد مصرى بالعاصمة الإسبانية مدريد، أنقذه الإسبان من الغرق، ثم حملوه إلى بلادهم، غير المسلات الموجودة ببريطانيا وإيطاليا وتركيا والولايات المتحدة، وكل ما سلف عبارة عن آثار منهوبة أو مهداة من الحكام، لكنها تلقى أفضل عناية، وتقبع وسط بيئة تقدرها وتعرف قيمتها.

بنفس العين أصبحت أنظر إلى قنوات الأفلام التى تقتات على الإنتاج المصرى وتتعيش عليه، فلعل الأمر فيه بعض الخير، إذ إننا أصبحنا نشاهد أفلامًا مصرية لم يحدث أن شاهدناها أبدًا بالتليفزيون المصرى.. كنوز سينمائية قديمة من إنتاج الثلاثينيات والأربعينيات أُزيح عنها التراب، وأصبحت تُعرض من وقت لآخر، فرأينا جانبًا خفيًّا من إنتاجنا كان يمكن أن يظل مختفيًا لدى أصحابه من ورثة المنتجين القدامى، لولا أن اشتراه مَن يملكون المال، فحفظوه وحافظوا عليه وقاموا بترميم بعض أفلامه، التى كادت تبلى وتندثر إلى الأبد. ليس الأمر سيئًا جدًّا كما كنت أراه فى السابق، فمادمنا فى زمن تراجع ثقافى، فلا بأس أن نجد مَن ينهض عنّا ليحافظ على تراثنا ويقدمه فى صورة طيبة، ولا بأس أن يفوز ببعض الدعاية ويستفيد إعلاميًّا من وجود الكنز بين يديه، ذلك أن الدنيا «أخد وعطا»، وتلك الأيام نُداولها بين الناس.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تلك الأيام نُداولها بين الناس تلك الأيام نُداولها بين الناس



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 09:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يفتح آفاقا جديدة في علاج سرطان البنكرياس

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 10:29 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

شريف مدكور يُعلن إصابته بفيروس يُصيب المناعة

GMT 12:37 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

طبيب الأهلي يعلن جاهزية الثلاثي المصاب للمباريات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon