توقيت القاهرة المحلي 23:50:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تلك الأيام نُداولها بين الناس

  مصر اليوم -

تلك الأيام نُداولها بين الناس

بقلم - أسامة غريب

منذ سنوات ثار حوار حول الأفلام المصرية ووجوب أن تنهض وزارة الثقافة بمهمة شرائها من أصحابها حتى لا تتسلل إلى الخارج، وذلك على أساس أن الفيلم المصرى ظل زمنًا طويلًا يربط المشاهد العربى بمصر التى كانت قنواتها تبث إلى جانب الأفلام البرامج والأغانى والمسرحيات، وفى أثناء ذلك تسللت مصر لتسكن وجدان كل عربى. طبعًا لم تستجب وزارة الثقافة أو غيرها من المؤسسات لتلك الدعوة، لكن شركات عربية هى التى تولت هذه المهمة. فى ذلك الوقت كنت أشعر بالحنق كلما شاهدت فيلمًا مصريًّا اشترته قناة عربية، وكان سبب هذا الشعور هو غضبى للتراث السينمائى المصرى وكنوزه الغالية، التى كانت مصر أَوْلَى برعايتها والحفاظ عليها.

الآن أستطيع أن أقول إننى لم أعد أشعر بالضيق الذى كنت عليه فى السابق.. بمرور الوقت تكونت عندى نظرة أخرى، هى نظرة مَن أصبح يحمد الله أن المسلة المصرية الموجودة فى ميدان الكونكورد بباريس قد وصلت إلى الفرنسيين، ولولا ذلك لكانت ملقاة فى أحد المخازن المهجورة لا يدرى الناس عنها شيئًا، ويحمد الله أيضًا على أن رأس نفرتيتى يقبع بالمتحف الجديد ببرلين بدلًا من وجوده بالمتحف المصرى، حيث كان يسهل سرقته بمنتهى البساطة، كما سُرقت لوحة زهرة الخشخاش، التى كانت معروضة بمتحف محمود خليل.. نفس الأمر بالنسبة للجناح المصرى بمتحف متروبوليتان بنيويورك ومثله المتحف البريطانى، الذى يضم عددًا هائلًا من قطع الآثار المصرية، ومتحف تورينو بإيطاليا، الذى يضم ثلاثة طوابق مصرية، غير متحف كامل بفيينا، علاوة على معبد مصرى بالعاصمة الإسبانية مدريد، أنقذه الإسبان من الغرق، ثم حملوه إلى بلادهم، غير المسلات الموجودة ببريطانيا وإيطاليا وتركيا والولايات المتحدة، وكل ما سلف عبارة عن آثار منهوبة أو مهداة من الحكام، لكنها تلقى أفضل عناية، وتقبع وسط بيئة تقدرها وتعرف قيمتها.

بنفس العين أصبحت أنظر إلى قنوات الأفلام التى تقتات على الإنتاج المصرى وتتعيش عليه، فلعل الأمر فيه بعض الخير، إذ إننا أصبحنا نشاهد أفلامًا مصرية لم يحدث أن شاهدناها أبدًا بالتليفزيون المصرى.. كنوز سينمائية قديمة من إنتاج الثلاثينيات والأربعينيات أُزيح عنها التراب، وأصبحت تُعرض من وقت لآخر، فرأينا جانبًا خفيًّا من إنتاجنا كان يمكن أن يظل مختفيًا لدى أصحابه من ورثة المنتجين القدامى، لولا أن اشتراه مَن يملكون المال، فحفظوه وحافظوا عليه وقاموا بترميم بعض أفلامه، التى كادت تبلى وتندثر إلى الأبد. ليس الأمر سيئًا جدًّا كما كنت أراه فى السابق، فمادمنا فى زمن تراجع ثقافى، فلا بأس أن نجد مَن ينهض عنّا ليحافظ على تراثنا ويقدمه فى صورة طيبة، ولا بأس أن يفوز ببعض الدعاية ويستفيد إعلاميًّا من وجود الكنز بين يديه، ذلك أن الدنيا «أخد وعطا»، وتلك الأيام نُداولها بين الناس.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تلك الأيام نُداولها بين الناس تلك الأيام نُداولها بين الناس



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon