توقيت القاهرة المحلي 17:55:24 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تلك الأيام نُداولها بين الناس

  مصر اليوم -

تلك الأيام نُداولها بين الناس

بقلم - أسامة غريب

منذ سنوات ثار حوار حول الأفلام المصرية ووجوب أن تنهض وزارة الثقافة بمهمة شرائها من أصحابها حتى لا تتسلل إلى الخارج، وذلك على أساس أن الفيلم المصرى ظل زمنًا طويلًا يربط المشاهد العربى بمصر التى كانت قنواتها تبث إلى جانب الأفلام البرامج والأغانى والمسرحيات، وفى أثناء ذلك تسللت مصر لتسكن وجدان كل عربى. طبعًا لم تستجب وزارة الثقافة أو غيرها من المؤسسات لتلك الدعوة، لكن شركات عربية هى التى تولت هذه المهمة. فى ذلك الوقت كنت أشعر بالحنق كلما شاهدت فيلمًا مصريًّا اشترته قناة عربية، وكان سبب هذا الشعور هو غضبى للتراث السينمائى المصرى وكنوزه الغالية، التى كانت مصر أَوْلَى برعايتها والحفاظ عليها.

الآن أستطيع أن أقول إننى لم أعد أشعر بالضيق الذى كنت عليه فى السابق.. بمرور الوقت تكونت عندى نظرة أخرى، هى نظرة مَن أصبح يحمد الله أن المسلة المصرية الموجودة فى ميدان الكونكورد بباريس قد وصلت إلى الفرنسيين، ولولا ذلك لكانت ملقاة فى أحد المخازن المهجورة لا يدرى الناس عنها شيئًا، ويحمد الله أيضًا على أن رأس نفرتيتى يقبع بالمتحف الجديد ببرلين بدلًا من وجوده بالمتحف المصرى، حيث كان يسهل سرقته بمنتهى البساطة، كما سُرقت لوحة زهرة الخشخاش، التى كانت معروضة بمتحف محمود خليل.. نفس الأمر بالنسبة للجناح المصرى بمتحف متروبوليتان بنيويورك ومثله المتحف البريطانى، الذى يضم عددًا هائلًا من قطع الآثار المصرية، ومتحف تورينو بإيطاليا، الذى يضم ثلاثة طوابق مصرية، غير متحف كامل بفيينا، علاوة على معبد مصرى بالعاصمة الإسبانية مدريد، أنقذه الإسبان من الغرق، ثم حملوه إلى بلادهم، غير المسلات الموجودة ببريطانيا وإيطاليا وتركيا والولايات المتحدة، وكل ما سلف عبارة عن آثار منهوبة أو مهداة من الحكام، لكنها تلقى أفضل عناية، وتقبع وسط بيئة تقدرها وتعرف قيمتها.

بنفس العين أصبحت أنظر إلى قنوات الأفلام التى تقتات على الإنتاج المصرى وتتعيش عليه، فلعل الأمر فيه بعض الخير، إذ إننا أصبحنا نشاهد أفلامًا مصرية لم يحدث أن شاهدناها أبدًا بالتليفزيون المصرى.. كنوز سينمائية قديمة من إنتاج الثلاثينيات والأربعينيات أُزيح عنها التراب، وأصبحت تُعرض من وقت لآخر، فرأينا جانبًا خفيًّا من إنتاجنا كان يمكن أن يظل مختفيًا لدى أصحابه من ورثة المنتجين القدامى، لولا أن اشتراه مَن يملكون المال، فحفظوه وحافظوا عليه وقاموا بترميم بعض أفلامه، التى كادت تبلى وتندثر إلى الأبد. ليس الأمر سيئًا جدًّا كما كنت أراه فى السابق، فمادمنا فى زمن تراجع ثقافى، فلا بأس أن نجد مَن ينهض عنّا ليحافظ على تراثنا ويقدمه فى صورة طيبة، ولا بأس أن يفوز ببعض الدعاية ويستفيد إعلاميًّا من وجود الكنز بين يديه، ذلك أن الدنيا «أخد وعطا»، وتلك الأيام نُداولها بين الناس.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تلك الأيام نُداولها بين الناس تلك الأيام نُداولها بين الناس



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 11:57 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

تامر حسني يكشف سبب تصميمه على كتابة أغانيه
  مصر اليوم - تامر حسني يكشف سبب تصميمه على كتابة أغانيه

GMT 18:46 2017 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

دار Blancheur تعلن عن عرض مميز لأزياء المحجبات في لندن

GMT 10:03 2020 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة عمل الفاصوليا البيضاء

GMT 04:45 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الأمن المصري يكشف حقيقة اختطاف فتاة في منطقة "المعادي"

GMT 10:07 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة: تسجيل 106 إصابات جديدة بـ كورونا و12 وفاة

GMT 11:56 2020 الخميس ,13 آب / أغسطس

7 أشكال غريبة لرفوف الكتب تعرفي عليها

GMT 17:04 2020 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

مستشار الرئاسة التركية ياسين أقطاي يوجه رسالة إلى مصر

GMT 08:00 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سيات أتيكا 2020 في مصر رسميًا

GMT 03:29 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

داليا مصطفى تتعرَّض لعملية نصب وتُحذِّر الفنانين

GMT 08:30 2019 الأحد ,23 حزيران / يونيو

تصميمات "الفيونكة" تزيّن مجوهرات العروس في 2019

GMT 17:44 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

بلاغ ضد هالة صدقي بسبب فيديو "حثالة المجتمع"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon