توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مواقف أردوغان المتذبذبة

  مصر اليوم -

مواقف أردوغان المتذبذبة

بقلم - أسامة غريب

تثير مواقف الرئيس التركى أردوغان حيرة الذين تعوّدوا المواقف المنطقية الواضحة، سواء مع أو ضد، لكن الذين يتابعون مشوار صعود رئيس حزب العدالة والتنمية نحو السلطة منذ عشرين سنة لا يدهشهم تذبذب المواقف واتخاذ القرار ثم الرجوع عنه بسهولة.

مع بداية العدوان الإسرائيلى الحالى على غزة، كان أردوغان هادئًا في ردود أفعاله، وصدر عنه تصريح يوم 8 أكتوبر جاء فيه: إن تركيا تدعو جميع الأطراف إلى ضبط النفس والابتعاد عن الخطوات المتهورة التي ستسرع وتيرة الأحداث وذلك على ضوء الأحداث الأخيرة.

هذا التصريح الأردوغانى الفاتر استفز السيد داوود أوغلو، رئيس حزب المستقبل التركى، فقال: «إن هذه الرخاوة لا تتفق مع موقف أردوغان السابق بشأن دعم القضية الفلسطينية»، ومضى أوغلو متسائلًا: «ما الذي حدث؟.. لقد عملت مستشارًا لك لسبع سنوات، بكينا سويًا داخل الغرفة نفسها لأجل فلسطين.. حقًا، بكينا أثناء عدوان 2014، جُبنا المنطقة وبذلنا جهودًا لإحلال السلام، وتجولنا لمدة 10 أيام دون الحصول على أي قسط من الراحة حتى حققنا وقفًا لإطلاق النار».

ثم ختم أوغلو كلامه قائلًا: «لقد اقشعر بدنى أثناء سماعى كلمة أردوغان التي ساوى فيها بين الطرفين».. لكن مع تصاعد العدوان وتزايد وتيرة الوحشية، أخذت تصريحات أردوغان تزداد حدة في وجه إسرائيل، فوصف جيشها بالإرهابى، كما وصف مقاتلى حماس بالمناضلين لتحرير وطنهم.

وطبقًا للمتابعين للشأن التركى، فإن الرجل كان يريد أن يقوم بدور الوساطة، فلم يشأ أن يُغضب الإسرائيليين في البداية، ولكن عندما لم يُعره أحد اهتمامًا، انفجر سيل تصريحاته اللفظية ضد إسرائيل، وآخرها في المؤتمر الصحفى الذي عقده في برلين أثناء زيارته للعاصمة الألمانية والتقائه بالمستشار شولتز.

لقد كان موقفًا قويًا من الرئيس التركى ما قاله في وجود مضيفه الألمانى من أن تركيا ليست مدينة لإسرائيل حتى تتحمل إجرامها وتتغاضى عنه (فى إشارة إلى عقدة الذنب الألمانية)».

ومع قوة التصريحات التركية التي أثارت الصحافة الألمانية ضده، إلا أن داوود أوغلو كان له تعقيب عقلانى ومنطقى، قال فيه: «حديث الرئيس التركى خلال المؤتمر الصحفى مع شولتز عن أن تركيا ليست مدينة لإسرائيل هو حديث صحيح، وأنا أثنى عليه.

لكن عندما ننظر إلى الموقف العملى، أشعر بالخجل باسم وطنى وأمتى!.. إذا لم نكن مدينين لإسرائيل، فلماذا تستمر شحنات النفط من ميناء جيهان إلى إسرائيل؟ لماذا تستمرون في إرسال المواد الغذائية، الأسمنت والحديد والصلب، إلى إسرائيل؟ إذا ذهب من طرفنا الوقود الذي تستخدمه الطائرات المعتدية، وإذا ذهب من طرفنا طعام جنود إسرائيل، فعار عليكم، عار عليكم!».

من الممكن أن يكون هذا النقد تعبيرًا عن موقف مبدئى لأوغلو، ومن الممكن أن يكون الداعى إليه هو التشاحن الحزبى مع رفيقه السابق، ومع ذلك فقد يكون أردوغان صادقًا في عاطفته نحو فلسطين، لكنه لم يتخذ موقف عملى أحادى دون توافق عربى إسلامى جماعى، حتى لا يجد نفسه وحيدًا في مواجهة وحوش الغرب!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مواقف أردوغان المتذبذبة مواقف أردوغان المتذبذبة



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 09:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يفتح آفاقا جديدة في علاج سرطان البنكرياس

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 10:29 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

شريف مدكور يُعلن إصابته بفيروس يُصيب المناعة

GMT 12:37 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

طبيب الأهلي يعلن جاهزية الثلاثي المصاب للمباريات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon