توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإعلام الأوروبي الساقط

  مصر اليوم -

الإعلام الأوروبي الساقط

بقلم - أسامة غريب

في ذروة الهمجية الإسرائيلية المتمثلة في دفع شعب بأكمله للنوم في العراء تقول تقارير العدو الواردة من خان يونس إن الجيش الإسرائيلى يحاصر منزل يحيى السنوار، القائد الميدانى الفلسطينى، بهدف القبض عليه!.

لا نعلم في الحقيقة معنى أنهم يحاصرون بيته.. إذا كانت الدبابات تحيط بالبيت فما الذي يمنعهم من دكه على رأس ساكنيه؟ لقد هدموا بالفعل مئات الآلاف من البنايات في غزة وقتلوا حتى الآن 17 ألف مدنى غزاوى فضلًا عن عشرات الآلاف من الإصابات التي يوشك أصحابها على الموت.

لكن يبدو أن هذه التصريحات تهدف إلى طمأنة الداخل الإسرائيلى وتهوين الأمر بالنسبة له ومحاولة تصدير معلومات كاذبة تفيد بأن قتل فلان أو علان من قادة المقاومة يعنى تحقيق الانتصار، مع أن سلسالًا طويلًا من الشهداء الفلسطينيين عبر عشرات السنين لم يطفئ جذوة القضية.

وامتدادًا للمجهود الإعلامى الحربى الصهيونى تتولى وسائل الإعلام الفرنسية والبريطانية تكملة ما يذيعه راديو إسرائيل في إطار بث الدعاية النازية بحق المقاومين، فقد أذاعت وكالة رويترز أن السلطات الفرنسية قامت بتجميد ومصادرة أموال يحيى السنوار في البنوك الفرنسية؛ وذلك في محاولة من فرنسا لتحجيم النشاط الإرهابى الذي يموله الرجل من مدخراته التي أودعها بالمصارف الفرنسية!.

ولم تتأخر لندن في الدخول على الخط، فقد ورد من العاصمة البريطانية أن الأموال والأصول المملوكة لمحمد الضيف، أحد قادة المقاومة الفلسطينية، قد تم تجميدها أيضًا ومصادرتها إلى جانب تلك الخاصة بالسنوار، وأنهم يقومون بتعقب حسابات أخرى لزعماء في حزب الله؛ وذلك حتى يقطعوا شأفة أعداء إسرائيل.

يبدو من هذه التصريحات أن الميديا الأوروبية قد وصلت إلى حالة من الهوان والخواء سبقتها إليها وسائل الإعلام الأمريكية التي كثيرًا ما رددت أنها صادرت أموال قائد الحرس الثورى الإيرانى المودعة في البنوك الأمريكية وكذلك الأسهم والسندات والأصول العقارية الخاصة بقادة الجيش الإيرانى!.

الأغرب أن وسائل الإعلام العربية تنقل هذه الفقرات الدعائية وتنشرها في الصحف والإذاعة والتليفزيون وعبر وسائل التواصل الاجتماعى دون أن نجد صوتًا عاقلًا راشدًا يصيح: يا قوم.. هل يمكن أن يصدق أحد أن المقاومين الفلسطينيين الفقراء الذين نشأوا في مخيمات اللاجئين والذين باعوا الدنيا من زمان يمتلكون ثروات دولارية وأصولًا عقارية؟ ولو صح أنّ لهم موارد ينفقونها على التسلح والدفاع، ألم يجدوا سوى البنوك الصهيونية ليودعوا الأموال فيها؟ وهل يُعقل أنّ زعيم حزب الله يمتلك ثروة مسروقة قام بإخفائها لدى الفرنسيين ليحفظوها له حتى يتقاعد ويذهب ليعيش في الريفييرا؟.

أما القادة الإيرانيون فلا أدرى عن ذمتهم المالية شيئًا، لكن هل يمكن أن تكون أمريكا هي الملاذ الآمن الذي يطمئنون فيه على الأموال المنهوبة؟

إذا كان الإعلام الغربى قد فقد المهنية وتنازل عن الموضوعية وباع الشرف لإرضاء الصهاينة فيجب علينا أن نحذر عند نقل هذه الدعايات ولا ننشرها إلا مرفقة بما يفندها ويظهر زيفها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإعلام الأوروبي الساقط الإعلام الأوروبي الساقط



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 09:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يفتح آفاقا جديدة في علاج سرطان البنكرياس

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 10:29 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

شريف مدكور يُعلن إصابته بفيروس يُصيب المناعة

GMT 12:37 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

طبيب الأهلي يعلن جاهزية الثلاثي المصاب للمباريات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon