توقيت القاهرة المحلي 01:34:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل يكفي أنهم مسلمون؟

  مصر اليوم -

هل يكفي أنهم مسلمون

بقلم - أسامة غريب

كانت الدولة العثمانية توزع الظلم على ولاياتها بالعدل والقسطاس. لكن يلاحظ أن بلدانًا مثل أرمينيا واليونان وقبرص وبلغاريا وصربيا ورومانيا وجورجيا وغيرها من البلاد التي حكمها الترك يمتلئ تاريخها المكتوب وتراثها الشعبى بحكايات عن العسف الذي تعرضوا له على أيدى الولاة العثمانيين، وتراهم لا يذكرون هذه الفترة من تاريخهم إلا بحسبانها فترة حالكة السواد نالوا فيها قهرًا وظلمًا وعرفوا شظف العيش وبؤس الحياة. ويمكن تلمس ذلك كله من خلال الأدب والفن الذي تنتجه تلك البلاد وكذلك من خلال المواقف السياسية التي تعكس غضبًا مازال ماثلًا حتى اليوم.

وليس أَدَلَّ على ذلك من العداء التاريخى بين الأرمن وتركيا، التي يتهمونها بارتكاب إبادة جماعية ضد الشعب الأرمينى في نهاية الحرب العالمية الأولى. الأمر نفسه نلحظه في التوتر الدائم بين اليونان وقبرص حيال الأتراك بصرف النظر عن نظام الحكم في أي من الدول الثلاث. كل هذا طبيعى ومفهوم لأن هناك مرارات تظل عالقة على مدى الأجيال، وحتى لو زالت المرارات فهناك التاريخ الذي يتوارثه الأبناء فتتكون لديهم على ضوئه مشاعر وآراء ومواقف.

لكن غير الطبيعى وغير المفهوم هو موقف أهل الشرق الأوسط من العرب والمسلمين الذين تعرضوا لنفس الاحتلال ونالوا الكثير من الإساءات بشكل يفوق ما لقيه الأوروبيون، الذين كان لهم أنصار في روسيا وأوروبا الغربية يسبغون عليهم الحماية ويضطرون الدولة العثمانية إلى وضع القمع في درجاته الدنيا. أما بالنسبة للمسلمين فلم يكن العثمانيون يتورعون عن النهب الصارخ واستخدام الكرباج والوضع على الخازوق ضد مَن يعتبرونهم مخالفين!..

ورغم كل هذا فإننا نجد في بلادنا أنصارًا بعشرات الملايين لدولة الخلافة العثمانية، وهؤلاء يودون لو استطاع أردوغان أن يعيد نفس الدولة ليكونوا رعايا له. ويتناسون التاريخ الرهيب للاحتلال الذي دام خمسة قرون وفرض على البلاد الفقر والجهل والتكلس، حتى إن المطبعة لم نعرفها إلا مع قدوم الاحتلال الفرنسى عام 1798.

والحقيقة أنه ليس هناك من سبب لهذا الموقف المازوخى إلا لكون العثمانيين مسلمين!. يقبل الكثيرون في ديارنا المستعمر ويرحبون به مهما فسق وظلم مادام مسلمًا، ولهذا تجد الأرمن على سبيل المثال يذكرون حديث المذبحة ويجعلونه حيًّا في الأذهان عامًا بعد عام، بينما لا نجد أحدًا يتحدث عن مذبحة سليم الأول ضد أهل القاهرة، بعد أن غزاها عندما قتل في يوم واحد عشرة آلاف من المدنيين العزل ليوقع الرعب في أهل البلاد. وقد أسهم رجال الدين بنصيب وافر من أجل ترويج هذا الفكر، الذي يتسامح مع الغزاة ويتناسى جرائمهم، بل يدعو الناس إلى الدخول في طاعتهم ماداموا مسلمين. ومن المضحك أن هناك من أهلنا مَن يتحدث بفرح الآن عن انتصار أذربيجان في حربها ضد الأرمن، ومَن تنتابهم نفس مشاعر التعاطف مع ألبان كوسوفو المسلمين في مواجهتهم ضد صربيا، متجاهلين أن كوسوفو قد اعترفت بالقدس عاصمة لإسرائيل وأن أذربيجان هي أكثر الدول تعاونًا مع الدولة العبرية!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل يكفي أنهم مسلمون هل يكفي أنهم مسلمون



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon