توقيت القاهرة المحلي 09:45:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحمد لله على نعمة الإسلام

  مصر اليوم -

الحمد لله على نعمة الإسلام

بقلم أسامة غريب

ذهبتُ إلى شركة سياحية لإنجاز معاملة وجلست فى الانتظار، فلفت نظرى أن الموظفين الجالسين خلف المكاتب جميعهم يضعون أمامهم أو على الحائط فى الخلف صوراً للسيد المسيح والسيدة العذراء، وانتبهت إلى أنهم وبلا استثناء يحملون أسماء تدل على قبطيتهم. من الطبيعى أن شخصاً مثلى لا يحمل للمسيحيين إلا كل الخير لا يفرق معه التعامل مع مسيحى أو مسلم.. المهم أن يكون محترماً وجاداً فى شغله، ومع هذا فقد داخلتنى دهشة من عدم وجود موظف مسلم واحد. هل يعنى هذا أن صاحب الشركة يعلى من الانتماء الدينى على الانتماء للوطن وربما فوق مصلحة العمل ذاته؟ لا أدرى، ولكنى شعرت بعدم ارتياح لهذه الصورة. أنجزت معاملتى وخرجت أفكر، وتذكرت أن هناك منشآت ومحال أخرى يقوم أصحابها بتشغيل المسلمين فقط فى واحدة من صور الطائفية المقيتة. هذه إذن إحدى وسائل الرد.. طائفية بطائفية وتعصب بتعصب، ويا عينى على الشخص الطبيعى فى وطن كهذا.. سينظر إليه المسلمون على أنه مارق يحب الكفرة المسيحيين ويتعامل معهم، وسينظر إليه المسيحيون بريبة ولن يصدقوا أنه يحبهم!

وبسبب هذا الاستقطاب الحاد الذى تسبب فيه بالأساس الخزعبليون الذين غزوا بلادنا بأفكارهم، واضطر إزاءه المسيحيون إلى الانكماش على أنفسهم واللوذ بالكنيسة، فإننى تساءلت: يا ترى هل يحلم المسيحى المصرى بالعيش فى مكان لا يضم سوى مسيحيين؟ هل يتمنى اقتطاع قطعة أرض يقيم عليها دولة للمسيحيين فقط؟ لا أدرى.. أنا عن نفسى لا أحلم بدولة فيها مسلمون فقط حتى لو كانوا عقلاء وغير متطرفين.. هذا يقلل من ثراء الحياة وتنوع المنابع الفكرية والوجدانية، بما يطبع الحياة بلون واحد. إذا أردت أن تفهم قصدى قارن بين السعودية وكندا أو بين باكستان والسويد، وتجوز المقارنة كذلك بين أرمينيا، التى تضم مسيحيين فقط، وأمريكا مثلاً. لا أظن أن دولة للمسيحيين المصريين فقط تحقق لهم السعادة المرجوة وإلا لفعلت ذلك كندا مثلاً وهى تفتح أبوابها للهجرة فتستقبل المسلم والبوذى والهندوسى إلى جانب المسيحى. لكنى مع هذا أدرك صعوبة أن ينشأ المرء مسيحياً فى وطن كمصر، وقد عبر بطرس غالى عن ذلك فى مذكراته عندما قال إن سوء حظه جعله ينتمى للأقلية فى وطن غير متسامح.. نعم هذا الوطن غير متسامح.. صحيح أن الناس طيبون والمسلم العادى لا يسعى لأذى المسيحيين وقد يحبهم، لكنه ينشأ منذ الصغر على أن المسيحى سيدخل النار، ويتعلم مبكراً أن المسيحيين لا يستحمون ولا ينظفون بيوتهم. المسيحيون أيضاً يربون أولادهم على أفكار مماثلة ويصفون الطفل قليل التربية بأنه مثل أبناء المسلمين، لكن حتى فى التعصب المتبادل هناك فرق، فالمسلمون لأنهم أغلبية فإنهم يستطيعون أن يجاهروا برأيهم فى دين المسيحيين بأعلى صوت ومن فوق المنابر دون خوف، ويستطيعون كذلك أن يتطاولوا محتمين بالغوغائية المتسربلة بالدين، فى حين أن المسيحى يطوى صدره على الغيظ خوفاً من أن يتعرض للبطش. يحدث هذا بسبب أننا نعيش فى وطن لا يعرف القانون ولا يميل لإنصاف المسيحيين حتى لو كانوا أصحاب حق.

الخلاصة: فى وطن كمصر، الحمد لله على نعمة الإسلام.. نياهاهاهاهاهاه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحمد لله على نعمة الإسلام الحمد لله على نعمة الإسلام



GMT 04:59 2024 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

العروبة والوحدة

GMT 04:59 2024 الإثنين ,01 تموز / يوليو

ليت قومى يعقلون

GMT 06:42 2024 السبت ,22 حزيران / يونيو

وارد بلاد برة

GMT 23:52 2024 الثلاثاء ,18 حزيران / يونيو

مأمون الشناوي

GMT 03:14 2024 الجمعة ,14 حزيران / يونيو

الاتفاق العادل غير مطلوب

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 09:06 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط
  مصر اليوم - وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon