توقيت القاهرة المحلي 09:57:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لعنة الأهل والعشيرة

  مصر اليوم -

لعنة الأهل والعشيرة

مصر اليوم

  أستطيع تشبيه حال الرئيس محمد مرسي بقائد فريق لكرة القدم يواجه مباراة شرسة وحاسمة، لكنه للأسف يلعبها بنصف الفريق فقط بعد ان تعرض عدد كبير من اللاعبين للطرد منذ بداية المباراة. كان من الممكن للدكتور مرسي ان يستغل التفاف الشعب حوله مع الزخم الثوري الذي أرغم قوى الداخل والخارج على الاعتراف بفوزه في الانتخابات، وذلك لأجل تحقيق أهداف الثورة والحفاظ على وحدة الشعب..وهذا في حقيقة الأمر لا يسهل تحققه الا اذا تمتع الرئيس بالقوة.لكننا فوجئنا بالرئيس يتخلى طواعية عن أوراق القوة التي كانت في يده ممثلة في جماهير الشعب وقواه الحية، ثم ينحاز فقط لجماعته ولا ينشغل الا بتمكين أفرادها من مفاصل الدولة.هنا وجدنا الرجل الذي استطاع ان يقيل المشير طنطاوي والفريق عنان في أول شهور حكمه يعجز بعد ذلك عن مساءلة الرجلين عن الجرائم التي وقعت أثناء حكمهما، بل ويخفق كذلك في اعطاء الضوء للأجهزة الرقابية بتحريك الدعاوى ضدهما فيما نسب اليهما من تكوين ثروات طائلة لا تتناسب مع دخلهما المشروع من الوظيفة!.ليس هذا فقط وانما وجدنا للمرة الأولى وزيراً للداخلية يجاهر بعدم تنفيذ أوامر رئاسية وهو آمن من العقاب!.هذا بخلاف الدستور الذي تم الخضوع فيه لما أراد الجيش والسلفيون والكنيسة وغيرهم، وذلك على حساب ما كنا نحلم به ونتمناه لدستور مصر الجديدة. والغريب أنه كلما اشتدت ضده الحملات الداخلية ازدادت تنازلاته عن أهداف الثورة بهدف ارضاء الغاضبين، أي أنه يقدم البقشيش من جيب مصر ومن كرامتها وليس من جيبه هو! والأغرب ان تنازلاته هذه تزيد سلطته رخاوة ودولته اهتراء وهو لا يدري..يكفي فقط ان ننظر الى ميدان التحرير الذي صار مرتعاً للبلطجية والمتسولين، والدولة تعجز عن فتح الميدان..أي أنه بدلاً من اصلاح أخطائه السياسية المتمثلة في بيع الجميع والتنكر لكل من سانده، وبدلاً من مد اليد للآخرين نجد تنازلاته عبارة عن غض الطرف عن البلطجة والتسامح مع مستخدمي المولوتوف ومشعلي الحرائق، وهو الأمر الذي وصل بمصر الى ان النيابة العامة تصدر أوامر ضبط واحضار ضد بعض المطلوبين فلا تجد من يقوم بتنفيذها، بل ويقوم بعض المطلوبين بالتجول على الفضائيات كل ليلة معلنين تحديهم للدولة واخراج لسانهم لها. لا أنكر ان مرسي يعمل بأقصى ما في وسعه ويصل الليل بالنهار لملاحقة المشكلات الاقتصادية، ويسافر هنا وهناك..لكنه يفعل ذلك بعد ان فقد نصف قوته الضاربة، لذلك فمن المشكوك فيه ان يستطيع احراز الأهداف ضد الفلول والدولة العميقة ورجال أعمال حسني مبارك والنعال الاعلامية الشرسة وقطاعات لا بأس بها من الأجهزة الأمنية..كل هؤلاء يشكلون الفريق المنافس الذي يواجهه مرسي وهو يلعب بنصف فريق، فكيف بالله يستطيع ان يفوز؟..على الأرجح هذه القوة أو هذا الضعف المتمثل في اعتماده فقط على أهله وعشيرته لن يمكنه الا من الاحتفاظ بالحكم والبقاء على الكرسي، حيث ان الأهل والعشيرة يستطيعون ان يحموه ويمنعوه ويحولوا دون سقوطه، لكنهم لا يستطيعون بناء مصر.. وتلك هي المعضلة! نقلاً عن جريدة "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لعنة الأهل والعشيرة لعنة الأهل والعشيرة



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 23:48 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
  مصر اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 03:10 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

داليدا خليل تستعد للمشاركة في الدراما المصرية

GMT 21:21 2015 الأربعاء ,15 إبريل / نيسان

أهالي قرية السلاموني يعانون من الغرامات

GMT 02:17 2016 الثلاثاء ,21 حزيران / يونيو

فوائد عصير الكرانبري لعلاج السلس البولي

GMT 01:18 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

سامسونج تكشف عن نسخة باللون الأحمر من جلاكسى S8

GMT 17:27 2022 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

أطعمة تمنع مرض الزهايمر أبرزها الأسماك الدهنية

GMT 15:02 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

ريلمي تعلن موعد إطلاق النسخة الجديدة من هاتف Realme GT Neo2T

GMT 13:46 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

رامي جمال يروج لأغنية "خليكي" بعد عودة انستجرام

GMT 04:47 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

{غولدمان ساكس} يخفض توقعات نمو الاقتصاد الأميركي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon