توقيت القاهرة المحلي 08:53:00 آخر تحديث
  مصر اليوم -

البدائل المُرّة

  مصر اليوم -

البدائل المُرّة

أسامة غريب

بعد سقوط مبارك ابتليت مصر بثلاث قوى طرحت نفسها بقوة على المسرح السياسي، وكان لهذه القوى وطأة ثقيلة أحس بها المصريون.ما أتحدث عنه هم فلول مبارك والعسكر والاخوان.والملاحظ ان أفراد الشعب قد تباينت مواقفهم من هؤلاء.. فهناك من شعر بالحنين للأيام السوداء في عهد المخلوع وتمنى عودته تحت ضغط الأزمات التي أحدثها زبانية مبارك أنفسهم، ولم يخجل هؤلاء من المجاهرة بأن الحياة كانت أكثر استقراراً والأمن كان مستتباً في العهد البائد، وهناك من قال بأن هذا البلد لا يصلح له سوى رجل عسكري صارم يُلزم الجميع حدودهم ويعيد الانضباط الى الشارع، كذلك مال بعض الناس ناحية الاخوان وتطلعوا الى أصحاب الأيدي المتوضئة الذين ظُلموا كثيراً ولم يأخذوا فرصتهم في الحكم أبداً. حدث هذا عندما عجز شباب الثورة والداعون لها عن تشكيل أحزاب سياسية تتقدم لنيل ثقة الناس من خلال الآليات الديموقراطية المعروفة.. و على الرغم من ان الديموقراطية الناشئة وحرية الاختيار التي لم يعرفها الشعب من قبل كان من المفترض ان تكون عوناً للناس على الاختيار فان الذي حدث كان العكس تماماً، اذ وضح ان عقوداً طويلة من الظلم والقهر والتزوير لن تسمح للناس بسهولة ان يحسنوا الاختيار عند أي انتخابات حتى لو غاب عنها التزوير، وثبت ان المشوار مازال طويلاً وأننا في أولى خطواته وعلينا ان نعتصم بالصبر على سوء الاختيار الذي سيتكرر مرة ومرات حتى تنضج التجربة ويتعلم الناس وتسقط الأقنعة التي حجبت حقيقة القوى السياسية لحقب طويلة عنهم. ولعل هذا هو السبب الحقيقي في ان الكثير من الشباب الثوري لا يتحمسون لشرعية الصندوق ولا يجدون الحافز الكافي لدخول معترك الانتخابات النيابية وانتخابات المحليات ويسعون لخلع الرئيس المنتخب عن طريق احتجاجات الشوارع!.. السبب هو عدم ثقتهم بوعي الناس ومعرفة الناس لصالحها.وربما كان ظنهم يحمل قدراً من الصحة، لكن المشكلة أنه ليس هناك طريق آخر مأمون لبناء الأوطان.. فلئن قمنا بخلع هذا الرئيس لسوء أدائه اليوم فان أنصاره سيخلعون أي رئيس يأتي من بعده بنفس الطريقة وندخل في بحر الظلمات. المشكلة التي يتغافل عنها الجميع ان حالة السعار السياسي الحالية في الشارع المصري تجعل الكتل البشرية المتابعة تميل بقوة ناحية واحدة من القوى الثلاث التي تحدثنا عنها آنفاً وهي الفلول والعسكر والاخوان.. يحدث هذا وكأننا نتحدث عن قوى يحمل كل منها مشروعاً سياسياً مختلفا!.. الحقيقة ان الاختلاف بين الثلاثي السابق هو اختلاف في الدرجة وليس في النوع وهذا ما لا يدركه عوام الناس.فرغم ان الجيش قد انسحب من المشهد السياسي وتوارى خلف الستار فان وجوده السياسي ملحوظ لكل من يفتح عينيه على اتساعهما ويحملق في اللوحة المعروضة.وعموماً حتى لا نساهم في مزيد من ارباك الناس نود ان نوضح لهم ان من يراهن على واحدة من هذه القوى لتحكمه سياسياً وتقود مسيرة الوطن لابد وان يدرك ان السفير الأمريكي سيكون في هذه الحالة هو المندوب السامي والحاكم الفعلي وان أمن اسرائيل سيكون في حدقات العيون وان العدل الاجتماعي سيكون في خبر كان وان أفضل ما سيحصل عليه الفقراء هو «شنطة رمضان».. ليس هذا رجماً بالغيب وانما هو استقراء للماضي ومتابعة للحاضر، حيث ان هذا كان حال مصر زمن المخلوع الأثيم واستمر في فترة حكم المجلس العسكري أيام السيد حسين طنطاوي وممتد بنجاح ساحق في زمن الاخوان الحالي. في ظني ان الموقف السيا سي السليم هو الذي يقول لا للفلول والعسكر والاخوان.. غير ان البديل عن هذه القوى الثلاث لم يتشكل سياسياً بعد، ومن الضروري ان ننوه ان الأحزاب المعارضة التي شكلت ما يسمى بجبهة الانقاذ يرأسها حفنة من السياسيين الذين سقطوا بجدارة في الانتخابات الرئاسية أي ان قيمتهم ورصيدهم في الشارع قليل ولا يؤهلهم ليكونوا جزءاً من الحل لأي مشكلة، لهذا فانهم يحاولون القفز على أكتاف واحدة أو أكثر من القوتين الباقيتين (الفلول والعسكر). هذه هي الصورة للموقف السياسي في الشارع المصري.. ثلاث قوى فاعلة تتشابه في المنطلقات والأهداف، والخلافات بينها شكلية.. زائد معارضة خائبة خائرة الهمة.. وبديل نظيف نأمل ان يتخلق بعيداً عن القوى الثلاث وعن المعارضة التي يمثلها المرشحون الساقطون!. أسامة غريب نقلاً عن صحيفة الوطن الكويتية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البدائل المُرّة البدائل المُرّة



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 23:48 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
  مصر اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 03:10 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

داليدا خليل تستعد للمشاركة في الدراما المصرية

GMT 21:21 2015 الأربعاء ,15 إبريل / نيسان

أهالي قرية السلاموني يعانون من الغرامات

GMT 02:17 2016 الثلاثاء ,21 حزيران / يونيو

فوائد عصير الكرانبري لعلاج السلس البولي

GMT 01:18 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

سامسونج تكشف عن نسخة باللون الأحمر من جلاكسى S8

GMT 17:27 2022 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

أطعمة تمنع مرض الزهايمر أبرزها الأسماك الدهنية

GMT 15:02 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

ريلمي تعلن موعد إطلاق النسخة الجديدة من هاتف Realme GT Neo2T

GMT 13:46 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

رامي جمال يروج لأغنية "خليكي" بعد عودة انستجرام

GMT 04:47 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

{غولدمان ساكس} يخفض توقعات نمو الاقتصاد الأميركي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon