توقيت القاهرة المحلي 06:11:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

البدائل المُرّة

  مصر اليوم -

البدائل المُرّة

أسامة غريب

بعد سقوط مبارك ابتليت مصر بثلاث قوى طرحت نفسها بقوة على المسرح السياسي، وكان لهذه القوى وطأة ثقيلة أحس بها المصريون.ما أتحدث عنه هم فلول مبارك والعسكر والاخوان.والملاحظ ان أفراد الشعب قد تباينت مواقفهم من هؤلاء.. فهناك من شعر بالحنين للأيام السوداء في عهد المخلوع وتمنى عودته تحت ضغط الأزمات التي أحدثها زبانية مبارك أنفسهم، ولم يخجل هؤلاء من المجاهرة بأن الحياة كانت أكثر استقراراً والأمن كان مستتباً في العهد البائد، وهناك من قال بأن هذا البلد لا يصلح له سوى رجل عسكري صارم يُلزم الجميع حدودهم ويعيد الانضباط الى الشارع، كذلك مال بعض الناس ناحية الاخوان وتطلعوا الى أصحاب الأيدي المتوضئة الذين ظُلموا كثيراً ولم يأخذوا فرصتهم في الحكم أبداً. حدث هذا عندما عجز شباب الثورة والداعون لها عن تشكيل أحزاب سياسية تتقدم لنيل ثقة الناس من خلال الآليات الديموقراطية المعروفة.. و على الرغم من ان الديموقراطية الناشئة وحرية الاختيار التي لم يعرفها الشعب من قبل كان من المفترض ان تكون عوناً للناس على الاختيار فان الذي حدث كان العكس تماماً، اذ وضح ان عقوداً طويلة من الظلم والقهر والتزوير لن تسمح للناس بسهولة ان يحسنوا الاختيار عند أي انتخابات حتى لو غاب عنها التزوير، وثبت ان المشوار مازال طويلاً وأننا في أولى خطواته وعلينا ان نعتصم بالصبر على سوء الاختيار الذي سيتكرر مرة ومرات حتى تنضج التجربة ويتعلم الناس وتسقط الأقنعة التي حجبت حقيقة القوى السياسية لحقب طويلة عنهم. ولعل هذا هو السبب الحقيقي في ان الكثير من الشباب الثوري لا يتحمسون لشرعية الصندوق ولا يجدون الحافز الكافي لدخول معترك الانتخابات النيابية وانتخابات المحليات ويسعون لخلع الرئيس المنتخب عن طريق احتجاجات الشوارع!.. السبب هو عدم ثقتهم بوعي الناس ومعرفة الناس لصالحها.وربما كان ظنهم يحمل قدراً من الصحة، لكن المشكلة أنه ليس هناك طريق آخر مأمون لبناء الأوطان.. فلئن قمنا بخلع هذا الرئيس لسوء أدائه اليوم فان أنصاره سيخلعون أي رئيس يأتي من بعده بنفس الطريقة وندخل في بحر الظلمات. المشكلة التي يتغافل عنها الجميع ان حالة السعار السياسي الحالية في الشارع المصري تجعل الكتل البشرية المتابعة تميل بقوة ناحية واحدة من القوى الثلاث التي تحدثنا عنها آنفاً وهي الفلول والعسكر والاخوان.. يحدث هذا وكأننا نتحدث عن قوى يحمل كل منها مشروعاً سياسياً مختلفا!.. الحقيقة ان الاختلاف بين الثلاثي السابق هو اختلاف في الدرجة وليس في النوع وهذا ما لا يدركه عوام الناس.فرغم ان الجيش قد انسحب من المشهد السياسي وتوارى خلف الستار فان وجوده السياسي ملحوظ لكل من يفتح عينيه على اتساعهما ويحملق في اللوحة المعروضة.وعموماً حتى لا نساهم في مزيد من ارباك الناس نود ان نوضح لهم ان من يراهن على واحدة من هذه القوى لتحكمه سياسياً وتقود مسيرة الوطن لابد وان يدرك ان السفير الأمريكي سيكون في هذه الحالة هو المندوب السامي والحاكم الفعلي وان أمن اسرائيل سيكون في حدقات العيون وان العدل الاجتماعي سيكون في خبر كان وان أفضل ما سيحصل عليه الفقراء هو «شنطة رمضان».. ليس هذا رجماً بالغيب وانما هو استقراء للماضي ومتابعة للحاضر، حيث ان هذا كان حال مصر زمن المخلوع الأثيم واستمر في فترة حكم المجلس العسكري أيام السيد حسين طنطاوي وممتد بنجاح ساحق في زمن الاخوان الحالي. في ظني ان الموقف السيا سي السليم هو الذي يقول لا للفلول والعسكر والاخوان.. غير ان البديل عن هذه القوى الثلاث لم يتشكل سياسياً بعد، ومن الضروري ان ننوه ان الأحزاب المعارضة التي شكلت ما يسمى بجبهة الانقاذ يرأسها حفنة من السياسيين الذين سقطوا بجدارة في الانتخابات الرئاسية أي ان قيمتهم ورصيدهم في الشارع قليل ولا يؤهلهم ليكونوا جزءاً من الحل لأي مشكلة، لهذا فانهم يحاولون القفز على أكتاف واحدة أو أكثر من القوتين الباقيتين (الفلول والعسكر). هذه هي الصورة للموقف السياسي في الشارع المصري.. ثلاث قوى فاعلة تتشابه في المنطلقات والأهداف، والخلافات بينها شكلية.. زائد معارضة خائبة خائرة الهمة.. وبديل نظيف نأمل ان يتخلق بعيداً عن القوى الثلاث وعن المعارضة التي يمثلها المرشحون الساقطون!. أسامة غريب نقلاً عن صحيفة الوطن الكويتية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البدائل المُرّة البدائل المُرّة



GMT 14:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

لا فرصة للعرموطي برئاسة مجلس النواب

GMT 14:02 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف نتحقق من الادعاءات؟

GMT 14:00 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بلفور وما بعده.. سيناء ومستقبلها!

GMT 13:58 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

عنوان الدورى الاستثنائى!

GMT 13:54 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

نزيف البالطو الأبيض

GMT 10:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

اليوم التالي

GMT 10:31 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الخيط الأميركي

GMT 10:30 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

هجرات جديدة على جسور الهلال الخصيب

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 05:30 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات
  مصر اليوم - لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon