توقيت القاهرة المحلي 08:53:00 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التمحور حول الذات

  مصر اليوم -

التمحور حول الذات

أسامة غريب

طول عمرنا ونحن مشغولون بأنفسنا عن العالمين، ونظن أن الدنيا أيضاً مشغولة بنا بذات الدرجة. مسألة غريبة حقاً أننا ننظر إلى داخل أنفسنا، ولا نرنو بأنظارنا إلى العالم الخارجى إلا لنتهمه بأنه يتآمر علينا، وإحساسنا بالذات متضخم، ونظن أن الكون كله معلق بإشارة من أصابعنا، كما نعتقد أن سكان الكرة الأرضية لا ينامون قبل أن يعرفوا آخر أخبارنا!. هل يصدق أحد أننا فى مصر ومع كل حبنا لكرة القدم، ومتابعتنا المسابقات الأفريقية من أبطال الكؤوس وأبطال الدورى التى يشارك فيها الأهلى والزمالك لا نتابع مجريات البطولة، ولا نعرف حتى اسم الفريق الفائز بها إذا خلت البطولة من وجود الفرق المصرية؟ نحن نعرف فقط البطولات التى نفوز بها، ونهلل للفوز تهليلاً كبيراً، ونتصور أن الدنيا كلها تتابعه معنا.. أما إذا انهزمنا وودعنا البطولة مبكراً فإن الصحافة الرياضية لدينا لا تكلف نفسها بتغطية البطولة أو تعريفنا بالفائز، اللهم إلا فى خبر صغير تفوت قراءته على معظم الناس.. هذا مع العلم أننا لا نكف عن التشدق بالانتماء الأفريقى، والريادة فى القارة، مع أن تصرفاتنا لا توحى بأى ريادة، إنما بالتمحور حول الذات، والانشغال بالانتصارات الصغيرة التى نتصورها فتوحات يتحدث عنها العالم. وعندما فاز نجيب محفوظ بجائزة نوبل فى الآداب عام 88، فإن فرحتنا به فاقت أى فرحة أخرى عاشها شعب فاز أحد أبنائه بنوبل فى الآداب، وقد تصورنا، وقتها، أن كل إنسان على ظهر الأرض قد بلغه الخبر السعيد، وأصبح يعرف أديبنا الكبير، مع أن المواطن المصرى لم يعرف أبداً اسم الفائز بنفس الجائزة فى السنوات التى سبقت فوز «محفوظ» بها أو فى السنوات التالية لفوزه. ويبدو لى أن السبب وراء هذه الحالة يكمن فى أن إنجازاتنا الحقيقية شحيحة للغاية، وإسهامنا فى الحضارة الإنسانية متوقف منذ ألف عام، وقد زاد على ذلك أن الحقب الأخيرة قد مات فيها الطموح موتاً سريرياً، وصغرت الأمانى حتى أصبحت بحجم مفهومية الحاكم البليد، وأصبحت الدولة المصرية تشبه الطفل الأنانى السخيف الذى يعتبر فوز الآخرين خبراً سيئاً يستحق التجاهل، عوضاً عن الفشل الذى يحققه كل يوم، ومع هذا فإن هذا الطفل تسير وراءه زفة إعلامية تجعل من نزول «الريالة» على ملابسه خبراً مهماً يستحق الإشادة. ولننظر مثلاً إلى الدكتور أحمد زويل، لنرى أن كل شعب مصر يعرفه جيداً، ويتابع أخباره ولقاءاته التليفزيونية، وذلك على العكس من الشعب الأمريكى الذى لا أظن المواطن العادى به يعرف «زويل» أو غيره من الفائزين بـ«نوبل».. ذلك أن أمريكا تقدم كل عام فائزين جدداً فى كل المجالات العلمية، ولا يسهل على الشعب الأمريكى أن يتابعهم جميعاً، وأتصور أيضاً أن هناك فى مصر من ينظر لمن لا يعرف «زويل» على أنه شخص جاهل، بالرغم من أنه هو نفسه لا يمكن أن يكون عارفاً باسم أى شخص فاز بـ«نوبل» فى الكيمياء أو الفيزياء، طيلة قرن بأكمله! نقلاً عن جريدة " المصري اليوم "

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التمحور حول الذات التمحور حول الذات



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 23:48 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
  مصر اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 03:10 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

داليدا خليل تستعد للمشاركة في الدراما المصرية

GMT 21:21 2015 الأربعاء ,15 إبريل / نيسان

أهالي قرية السلاموني يعانون من الغرامات

GMT 02:17 2016 الثلاثاء ,21 حزيران / يونيو

فوائد عصير الكرانبري لعلاج السلس البولي

GMT 01:18 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

سامسونج تكشف عن نسخة باللون الأحمر من جلاكسى S8

GMT 17:27 2022 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

أطعمة تمنع مرض الزهايمر أبرزها الأسماك الدهنية

GMT 15:02 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

ريلمي تعلن موعد إطلاق النسخة الجديدة من هاتف Realme GT Neo2T

GMT 13:46 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

رامي جمال يروج لأغنية "خليكي" بعد عودة انستجرام

GMT 04:47 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

{غولدمان ساكس} يخفض توقعات نمو الاقتصاد الأميركي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon