توقيت القاهرة المحلي 06:19:51 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حرق المراحل

  مصر اليوم -

حرق المراحل

أسامة غريب

الدعارة شىء حقير ومنحط للغاية بإجماع آراء الأسوياء من البشر على مر العصور، لكن يدهشنى من يتحدث بأن تحريمها ورفضها عائد بالأساس إلى خطورتها على الذرية والخوف من اختلاط الأنساب، ذلك لأن هذا الموضوع تم تداركه من زمان باختراع موانع الحمل التى يستخدمها الرجال والنساء على السواء. خطورة الدعارة فى رأيى هى أنها تُعد خروجاً على الناموس الطبيعى للحياة الذى يفترض وجود مراحل لكل عمل أو نشاط حتى يكتمل ويصبح فى أفضل صورة، فالعلاقة بين الرجل والمرأة تبدأ باللقاء والتعارف الذى ما إن يسفر عن انجذاب حتى ترى كل منهما وقد تبدل حاله، فهام وسرح واعتلى أمواج الخيال يفكر فى المحبوب، وقد يسهر الليل يناجيه فى غيابه أو يكتب فيه شعراً، وبعد ذلك تكون فرحة اللقاء والرعشة التى يحدثها تلامس اليدين، مع غياب الإحساس بالتعب أو بالألم فى وجود الحبيب من خلال إفراز الجسم لمادة الإندورفين المريحة التى تُنسى العاشق مشاكله ومتاعبه التى يعود إليها من جديد بمجرد أن يفارق مَن يحب.  بعد ذلك تأتى مرحلة متطورة فى العلاقة عن طريق الاندماج الكامل وممارسة الحب. يحدث ذلك فى المجتمعات المختلفة كل على طريقته. المهم أن المراحل المتدرجة يتم احترامها والانتقال من مرحلة إلى أخرى بسلاسة ويسر فترتفع المشاعر والرغبات بالتدريج حتى ينتهى الأمر بالإشباع الكامل. أما الدعارة أو جريمة الاغتصاب فهما فى واقع الأمر قفز على المراحل يخرّب منظومة الحياة التى تمنح الناس الراحة والاطمئنان، ومحاولة لجنى محصول لم نقم بزرعه أو للقطف فى غير أوان الحصاد، ومن هنا كان رفض الناس واستنكارهم للداعرين والمغتصبين. وهذا فى ظنى هو السر فى أن الفاكهة التى يتم حقنها بالهرمونات لتنضج بسرعة تكون بلا طعم، ومن المؤكد أنها ضارة أيضاً لأن عملية الحقن تعلو بالثمرة إلى ذروة لم تتأهب لها وتربك جزيئاتها المطمئنة فتعجز عن منحنا الطعم اللذيذ الذى نتوقعه منها، وهو نفس ما يحدث للرياضيين الذين يتعاطون المنشطات بغية الحصول على لياقة الشياطين ومحاولة القفز إلى تحقيق أرقام جديدة عن طريق قوة طارئة عناصرها غير أصيلة. وربما لهذا كله فقد نشأ عندى نفور طبيعى ن استخدام الميكروويف الذى يراه الناس ثورة فى عالم الطبخ، لأنه يستطيع طهو دجاجة كاملة فى دقيقتين. ليس عندى دليل على أضرار هذا الاختراع لكنى بالعقل وبالفطرة لا أستسيغ فكرة الطهو فائق السرعة وأرى أن هناك ثمناً ما يتعين دفعه لنفاذ الصبر والعجلة فى الطبخ، فليس هناك شىء فى هذا الكون مجانياً. القفز فوق المراحل هو سبب الكوارث الطبيعية والجنون والسرطان والإيدز وكل أشكال عقاب الطبيعة للخارجين عليها. نقلاً عن جريدة " المصري اليوم "

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حرق المراحل حرق المراحل



GMT 06:19 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الانتخابات الأمريكية

GMT 06:18 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

تحف الأضرحة

GMT 14:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

لا فرصة للعرموطي برئاسة مجلس النواب

GMT 14:02 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف نتحقق من الادعاءات؟

GMT 14:00 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بلفور وما بعده.. سيناء ومستقبلها!

GMT 13:58 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

عنوان الدورى الاستثنائى!

GMT 13:54 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

نزيف البالطو الأبيض

GMT 10:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

اليوم التالي

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 05:30 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات
  مصر اليوم - لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon