توقيت القاهرة المحلي 18:05:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الجسد المستباح

  مصر اليوم -

الجسد المستباح

أسامة غريب

فى اعتقادى أن التعامل الخشن لأى ذى سلطة فى مصر مع المواطن هو أمر موجود فى الجينات، وقابع فى تلافيف الجمجمة، ولا يحتاج إلى أوامر أو تعليمات من الرؤساء، وإليه يعزى إلى جانب أشياء أخرى، سلوك رجال الشرطة فى زمن مبارك، وكل ما سبقه وما تلاه!. وهذا فى الحقيقة يصعب إلى حد كبير مهمة من يريد أن يُلزم الأجهزة الأمنية باحترام القانون لدى التعامل مع الناس.. البرىء منهم والمُدان. لا أنكر أن لدينا تراثاً طويلاً من الدفاع عن الحقوق ضد وحشية الأجهزة الأمنية، لكن ما يدهش هو أن الدفاع يكون فى الغالب منصباً على الأبرياء، الذين تعتقلهم الشرطة وتنكل بهم، أما المجرمون فلا أحد يتصور أن شتمهم أو ضربهم يشكل جريمة!. الناس تميل فى العادة إلى التسامح مع الانتهاكات، التى يتعرض لها من يرونهم مجرمين، نحن نردد كالببغاوات أن المتهم برىء حتى تثبت إدانته، ومع هذا فإننا لا نمانع فى أن يتم ضرب هذا المتهم البرىء أثناء القبض عليه، وبعد القبض عليه، وطوال مدة تشريفه فى قبضة السلطة!. هذا فيما يخص المتهم البرىء، فما بالنا بالأمر إذا تعلق بمن تم الحكم عليه وإدانته، ثم قبعه بالسجن لقضاء فترة العقوبة...هذا يتعامل معه الجميع باعتباره أقل من كلب، فلا يأسى أحد على حاله، ولا يجزع أحد من تعذيبه، وذلك لأنه مجرم!. ويمكننى أن أعطى مثالاً بسيطاً يوضح فكرتى، وهو أنك أنت شخصياً إذا قمت بالاستجابة لنداء سيدة فى الشارع تصرخ قائلة: حرامى، وقمت مع غيرك من الناس بمطاردة اللص.. هل تراك تشعر بأى غرابة عندما تجد الناس بعد الإمساك بالحرامى يوسعونه صفعاً ولكماً وركلاً وبصقاً؟. هل تجد فى نفسك رغبة فى الدفاع عنه وحمايته من الأذى؟. بل هل كنت تستطيع السيطرة عليه، والإمساك به دون التورط فى إيذائه بدنياً؟. أغلب الظن أنك لا تستطيع.. وكذلك رجال الشرطة لا يستطيعون الإمساك بحرامى دون أن يتعرض على أيديهم للإصابة حتى لو كان مسالماً، ولم يقاوم! والسبب هو إيمانهم مثل المواطن العادى بأن المتهم مستباح، ولعل هذه هى البذرة التى أثمرت شجرة العلقم، وجعلت أجهزة الأمن تتمادى فتصيب الجميع بجهالة، وتصبح إهانة الناس هى الأصل، واحترامهم أمرا غير موجود فى دليل العمل الشرطى! الموضوع كبير والمشوار طويل، وأول خطوة فيه أن يحترم المواطن المدنى حقوق أخيه المواطن المدنى، ثم تنتقل هذه الروح بالتدريج إلى رجال الأمن. نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجسد المستباح الجسد المستباح



GMT 09:03 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:02 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مسرح القيامة

GMT 09:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان... و«اليوم التالي»

GMT 09:00 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا توثيق «الصحوة» ضرورة وليس ترَفاً!؟

GMT 08:59 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 08:57 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 08:55 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

«فيروز».. عيونُنا إليكِ ترحلُ كلَّ يوم

GMT 08:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى شهداء الروضة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:00 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين
  مصر اليوم - الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon