توقيت القاهرة المحلي 06:21:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الكلام الفارغ

  مصر اليوم -

الكلام الفارغ

أسامة غريب

بعد إلغاء القوى العاملة التى كانت تساعد الخريجين والذين يحتاجون للعمل اضطربت الأحوال الاجتماعية بشدة، وظهرت إلى الوجود مجموعة من المهن لم تكن معروفة من قبل مثل مهنة منادى السيارات، التى أصبحت تجتذب حملة الشهادات. مهنة أخرى نمت وازدهرت هى قيادة «التوك توك» التى دخلتها فئات كثيرة من المواطنين منهم الخريجون الجدد والذين تم تسريحهم بعد بيع المصانع والشركات، كما اجتذب «التوك توك» أيضاً جانباً لا بأس به من العمال والصنايعية الذين كانوا فى سبيلهم ليصبحوا عمالاً مهرة بالورش والمصانع لكنهم آثروا السنكحة والانطلاق فى الشوارع مع العودة بمائة جنيه آخر اليوم. لم تكن هاتان المهنتان الوحيدتين اللتين خرجتا من رحم البطالة، ولكن هناك مهنة أخرى ظهرت للوجود ولم نكن نعرفها أيام كانت مصر لاتزال دولة متماسكة. هذه المهنة الجديدة اسمها الخبير أو المحلل الاستراتيجى، وهى فى الحقيقة لا توجد إلا فى المجتمعات البائسة، عند الغلابة وفاقدى الحيلة..أو السكارى دون شراب.. أولئك الذين شخرمتهم الحياة وعصفت بهم، ثم لم تكتف لهم بضنك العيش لكن أوقعتهم فى حبائل الخبراء الاستراتيجيين الذين يمارسون النصب آناء الليل وأطراف النهار. والسادة المحللون الاستراتيجيون هم فى الغالب موظفون سابقون خرجوا على المعاش وتأثر دخلهم كثيراً بالخروج أو الاستبعاد من الخدمة، ولا مشكلة طبعاً فى البحث عن عمل يشغل الوقت ويأتى بقرشين، وليس مستنكراً سعيهم وراء زيادة الدخل، فأكل العيش شىء مشروع ولا غبار على التماسه، لكن المشكلة أنهم فى سعيهم هذا يصيبون الناس بالصداع ويشوشون تفكيرهم ويزيدونهم حيرة على حيرتهم. وعلى الرغم من ضيقى بمناديى السيارات الذين يفرضون أنفسهم على أصحاب السيارات ويأخذون الفلوس بالغتاتة والإلحاح، فإننى فى النهاية لا أستغنى عنهم حتى أضمن حراسة السيارة، كذلك رغم استيائى من «التوك توك» الذى يزحم الشوارع ويمشى عكسياً طول الوقت فإننى أقدّر أنه يقدم خدمة يحتاجها الناس.. أما المحللون الاستراتيجيون فإن وجودهم على الشاشات هو خطيئة قى حق المُشاهد لا تغتفر. وإذا أضفنا إليهم خبراء الاستوديو التحليلى لكرة القدم الذين يتفوقون عليهم فى السطحية والجهل فإن الوضع يصبح كارثياً. لهذا فإننى أهيب بهم أن يبحثوا عن عمل شريف فى سكة أخرى كشراء ماكينة تريكو بالتقسيط والعمل عليها أو حتى أن يستأجر الواحد منهم قرداً صغيراً يسرح به، فهذا خير من أكل العيش عن طريق الكلام الفارغ!. نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكلام الفارغ الكلام الفارغ



GMT 06:21 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

هل توجد وطنيةٌ أمريكية؟

GMT 06:19 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الانتخابات الأمريكية

GMT 06:18 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

تحف الأضرحة

GMT 14:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

لا فرصة للعرموطي برئاسة مجلس النواب

GMT 14:02 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف نتحقق من الادعاءات؟

GMT 14:00 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بلفور وما بعده.. سيناء ومستقبلها!

GMT 13:58 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

عنوان الدورى الاستثنائى!

GMT 13:54 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

نزيف البالطو الأبيض

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 05:30 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات
  مصر اليوم - لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon