توقيت القاهرة المحلي 02:36:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الشقيقة الكبرى.. أبوظبى!

  مصر اليوم -

الشقيقة الكبرى أبوظبى

أسامة غريب

فى العرف الدبلوماسى بين الدول هناك أكثر من إجراء للاحتجاج وإبداء الغضب من دولة ما تجاه ما تراه ماساً بها من دولة أخرى. من هذه الإجراءات أن يقوم وزير الخارجية باستدعاء سفير الدولة المعنية لتوضيح موقف دولته وتفسير تصرفها غير المقبول. وهناك شكل أكثر تصعيداً يتمثل فى سحب الدولة لسفيرها من البلد المسىء وعودته لبلده، وفى هذه الحالة يقال إنه عاد للتشاور، ويكون هذا الإجراء فى العادة مقدمة لاهتمام الدوائر العليا فى البلدين بالموضوع، وينتهى الأمر إما بالتصافى وعودة المياه لمجاريها أو بقطع العلاقات.. حسب الحالة! فى خطابه أمام الأمم المتحدة، منذ عدة أسابيع، طالب الرئيس التونسى المنصف المرزوقى بالإفراج عن الرئيس المصرى المعزول محمد مرسى، وهو الأمر الذى رأته القاهرة ماساً بها وبسيادتها، فقامت بالاحتجاج من خلال استدعاء السفير المصرى فى تونس من أجل التشاور. إلى هنا والأمر عادى وطبيعى تماماً بصرف النظر عن الموقف مما طالب به المرزوقى بالقبول أو بالرفض. لكن الذى استوجب الدهشة هو قيام دولة الإمارات الشقيقة باستدعاء سفيرها فى تونس غضباً لمصر، واحتجاجاً على التدخل التونسى فى شؤونها!! من الممكن أن يقال فى هذا الصدد إن الموقف الإماراتى يمثل دعماً للنظام المصرى الذى يواجه ضغوطاً، بعضها داخلى وبعضها من الخارج، وهذا عظيم ومحمود..غير أنه يظل مع ذلك داعياً للدهشة، طبقاً للأعراف الدبلوماسية، إذ إن الدول تحتج فى العادة على ما يمسها هى وليس على ما يمس غيرها، وطالما أن الأمر لا يتعلق بعدوان مسلح، فإن الدول فى العادة تنأى بنفسها عن الدخول بين دولتين، خاصة إذا كانت هاتان الدولتان شقيقتين والدولة الغاضبة بالوكالة شقيقة أيضاً!! الامتنان واجب بطبيعة الحال للإمارات على موقفها الداعم لمصر، رغم أن البعض رأى أن غضب أبوظبى من التدخل التونسى فى شؤون مصر الداخلية واستدعاءها سفيرها من تونس هو أيضاً تدخل فى شؤون مصر الداخلية! ويقال فى أسباب الدهشة أيضاً إن البلدان والشخصيات التى طالبت بنفس ما طالب به الرئيس التونسى كثيرة.. فعل ذلك قادة ورؤساء أحزاب فى فرنسا وألمانيا وأمريكا وتركيا والبرازيل وجنوب أفريقيا وغيرها، ومع ذلك مر الأمر دون غضب دبلوماسى أو سحب سفراء، فلماذا توجهت الغضبة إلى تونس بالذات؟! من المؤكد أن النظام الحاكم فى مصر يشعر بالامتنان لدولة الإمارات الشقيقة، التى لم تكتف بالرعاية المالية والدعم الإعلامى، وإنما صارت كفالتها تمتد إلى الحماية الدبلوماسية، ولو أدى الأمر إلى قطع العلاقات مع من يسىء لمصر، وهذا لعمرى دور جليل كانت مصر تقوم به فى السابق نحو الشقيقات الأصغر التى كانت تتطلع للحرية، وتواجه الغضب الخارجى من أجلها. كل الشكر للإمارات التى أصبحت تمد مظلة حمايتها على مصر ولا تدع أحداً يضايقها دون أن يفلت من العقاب، مع دعاء بأن يديم علينا أفضال الشقيقة الكبرى أبوظبى. نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشقيقة الكبرى أبوظبى الشقيقة الكبرى أبوظبى



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 23:48 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
  مصر اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 03:10 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

داليدا خليل تستعد للمشاركة في الدراما المصرية

GMT 21:21 2015 الأربعاء ,15 إبريل / نيسان

أهالي قرية السلاموني يعانون من الغرامات

GMT 02:17 2016 الثلاثاء ,21 حزيران / يونيو

فوائد عصير الكرانبري لعلاج السلس البولي

GMT 01:18 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

سامسونج تكشف عن نسخة باللون الأحمر من جلاكسى S8

GMT 17:27 2022 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

أطعمة تمنع مرض الزهايمر أبرزها الأسماك الدهنية

GMT 15:02 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

ريلمي تعلن موعد إطلاق النسخة الجديدة من هاتف Realme GT Neo2T

GMT 13:46 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

رامي جمال يروج لأغنية "خليكي" بعد عودة انستجرام

GMT 04:47 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

{غولدمان ساكس} يخفض توقعات نمو الاقتصاد الأميركي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon