توقيت القاهرة المحلي 02:36:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الصلاة بدون وضوء

  مصر اليوم -

الصلاة بدون وضوء

أسامة غريب

من المؤسف أن أفراد ما يسمى «النخبة المصرية»، وأغلبهم من الليبراليين وأهل اليسار، لا يؤمنون حقاً بالديمقراطية، وأن جُلهم ينظر إلى عموم المصريين باحتقار وتأفف ويرونهم غير جديرين باختيار من يحكمهم!.. ومع هذا فإن أحداً من هؤلاء لا يملك شجاعة أن يعلن موقفه هذا على الملأ، وإنما إذا دُعوا للقاء تليفزيونى أو لكتابة مقال ملأوه بالحديث عن الشعب القائد والمعلم الذى بنور حكمته يستضيئون ومن مخزون فطنته ينهلون! واحد من هؤلاء حدثنى بالأمس وكان صريحاً فصدمتنى آراؤه التى حملت تعالياً ونفوراً من أبناء الشعب البسطاء. قلت له: أراك تملأ الشاشات حماساً للوضع الجديد كما لو كانت الست والدتك قائد طابية! قال: أجمل ما فى الأمر أن التغيير الذى حدث جاء على مقاس العقلاء الذين يفهمون من أبناء الشعب، أما الأغبياء والدراويش والمشعوذون فلا قيمة لهم عندى! قلت له: أنت تعرف رأيى فى حكم الإخوان الفاشل، لكنى أريد أن أسمع منك عن قيمة الانتخابات عندك وموقع الصندوق كمعبر عن الإرادة الشعبية، أجاب بنفس البساطة: صندوق الانتخابات هو صندوق النفايات، وفى حالة البلدان المتخلفة لا يأتى هذا الصندوق الملعون إلا بالزبالة!. قلت مبهوتاً: أنا أعلم عن جهل الشعب وفقره، لكن هذا ليس عذراً للكفر بالديمقراطية، لأن الناس تسىء الاختيار فى كل الاتجاهات وليس فى اتجاه واحد فقط، ولكن مع الوقت والتجربة تتحسن القدرة على الفرز. لوى شفتيه ولم يرد. قلت له: يعنى هذا أنك لا تؤمن بالديمقراطية والاختيار الحر للشعب؟. قال: طبعاً لا أؤمن بهذه الخرافات. قلت: وماذا ستفعل أنت وأصحابك إذا أتت نتيجة الانتخابات البرلمانية والرئاسية القادمة على غير ما تشاءون وتهوون. قال: وهل يحتاج الأمر إلى سؤال.. الانتخابات القادمة سيتم هندستها بحيث لا يتكرر خطأ المرة الماضية. قلت: تقصد أنك تؤيد تزوير الانتخابات حتى لا تأتى بالإسلاميين من جديد؟. هز رأسه موافقاً. قلت وقد يئست منه: ولماذا لا تتحلى بالشجاعة فتعلن على الناس رأيك هذا بدلاً من الكذب الذى تسبح فيه وادعاء اعتناق الليبرالية وعشق الديمقراطية؟. رد بتبجح: لو كنا فى مجتمع محترم وسط شعب يفهم لأعلنت رأيى بصراحة، لكن عندما يكون الناس بهذه الحالة فمَن هو العبيط الذى يصارح جمهوره المتخلف بحقيقتهم فيخسرهم!.. سكت قليلاً ثم أردف: فى الغرب يا حبيبى تستطيع أن تصارح الناس بحقيقة موقفك الإلحادى وأنت آمن ومطمئن، أما هنا لو قلت للناس إنك لا تؤمن بإلههم لقتلوك ومثلوا بجثتك فى الشارع. تركت هذا المغفل وهو يعتقد أنه أفحمنى دون أن يدرى أننى ازددت احتقاراً له لأنه يمثل شريحة من المثقفين ترحب بالاستبداد ولا تثق بالشعب، وفى الوقت نفسه تتملقه وتكذب عليه.. ازددت احتقاراً له لأن أحداً لم يطلب منه أن يعلن إلحاده على العامة.. لكن كل ما نريده منه ألا يشاركهم الصلاة بدون وضوء! نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصلاة بدون وضوء الصلاة بدون وضوء



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 23:48 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
  مصر اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 03:10 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

داليدا خليل تستعد للمشاركة في الدراما المصرية

GMT 21:21 2015 الأربعاء ,15 إبريل / نيسان

أهالي قرية السلاموني يعانون من الغرامات

GMT 02:17 2016 الثلاثاء ,21 حزيران / يونيو

فوائد عصير الكرانبري لعلاج السلس البولي

GMT 01:18 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

سامسونج تكشف عن نسخة باللون الأحمر من جلاكسى S8

GMT 17:27 2022 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

أطعمة تمنع مرض الزهايمر أبرزها الأسماك الدهنية

GMT 15:02 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

ريلمي تعلن موعد إطلاق النسخة الجديدة من هاتف Realme GT Neo2T

GMT 13:46 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

رامي جمال يروج لأغنية "خليكي" بعد عودة انستجرام

GMT 04:47 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

{غولدمان ساكس} يخفض توقعات نمو الاقتصاد الأميركي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon