توقيت القاهرة المحلي 17:00:15 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حسب الله السادس عشر

  مصر اليوم -

حسب الله السادس عشر

أسامة غريب

شغلنى كثيراً أثناء حضور حفلات الموسيقى الكلاسيك دور قائد الأوركسترا. أحسست بعظمته، وأنا ألاحظ تعلق عيون أعضاء الفرقة به وبعصاه، تلك العصا، التى تبث الإشارة فتنتقل إلى العازف، وتسرى فى كيانه، ثم تنتقل لأصابعه لتصنع أجمل النغمات فى هارمونى متناسق وبديع. غير أن كثرة حضورى الأعمال الموسيقية قد نبهتنى لشىء غريب.. لقد اعتدنا أن نرى المطربين العرب يغنون وصاحب الفرقة الموسيقية يقف إلى جوارهم يمسك بعصاه، ويؤدى دور المايسترو، الذى يقود الفرقة. الآن أصبحت أدرك أن المسألة فيها شىء غلط. إن الأغنية العربية هى أغنية بسيطة غير مركبة، والموسيقى فيها ليست الأساس، لكن الأساس هو المطرب، ثم تلى المطرب فى الأهمية كلمات الأغنية، التى يطرب لها السامع، ويتمايل معها، خاصة لو كان الإيقاع راقصا!.. فكيف والحال هكذا يقف قائد الفرقة متقمصاً دور المايسترو فى أغنية بها أقل قدر من الموسيقى بما يعنى أنها لا تحتاج إلى مايسترو على الإطلاق!..النوتة أمام كل عازف تكفى وتزيد، والعازفون فى الأغنية العربية يقومون جميعاً، وفى الوقت نفسه، بعزف نفس النغمة.. أى أن الكمان يعزف نفس ما يعزفه العود والقانون والأكورديون والكونترباس والتشيللو والناى.. ففيم الاحتياج إلى المايسترو إذن؟ الحقيقة أن وجود المايسترو أو قائد الأوركسترا عند العزف السيمفونى هو وجود حيوى وأساسى، ولا غنى عنه، ذلك أن الفرقة لا يقوم أفرادها جميعاً بعزف النغمة نفسها فى الوقت نفسه، وإنما كل آلة أو مجموعة من الآلات تنطلق فى لحن فرعى يكمله لحن فرعى آخر تعزفه مجموعة مجاورة من الآلات، والجميع يتقاطعون مع بعضهم البعض، ثم ينفلتون، ويعرج كل منهم إلى درب، ثم يعود بعد وقت مقدر إلى المجموعة، وذلك فى أداء رفيع مبهر. كل هذا يحتاج إلى القائد، الذى يحدد لكل منهم بعصاه، وبنظرة من عينه متى ينطلق، ومتى يعود، ومتى يتوقف، ومتى يلتحم بالمجموعة. هذا هو دور قائد الأوركسترا، وهذا ما يفعله.. فماذا يا ترى يفعل قائد الفرقة فى أغنية عربية عادية ليس بها توزيع أوركسترالى، وليست بها آلات تعزف أكثر من لحن فى الوقت الواحد؟ لا شك أنه لا يفعل شيئاً سوى أن يقف بجسارة، وفى يده العصا يمثل على الجمهور الطيب ليقنعهم بأهمية دوره، خاصة إذا انفعل، وأخذ المسألة على نحو جاد فتقلصت ملامحه، وتشنجت أطرافه، واكتسى وجهه باللون الأحمر، ويداه ترتفعان فى الهواء على نحو يماثل ما فعله عبدالسلام النابلسى، وهو يؤدى دور حسب الله السادس عشر، ومعه مساعد المايسترو زينات صدقى! نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حسب الله السادس عشر حسب الله السادس عشر



GMT 09:03 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:02 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مسرح القيامة

GMT 09:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان... و«اليوم التالي»

GMT 09:00 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا توثيق «الصحوة» ضرورة وليس ترَفاً!؟

GMT 08:59 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 08:57 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 08:55 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

«فيروز».. عيونُنا إليكِ ترحلُ كلَّ يوم

GMT 08:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى شهداء الروضة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:00 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين
  مصر اليوم - الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon