توقيت القاهرة المحلي 22:53:06 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ثورة 25 يناير

  مصر اليوم -

ثورة 25 يناير

أسامة غريب

القوة تجلب لصاحبها الاحترام بصرف النظر عن اعتبارات الحق والباطل، أما الضعف فهو يشكل أكبر إغراء بالاستباحة والعدوان مهما كان صاحبه على حق. عقب اندلاع ثورة 25 يناير فى مصر مع ما صاحبها من زخم فى الشارع العربى وامتلاء العروق بالدماء الثورية والأدرينالين الضاغط وجدنا الثورة تفرض احترامها على الجميع.. على من أحبوها وأيدوها وكذلك على من سحقتهم وأضرت بمصالحهم. فى الشهور الأولى من عام 2011 لم يكن هناك صوت يستطيع الطعن فيما حدث خلال الثمانية عشر يوماً التى سبقت الإطاحة بمبارك، ولم تكن هناك وسيلة إعلامية تستطيع التشكيك فى الزلزال الكبير..لا فى دوافعه ولا فى منطلقاته أو أهدافه.. بالعكس اندفع الجميع فى مغازلة الثورة وشبابها الذى وُصف حينئذ بالطاهر النقى، وكان على رأس المغازلين نفس الإعلاميين الذين اعتمد عليهم مبارك الأب فى تثبيت أركان ملكه، وكذلك الذين لعبوا فى فريق مبارك الابن وعملوا على تهيئة الأرض لتوريثه حكم مصر. وصلت الأمور فى ذلك الوقت إلى مستويات بذيئة فى منافقة ثورة يناير والتطبيل لها، حتى إن السياسيين والإعلاميين الذين تم طردهم وضربهم عندما وطئوا ميدان التحرير تحدثوا فى التليفزيونات، واصفين أحداث يناير 2011 بأنها «ثورتنا»، ليس هذا فقط وإنما تحت ضغط الشارع وغليانه تم تحويل أركان العصابة للقضاء وتقديم مبارك نفسه للمحاكمة، وقام بالتضحية به بعضٌ من أخلص أبنائه وتلامذته!. والملاحظ أن هذه الحالة تجاوزت مصر ورأينا الدول العربية، التى لم يسعدها ما حدث فى يناير، تخفى امتعاضها وتفسح صفحاتها للتشهير بالنظام الذى سقط. وكان يمكن للأمور أن تمضى إلى أبعد من هذا لو أن الضغط الثورى استمر على نفس صخبه وعنفوانه. لكن تمر الأيام ويتم احتواء الثورة بالتدريج، وينجح مخطط تفرقة القوى التى اتحدت فى لحظة تاريخية وأحدثت الانفجار.. ويمضى المسار السياسى باعتلاء جماعة الإخوان الحكم مع ما صاحب حكمها من فشل ومؤامرات.. ثم يهبط المنحنى الثورى شيئاً فشيئاً ويصل لأدنى درجاته وتبلغ ثورة يناير أقصى مراحل الضعف بعد أن تشرذم أصحابها وأصبح دعاتها بين مسجون ومنفى ومتلون. نستطيع أن نلمس هذا بوضوح من خلال الهجوم الساحق الذى أخذت تشنه الدولة، ممثلة فى مؤسساتها ومسؤوليها وإعلامها على ثورة 25 يناير وعدم التحرج من وصفها بأنها نكسة يناير، وأنها السبب فى وصول الإخوان للحكم والسبب فيما وصلت إليه مصر من خراب! ما أود قوله إن الزخم الثورى العاتى فى 2011 أرغم أعداء الثورة على الانحناء لها والتظاهر بتأييدها، لكن عندما ضعفت أسفر الجميع عن مواقفهم الحقيقية، بعد أن برزت حقائق جديدة على الأرض سارع بالركض نحوها الأفراد والمؤسسات والدول التى تظاهرت فى السابق بحب يناير وثورة يناير.. وعجبى! نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثورة 25 يناير ثورة 25 يناير



GMT 14:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

لا فرصة للعرموطي برئاسة مجلس النواب

GMT 14:02 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف نتحقق من الادعاءات؟

GMT 14:00 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بلفور وما بعده.. سيناء ومستقبلها!

GMT 13:58 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

عنوان الدورى الاستثنائى!

GMT 13:54 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

نزيف البالطو الأبيض

GMT 10:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

اليوم التالي

GMT 10:31 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الخيط الأميركي

GMT 10:30 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

هجرات جديدة على جسور الهلال الخصيب

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 02:55 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أبرز قصات فساتين الزفاف الهالتر الرائجة في 2025
  مصر اليوم - أبرز قصات فساتين الزفاف الهالتر الرائجة في 2025

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 21:27 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

محمد صلاح خارج سباق المنافسة على جائزة أفضل لاعب أفريقي

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية

GMT 13:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي مستلهم من الصيام لتحسين صحة الكلى

GMT 13:55 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الهلال يستضيف الزمالك في ليلة السوبر السعودي المصري

GMT 12:19 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تحصد 31 ميدالية متنوعة مع ختام بطولتي الرماية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon