توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الممر الهندي وحرب غزة

  مصر اليوم -

الممر الهندي وحرب غزة

بقلم - أسامة غريب

عندما هرع الرئيس الأمريكى بايدن لزيارة إسرائيل فور اندلاع القتال مع الفلسطينيين، فإن الدهشة سادت الموقف، خاصة أن حرب أكتوبر 1973 والمفاجأة التي حققها الجيشان المصرى والسورى لم تدفع الرئيس نيكسون لزيارة إسرائيل، واكتفت واشنطن وقتها بإقامة جسر جوى ينقل السلاح للدولة الحليفة. المحللون ربطوا بين حالة الارتباك التي سادت تل أبيب بعد الهجوم المفاجئ الذي تعرضت له بلدات غلاف غزة، وبين زيارة بايدن الذي أراد أن يدير بنفسه اجتماعات الكابينيت الإسرائيلى، خشية أن يكون للصدمة تأثير على القرارات التي يتخذها مجلس الحرب الإسرائيلى، وحتى لا يفكروا في أعمال متهورة تعقّد المصالح الأمريكية. والحقيقة أن سلامة إسرائيل هي هدف استراتيجى أمريكى ثابت، باعتبار أن إسرائيل كانت على الدوام بمثابة حاملة طائرات أمريكية على الأرض، ولقد زادت أهمية هذا الكيان بعد مزاعم مشروع الممر الهندى الشرق أوسطى الذي تبنته الولايات المتحدة، والذى تجاهل كل الموانئ على المتوسط، واختار ميناء حيفا كنهاية للممر البرى الذي يعبر «الإمارات والسعودية والأردن»، وبداية للخط البحرى المتجه إلى أوروبا. شعر الرئيس الأمريكى بأن مشروعه يهتز طالما كان ميناء حيفا معرضًا لخطر الحرب، سواء من حماس أو الجهاد الإسلامى في غزة أو من حزب الله في الشمال.. ولهذا فقد شدَّ الرحال إلى إسرائيل رغم وعثاء السفر والتقدم في السن واعتلال الصحة وتدهور القدرات الذهنية، وقدم لإسرائيل دعمًا غير مسبوق لم يقتصر على السلاح والدعم السياسى، وإنما أضاف إليهما دورًا إعلاميًا يتفوق على إعلام جوبلز في مهنيته وأكاذيبه الفجة. ويمكن أن نعزو الموقف الهندى، الذي أدان حماس بشدة من هذا المنظور، فالهند التي كانت تاريخيًا مؤيدة للحق العربى، ولطالما ساندت حركات التحرر على زمن نهرو وإنديرا غاندى قد تغيرت مع حكم اليمين الذي لا يتعاطف مع العرب والمسلمين.. ومؤكد أنها شعرت بالانزعاج من أنْ تُعطل الحرب المشروع الذي استثمرت فيه وتريد من ورائه هي والولايات المتحدة منافسة وضرْب كل من مشروع «الحزام والطريق» الصينى، ومشروع «شمال جنوب» الروسى.

ويمكن أيضًا على ضوء نفس المفاهيم رؤية الموقف الصينى المتوازن الذي لا يعنيه الاستقرار للدول التي تنافس مشروعاته. أما الموقف الروسى فكان محايدًا باهتًا لدرجة أنه يمكن أن يرضى الطرفين كما يمكنه أن يثير حفيظتهما، فمن جهة تقدمت روسيا بطلب لمجلس الأمن من أجل صدور قرار بوقف الأعمال القتالية، ومن جهة أخرى لم تعلن تأييدها للفلسطينيين كما اعتاد الاتحاد السوفيتى السابق أن يفعل.. وهذا الموقف مفهوم، إذ إنّ روسيا تحتاج إلى إيران في حربها ضد أوكرانيا ومن ورائها حلف الناتو، كما تحتاج ألا تخسر إسرائيل التي يبلغ عدد مواطنيها الروس عشرين بالمائة من السكان؛ لدرجة أن الاجتماعات الإسرائيلية الروسية يتم التفاوض فيها باللغة الروسية.. والذى ابتدع هذه السُّنة هو «أفيجدور ليبرمان» القادم من مولدوفيا!. بعد انقشاع غبار المعركة، سنرى أي المشروعات قد تأثر.. «الممر الهندى الأمريكى» أم «الحزام والطريق الصينى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الممر الهندي وحرب غزة الممر الهندي وحرب غزة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon