توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مصرع قاتل مأجور

  مصر اليوم -

مصرع قاتل مأجور

بقلم - أسامة غريب

لم يُثِرْ خبر مصرع بريجوجين قائد مجموعة فاجنر الروسية دهشة أحد، فمصيره قد تحدد يوم 23 يونيو الفائت عندما قاد تمردًا مسلحًا ضد الدولة الروسية وأسقط عددًا من طائرات الجيش الروسى وقتل 15 طيارًا من خيرة رجال القوات الجوية لموسكو.

ومعروف أن قائد فاجنر من أصحاب الرؤوس الساخنة، وهؤلاء لا تسهل السيطرة عليهم، كما أنهم لا يستطيعون أن يحتفظوا بآرائهم لأنفسهم، وعليه فإنه لم يتردد في وصف وزير الدفاع الروسى بالفاشل وكذلك وصف رئيس الأركان بالأحمق ثم انساق وراء عواطفه فسمح لرجاله باقتحام مدينة روستوف والسيطرة على قاعدتها العسكرية ثم مضى في طريقه إلى موسكو قبل أن يتوقف في اليوم التالى بعد وساطة من رئيس بيلاروسيا.

لقد شكّل هذا التمرد إهانة شخصية بالغة للرئيس بوتين رغم أن بريجوجين قد استثناه من قائمة شتائمه واتهاماته التي وزعها على القادة الروس، لكن مَن يعرف بوتين يفهم جيدًا أنه لا يتسامح مطلقًا مع سلوك من هذا النوع، خاصة أثناء الحرب، فخطواته وإجراءاته ضد زعماء الحركات المسلحة في الشيشان مازالت في الذاكرة، ومصير زعماء القوقاز، أمثال جوهر دوداييف وشامل باساييف وأصلان ماسخادوف، يحفظه التاريخ دليلًا على طبيعة ردود أفعال بوتين ضد مناوئيه.

وحتى المليارديرات الروس الذين خرجوا عن الخط لم يسلموا من انتقامه، واسم بوريس بيريزوفسكى والمصير الذي لقيه يؤكد ما نقول. لقد قال بوتين في خطاب وجهه إلى الشعب عقب التمرد المسلح إن ما حدث يشكل جريمة وطعنة في الظهر وقال إن جميع المسؤولين عن محاولة التمرد سيلقون عقابًا لا مفر منه وسيُحاسبون أمام القانون والشعب.

صحيح أن بوتين أصدر أمرًا بعد ذلك بإسقاط الاتهامات في حق بريجوجين، لكن ربما كان قبول زعيم التمرد بالعفو واطمئنانه إلى الاتفاق مع رئيس بيلاروسيا هو خطؤه الأكبر، وهو رجل عاطفى كما أسلفنا ولا تتنافى عاطفيته هذه مع كونه مرتزقًا يقتل بالأجر، ويبدو أن التاريخ الذي ربطه بالرئيس الروسى وانتماء كل منهما إلى مدينة بطرسبورج جعله يظن أنه نجح في إهانة رموز الجيش الروسى وقتل بعض أبناء هذا الجيش ثم سيكمل مشواره بعد ذلك في إفريقيا وغيرها من المواقع التي تحتاجه فيها الدولة الروسية.

إن كل الذين تنبأوا بأن هذا الرجل سيلقى مصرعه في أقرب فرصة لم يكونوا يرجمون بالغيب، لكن دولًا أقل شأنًا من روسيا لم تكن لتتسامح مع تمرد مسلح أو تسمح لرجل كهذا أن يتبختر ويصول ويجول وينشر صوره في إفريقيا على إنستجرام دون أن يدفع الثمن، والأمر في ظنى يتعلق بكبرياء الدولة الروسية أكثر حتى من كبرياء الرئيس الروسى.

ومع ذلك فإن بعض المؤمنين بنظرية المؤامرة في الإعلام الغربى قد نشروا أن موضوع الطائرة التي تحطمت قد يكون تمويهًا يبعث على الاعتقاد بمقتل الرجل، بينما ينزوى هو بعد تعديل شكله ليعيش في قرية هادئة بقية حياته. لن تتضح الحقيقة قبل مضى بعض الوقت.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصرع قاتل مأجور مصرع قاتل مأجور



GMT 03:46 2023 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

شعب مالوش كتالوج!!

GMT 03:18 2023 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

الغباء المدمر

GMT 03:13 2023 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

عندما قال كيسنجر: «أي شىء يتحرك»!

GMT 04:58 2023 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

أيها العالم.. استيقظ

GMT 04:53 2023 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

لماذا السيسي؟!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon