توقيت القاهرة المحلي 09:28:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

القرص من اللباليب

  مصر اليوم -

القرص من اللباليب

بقلم - أسامة غريب

القرص من اللباليب أكثر إيلاما من انكسار الروح، ومع هذا لن تجد كاتبا أو أديبا يذكر معاناته مع القرص من اللباليب فى الصغر، بينما قد تمتلئ سيرته الذاتية بأنواع أخرى من العناء، وقد يتناول فى كتاباته عذابات البشر النفسية وانكسار أرواحهم، مع سرد للمظالم والصدمات والحوادث التى تعرضوا لها وتركت ندوبا وتمزقات داخلية لم تفلح الأيام فى رتقها.

لا يخلو عمل أدبى من تناول المتاعب النفسية وعذابات الأرواح الحساسة والنفوس الشفافة من قسوة الحياة وغباوة البشر، بينما يتركون أكثر الأشياء إيلاما دون أن يتحدثوا عنه. نعم القرص من اللباليب يحدث ألما لا يستطيع الشخص المقروص أن يكتمه مهما تسلح بالشجاعة، ولهذا لا بد أن يعلو صراخه متضرعا وواعدا بأنه لن يكرر الفعلة التى جلبت له هذا العقاب الرهيب.

وقد يدخل هذا الموضوع الذى لا يتعرض له الأدباء والكتاب فى باب «المسكوت عنه» أو الذى يتواطأ الجميع على تجاهله كما لو كان غير موجود! واللباليب لمن لا يعرف هى الجزء الداخلى الناعم الطرى من أعلى الفخذ، وهى تختلف تماما عن اللغاليغ التى حدثنا عنها عادل إمام فى المسرحية الشهيرة.

ويلاحظ أن الأمهات هن اللاتى اكتشفن حساسية هذا الجزء ومدى الألم الذى يحدثه القرص فيه، ولذلك فقد احتكرن هذا الأسلوب فى العقاب دون الآباء، ويمكن أن نضم المدرسات أيضا إلى مستخدمات عقاب اللباليب، ذلك أنهن إلى جانب الوظيفة..أمهات!. أما الرجل، الأب أو المدرس فهو يبطش، وطريقة البطش قد تتضمن الصفع أو الركل أو استخدام العصا والفلكة. الأم قد تستخدم الشبشب فى عقاب الحالات البسيطة، لكنها توفر هرس اللباليب للأخطاء الجسيمة لأنها تعرف أثره الفادح ونجاعته فى حل مشكلات السلوك الجانح للأولاد والبنات.

وربما أن طرق التربية الحديثة تحرم استخدام العقاب البدنى وتعتبره نوعا من الهمجية ودليلا على عدم قدرة الأبوين على تحمل مسؤولية الأطفال ومعالجة الجنوح لديهم بطريقة متحضرة، لذلك فإن المدارس فى معظم بلدان العالم قد منعت الضرب كوسيلة للتقويم والتربية، ومع ذلك فإن أى منصف لا يسعه إنكار النتيجة السريعة للعقاب الكلاسيكى!.. وربما كان من الخير أن البلاد التى تقوم بتعذيب المساجين لم يفطن الجلادون بها للقرص من اللباليب فيكتفون بالعقاب المعتاد كاللكم فى الوجه وشج الرأس والتعليق فى الفلكة!.

الجدير بالتأمل أن الطفل قد يكبر وهو ساخط على المدرس الذى عاقبه بالضرب وكذلك الأب الذى لم يوفر صفعاته وشلاليته، لكنه أبدا لا يحقد على الأم التى قرصت لباليبه.. دائما هناك نوع من التسامح والتفهم لهذا العقاب، لأنه غالبا ما يتلوه لمسة ودودة وحضن حنون وأكلة لذيذة أو شىء من الحلوى.. ولو أنك سألت رجلا ناضجا أو شيخا هرما ممن رحلت أمهاتهم عن هذا الموضوع لأكد استعداده لتلقى ألف قرصة من اللباليب مقابل أن تعود أمه ولو ساعة واحدة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القرص من اللباليب القرص من اللباليب



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon