توقيت القاهرة المحلي 10:23:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

القرص من اللباليب

  مصر اليوم -

القرص من اللباليب

بقلم - أسامة غريب

القرص من اللباليب أكثر إيلاما من انكسار الروح، ومع هذا لن تجد كاتبا أو أديبا يذكر معاناته مع القرص من اللباليب فى الصغر، بينما قد تمتلئ سيرته الذاتية بأنواع أخرى من العناء، وقد يتناول فى كتاباته عذابات البشر النفسية وانكسار أرواحهم، مع سرد للمظالم والصدمات والحوادث التى تعرضوا لها وتركت ندوبا وتمزقات داخلية لم تفلح الأيام فى رتقها.

لا يخلو عمل أدبى من تناول المتاعب النفسية وعذابات الأرواح الحساسة والنفوس الشفافة من قسوة الحياة وغباوة البشر، بينما يتركون أكثر الأشياء إيلاما دون أن يتحدثوا عنه. نعم القرص من اللباليب يحدث ألما لا يستطيع الشخص المقروص أن يكتمه مهما تسلح بالشجاعة، ولهذا لا بد أن يعلو صراخه متضرعا وواعدا بأنه لن يكرر الفعلة التى جلبت له هذا العقاب الرهيب.

وقد يدخل هذا الموضوع الذى لا يتعرض له الأدباء والكتاب فى باب «المسكوت عنه» أو الذى يتواطأ الجميع على تجاهله كما لو كان غير موجود! واللباليب لمن لا يعرف هى الجزء الداخلى الناعم الطرى من أعلى الفخذ، وهى تختلف تماما عن اللغاليغ التى حدثنا عنها عادل إمام فى المسرحية الشهيرة.

ويلاحظ أن الأمهات هن اللاتى اكتشفن حساسية هذا الجزء ومدى الألم الذى يحدثه القرص فيه، ولذلك فقد احتكرن هذا الأسلوب فى العقاب دون الآباء، ويمكن أن نضم المدرسات أيضا إلى مستخدمات عقاب اللباليب، ذلك أنهن إلى جانب الوظيفة..أمهات!. أما الرجل، الأب أو المدرس فهو يبطش، وطريقة البطش قد تتضمن الصفع أو الركل أو استخدام العصا والفلكة. الأم قد تستخدم الشبشب فى عقاب الحالات البسيطة، لكنها توفر هرس اللباليب للأخطاء الجسيمة لأنها تعرف أثره الفادح ونجاعته فى حل مشكلات السلوك الجانح للأولاد والبنات.

وربما أن طرق التربية الحديثة تحرم استخدام العقاب البدنى وتعتبره نوعا من الهمجية ودليلا على عدم قدرة الأبوين على تحمل مسؤولية الأطفال ومعالجة الجنوح لديهم بطريقة متحضرة، لذلك فإن المدارس فى معظم بلدان العالم قد منعت الضرب كوسيلة للتقويم والتربية، ومع ذلك فإن أى منصف لا يسعه إنكار النتيجة السريعة للعقاب الكلاسيكى!.. وربما كان من الخير أن البلاد التى تقوم بتعذيب المساجين لم يفطن الجلادون بها للقرص من اللباليب فيكتفون بالعقاب المعتاد كاللكم فى الوجه وشج الرأس والتعليق فى الفلكة!.

الجدير بالتأمل أن الطفل قد يكبر وهو ساخط على المدرس الذى عاقبه بالضرب وكذلك الأب الذى لم يوفر صفعاته وشلاليته، لكنه أبدا لا يحقد على الأم التى قرصت لباليبه.. دائما هناك نوع من التسامح والتفهم لهذا العقاب، لأنه غالبا ما يتلوه لمسة ودودة وحضن حنون وأكلة لذيذة أو شىء من الحلوى.. ولو أنك سألت رجلا ناضجا أو شيخا هرما ممن رحلت أمهاتهم عن هذا الموضوع لأكد استعداده لتلقى ألف قرصة من اللباليب مقابل أن تعود أمه ولو ساعة واحدة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القرص من اللباليب القرص من اللباليب



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon