توقيت القاهرة المحلي 01:34:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مقولات لعينة

  مصر اليوم -

مقولات لعينة

بقلم - أسامة غريب

انتشرت المقولة التالية وملأت الصحف والفضاءات الإعلامية ورددها الجميع بكل الصور والصيغ.. رددها الصهاينة وحلفاؤهم الغربيون كما رددها العرب. الجملة تقول: الغزو البرى لغزة ستترتب عليه خسائر بشرية فادحة فى صفوف الإسرائيليين!.. الجميع يخشى ويتحسب ويرتجف ويقرأ الأدعية والأوراد خوفًا على أرواح جنود العدو إذا ما اقتحمت الدبابات والمدرعات والجرافات أراضى غزة. لا أحد يبدى الأسف واللهفة على أرواح النساء والأطفال والعجائز من أهل غزة. لا أحد يتحدث فى وسائل الإعلام عن الأنفس الفلسطينية التى سيزهقها العدوان ولا عن البيوت التى سيهدمها والحقول التى سيخربها ولا عن الحياة التى ستصبح مستحيلة على أهل القطاع المحاصر. كل ما يخشونه ويحذرون منه الإسرائيليين هو أن الاقتحام خطر عليهم وعلى عائلاتهم التى ستعانى آلام الثكل والفقد والترمّل. أى عالم هذا الذى نعيش فيه؟.

مقولة أخرى ترددت آلاف المرات على لسان قادة العالم الغربى وفى الميديا الأمريكية والأوروبية وأصبحت كالعلكة فى الأفواه، وصار مقدمو البرامج لا يبدأون برامجهم إلا بها وكأنها تميمة أو تعويذة يلقونها فى وجه المُشاهد حتى يضمنوا ثقته وتعاطفه. تقول الجملة: لإسرائيل الحق فى الدفاع عن نفسها. لا يلتقى زعيم عربى بحاكم أجنبى إلا ويسمع منه قبل بدء المفاوضات أنّ لإسرائيل الحق فى الدفاع عن نفسها. إسرائيل القوة النووية التى تملك تسعين رأسًا نوويًا وتملك غوصات قادرة على إبادة منطقة الشرق الأوسط بأكملها لها الحق فى الدفاع عن نفسها، أما الفلسطينيون، الذين يصنعون السلاح البدائى فى ورش تحت الأرض، فلا يذكر أحد حقهم فى الدفاع عن أنفسهم ضد الأجانب القادمين من روسيا وبولندا وأوكرانيا ومولدافيا وألمانيا وفرنسا والذين احتلوا أرض الفلسطينيين واستولوا على بيوتهم. إن تكرار هذه العبارة وكأنها درس يلقونه على مسامعنا لإخلاء مسؤوليتهم تجاه إسرائيل هو أمر شديد الغرابة، وتكمن الغرابة فى أن حق الإنسان فى الدفاع عن نفسه هو أمر بديهى لا يحتاج لأن نذكره ونكرره مئات المرات فى اليوم الواحد، وما فكرة تكراره وترديده كالأسطوانة المشروخة إلا لإدراكهم فى أعماق أعماقهم أن هذا الكيان ليس كيانًا طبيعيًا ينطبق عليه ما ينطبق على كل الأمم من الحق البديهى فى الدفاع عن النفس دون كلام!. هم يدركون أنه كيان متوحش يمارس العدوان كل يوم، ولما كانوا فى الغرب لا يستطيعون أن يذكروا هذه الحقيقة لأسباب يطول شرحها فإنهم يعكسونها ويصورون هدم الأبراج السكنية على رؤوس السكان العزّل على أنه دفاع عن النفس. هذه الجملة تكشف خفايا النفوس وتجعل الراصد المحايد يفهم هشاشة هذا الكيان ويدرك أن الغرب الاستعمارى يعرف أن إسرائيل هى الطرف المعتدى على الدوام، وأن العنف الذى يبديه الضحايا الفلسطينيون بين وقت وآخر هو الدفاع الحقيقى عن النفس ضد أن يندثروا وتندثر قضيتهم وسط عواء الأوغاد الذين ما فتئوا يقولون: لإسرائيل الحق فى الدفاع عن نفسها!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مقولات لعينة مقولات لعينة



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon