توقيت القاهرة المحلي 01:45:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مقولات لعينة

  مصر اليوم -

مقولات لعينة

بقلم - أسامة غريب

انتشرت المقولة التالية وملأت الصحف والفضاءات الإعلامية ورددها الجميع بكل الصور والصيغ.. رددها الصهاينة وحلفاؤهم الغربيون كما رددها العرب. الجملة تقول: الغزو البرى لغزة ستترتب عليه خسائر بشرية فادحة فى صفوف الإسرائيليين!.. الجميع يخشى ويتحسب ويرتجف ويقرأ الأدعية والأوراد خوفًا على أرواح جنود العدو إذا ما اقتحمت الدبابات والمدرعات والجرافات أراضى غزة. لا أحد يبدى الأسف واللهفة على أرواح النساء والأطفال والعجائز من أهل غزة. لا أحد يتحدث فى وسائل الإعلام عن الأنفس الفلسطينية التى سيزهقها العدوان ولا عن البيوت التى سيهدمها والحقول التى سيخربها ولا عن الحياة التى ستصبح مستحيلة على أهل القطاع المحاصر. كل ما يخشونه ويحذرون منه الإسرائيليين هو أن الاقتحام خطر عليهم وعلى عائلاتهم التى ستعانى آلام الثكل والفقد والترمّل. أى عالم هذا الذى نعيش فيه؟.

مقولة أخرى ترددت آلاف المرات على لسان قادة العالم الغربى وفى الميديا الأمريكية والأوروبية وأصبحت كالعلكة فى الأفواه، وصار مقدمو البرامج لا يبدأون برامجهم إلا بها وكأنها تميمة أو تعويذة يلقونها فى وجه المُشاهد حتى يضمنوا ثقته وتعاطفه. تقول الجملة: لإسرائيل الحق فى الدفاع عن نفسها. لا يلتقى زعيم عربى بحاكم أجنبى إلا ويسمع منه قبل بدء المفاوضات أنّ لإسرائيل الحق فى الدفاع عن نفسها. إسرائيل القوة النووية التى تملك تسعين رأسًا نوويًا وتملك غوصات قادرة على إبادة منطقة الشرق الأوسط بأكملها لها الحق فى الدفاع عن نفسها، أما الفلسطينيون، الذين يصنعون السلاح البدائى فى ورش تحت الأرض، فلا يذكر أحد حقهم فى الدفاع عن أنفسهم ضد الأجانب القادمين من روسيا وبولندا وأوكرانيا ومولدافيا وألمانيا وفرنسا والذين احتلوا أرض الفلسطينيين واستولوا على بيوتهم. إن تكرار هذه العبارة وكأنها درس يلقونه على مسامعنا لإخلاء مسؤوليتهم تجاه إسرائيل هو أمر شديد الغرابة، وتكمن الغرابة فى أن حق الإنسان فى الدفاع عن نفسه هو أمر بديهى لا يحتاج لأن نذكره ونكرره مئات المرات فى اليوم الواحد، وما فكرة تكراره وترديده كالأسطوانة المشروخة إلا لإدراكهم فى أعماق أعماقهم أن هذا الكيان ليس كيانًا طبيعيًا ينطبق عليه ما ينطبق على كل الأمم من الحق البديهى فى الدفاع عن النفس دون كلام!. هم يدركون أنه كيان متوحش يمارس العدوان كل يوم، ولما كانوا فى الغرب لا يستطيعون أن يذكروا هذه الحقيقة لأسباب يطول شرحها فإنهم يعكسونها ويصورون هدم الأبراج السكنية على رؤوس السكان العزّل على أنه دفاع عن النفس. هذه الجملة تكشف خفايا النفوس وتجعل الراصد المحايد يفهم هشاشة هذا الكيان ويدرك أن الغرب الاستعمارى يعرف أن إسرائيل هى الطرف المعتدى على الدوام، وأن العنف الذى يبديه الضحايا الفلسطينيون بين وقت وآخر هو الدفاع الحقيقى عن النفس ضد أن يندثروا وتندثر قضيتهم وسط عواء الأوغاد الذين ما فتئوا يقولون: لإسرائيل الحق فى الدفاع عن نفسها!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مقولات لعينة مقولات لعينة



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:51 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة
  مصر اليوم - ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة

GMT 21:37 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تؤكد على أهمية تنمية العلاقات مع السعودية
  مصر اليوم - إيران تؤكد على أهمية تنمية العلاقات مع السعودية

GMT 23:02 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

هيفاء وهبي حاضرة في منافسات سينما ودراما 2025
  مصر اليوم - هيفاء وهبي حاضرة في منافسات سينما ودراما 2025

GMT 19:53 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

سقوط طائرة في كولومبيا ومقتل 7 من ركابها

GMT 17:57 2019 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

شبح مورينيو يعود للظهور في مانشستر يونايتد

GMT 08:54 2019 الأحد ,10 شباط / فبراير

الأهلي يكشف أسباب أزمة المؤجلات

GMT 14:16 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

أداما تراوري يُبرز جدية ليونيل ميسي في التدريبات

GMT 09:59 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

طليق رانيا يوسف يوجّه رسالة لها بعد أزمة فستانها الفاضح

GMT 03:08 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

سيد عبد الحفيظ يُعلن عن صفقات الأهلي الجديدة خلال أيام

GMT 04:18 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

تامر حسني يُرزق بطفله الثالث ويكشف عن اسمه
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon