توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ماذا حدث للناس العاديين؟

  مصر اليوم -

ماذا حدث للناس العاديين

بقلم - أسامة غريب

عجيب أمر المجموعات التى يتلقى المرء دعوات للانضمام إليها على النت، والأخرى التى يضمونه إليها دون أخذ رأيه، بل دون أن يكون على معرفة بالسادة الأعضاء الذين يفترض أن يكونوا متجانسين. لكن إلى جانب هذه المجموعات التى تضمك قسريًا يمكن أن توجد مجموعة بها نفر من أصدقائك الحقيقيين وزملائك فى العمل. من هذا النوع وجدت نفسى مؤخرًا عضوًا داخل مجموعة تضم بعض الذين زاملتهم لسنوات طويلة فى العمل. متابعة المشاركات أعادت إلىّ مواقف وأحداث مرت بى مع هؤلاء الناس بعضها حلو وبعضها ليس كذلك، لكنها أثارت فى نفسى الحماس لاستعادة جزء من ماضى أيامى. لكن بمرور الوقت بدأت ألاحظ شيئًا لفت انتباهى.. هؤلاء الناس الذين زاملتهم وصادقت بعضهم فى السابق هم أناس طبيعيون مثلنا تمامًا، وحياتهم تشبه حياة معظم المصريين، أى أنها خليط من الجد والهزل، فما الذى اعتراهم وغيّرهم على هذا النحو حتى إننى لا أجد لهم مشاركات فى هذا الجروب تخرج عن المشاركات الدينية!..

لقد أصابنى الملل وأنا أتابع بوستات كلها عبارة عن أذكار وأوراد وأدعية ومواعظ. ما الذى حدث لهؤلاء الناس وهل تدروشوا جميعًا؟، لا أظن. لقد كنت أعتقد أن وجودى فى هذا الجروب سيجعلنى على معرفة بأخبار الزملاء القدامى فأفهم أحوال من خرجوا إلى المعاش وماذا يفعلون حاليًا، كذلك أخبار الذين ما زالوا فى الخدمة وتطورات حياتهم، لكن ما حدث هو أن الانضمام لهذا الجروب لم يضف معلومة واحدة عن أى شخص من هؤلاء الناس..

إنهم يختبئون طوال الوقت خلف الأوراد والأحاديث النبوية والمواعظ والحِكَم، ولا يكفون عن سرد القصص الساذجة التى يبغون بعد أن يفرغ المرء من قراءتها أن يقول: سبحان الله أو آمنت بالله!. إن ما يثير الحنق فى هذه المجموعة أننى أعرف أعضاءها واحدًا واحدًا وواحدة واحدة.. ليس من بينهم درويش أو داعية.. صحيح أن أغلبهم أناس طيبون لكنهم منغرسون فى الحياة بمرحها وصخبها ومكرها ونميمتها، وهم يشاركون فى حياتهم اليومية فى كل هذا، فلماذا عندما ينضمون إلى جروب على النت يقومون بالتخفى ومحاولة ستر شخصياتهم الحقيقية، فيقوم كل منهم بارتداء قناع دينى زائف لا يخصه؟. هل يتصورون أن هذه هى الموضة وعليهم مسايرتها، أم تراهم يعتقدون أن هذه المشاركات التى يكتبونها عليها ثواب لا ينبغى أن يفوّتوه؟.. إن من بين هؤلاء المشاركين واحد لم يكن يتوقف عن نسج المؤامرات وضبط الفخاخ لزملائه، ولم يكن يتورع عن الدس والوقيعة ونشر الأخبار الكاذبة عن زملائه، والآن لا ينشر سوى مواعظ تحض على مكارم الأخلاق التى لم يعرفها يومًا!، هذا جروب عجيب لا يعبر عن شخصيات أعضائه لكنه يعبر عن جماعة هم أبعد ما يكونون عنها.. جماعة هجرت الدنيا وودعت متاعها الزائل ولم تعد تفكر سوى فى ثواب الآخرة. ومن الطبيعى أننى هربت ولم أستطع البقاء وسط هؤلاء الأونطجية الذين يشاركون فى تمثيلية رديئة بمنتهى النشاط والحيوية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا حدث للناس العاديين ماذا حدث للناس العاديين



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 09:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يفتح آفاقا جديدة في علاج سرطان البنكرياس

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 10:29 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

شريف مدكور يُعلن إصابته بفيروس يُصيب المناعة

GMT 12:37 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

طبيب الأهلي يعلن جاهزية الثلاثي المصاب للمباريات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon