توقيت القاهرة المحلي 01:34:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الظالم والمظلوم فى القوقاز

  مصر اليوم -

الظالم والمظلوم فى القوقاز

بقلم - أسامة غريب

مازالت تداعيات حرب اليوم الواحد التى اندلعت مؤخرًا فى إقليم ناجورنو كاراباخ تتوالى وتترى بعد أن توقف إطلاق النار باستسلام القوات الأرمينية ونزوح السكان فى قوافل اتجهت إلى أرمينيا. الجغرافيا الشائكة فى هذه المنطقة والتقسيمات التى فُرضت على السكان دفعت الشعوب إلى التقاتل لتعديل الأوضاع الجائرة. فبينما أسكن ستالين عشرات الآلاف من الأرمن فى ناجورنو كاراباخ ومنحهم حكمًا ذاتيًا داخل جمهورية أذربيجان، فإنه جعل إقليم ناختشيفان داخل أراضى أرمينيا والذى يسكنه الأذريون تابعًا لأذربيجان ومنفصلًا عنها فى ذات الوقت!. من جهة أخرى، تؤكد المعارك التى دارت فى هذا الجزء من القوقاز ما بين 1990 و2023 أن الأمم المتحدة غائبة تمامًا، وأن الدول الكبرى لا تتدخل إلى جانب الحق إلا بمقدار اتساق هذا الحق مع مصالحها ومطامعها، ويمكن ملاحظة أن أرمينيا عندما شعرت بقوة جيشها لم تكتف عقب تفتت الاتحاد السوفيتى باقتطاع إقليم ناجورنو كاراباخ من أذربيجان لتقيم فيه حكمًا ذاتيًا للأرمن خارج سلطة دولتهم، وإنما التهمت خُمس أراضى الجار الأذرى. بعد ذلك، دارت الدوائر وقامت أذربيجان ببناء جيش قوى وحصلت على أفضل الأسلحة، مستفيدة من مبيعات الغاز والنفط. ويمكن ملاحظة أن النصر الأذرى الذى بدأ فى سبتمبر2020 باستعادة جانبٍ من الأراضى التى احتلها الأرمن، ثم تكلل فى سبتمبر 2023 باستعادة باقى الأراضى.. هذا النصر الخاطف السريع يغرى أذربيجان الآن بأن تضغط فى اتجاه طلب المزيد من أرمينيا الضعيفة.

ويبدو أن مشكلات الجغرافيا تصعّب إمكانية إحلال سلام عادل ودائم بين دول الإقليم، إذ لابد فى كل مرحلة من وجود دولة متجبرة تجور على حقوق جارتها ثم تتبدل الأمور ويتحول الطرف المظلوم إلى ظالم على ضوء تبدل موازين القوى!. الآن، لا تكتفى أذربيجان المنتصرة بدفع الأقلية الأرمينية إلى الرحيل، وإنما تريد أن تفتح ممر زانجيزور بالقوة داخل أراضى أرمينيا حتى يتصل إقليم ناختشيفان بالبر الأذرى؛ وهذا يعنى التعدى على السيادة الأرمينية، واحتلال جزء من أرضها، وقطع الطريق البرى بينها وبين إيران. القوة تغرى أذربيجان بالتحرك العسكرى مدعومة من جانب تركيا وإسرائيل، بينما روسيا مشغولة بالحرب فى أوكرانيا ولا تريد أن تخسر أذربيجان بالوقوف الصريح إلى جانب أرمينيا، أما الدول الغربية، فإنها تتلمظ للوثوب ووضع قدمها فى المنطقة عبر أرمينيا الجريحة، وقد تحاول أن تفتح لموسكو جبهة جديدة فى منطقة تعد حديقتهم الخلفية، لكنى مع ذلك أعتقد أن اقتحام الأراضى الأرمينية ومحاولة فتح ممر زانجيزور بالقوة أمر لا يسهل تنفيذه فى ظل التهديد الإيرانى على لسان وزير خارجيتها بأن محاولة تعديل الوضع الجغرافى على الحدود الإيرانية خط أحمر لن تقبل به إيران. الأمر المحزن فى هذه الدراما هو رحيل سكان ناجورنو كاراباخ ومفارقة بيوتهم، وإذا كان الناطق الرسمى الأذرى يقول إن السكان رحلوا بإرادتهم ولم يغصبهم أحد.. فإننا نتساءل: وهل لو كانوا يشعرون بالأمان، كانوا يرحلون؟.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الظالم والمظلوم فى القوقاز الظالم والمظلوم فى القوقاز



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon