توقيت القاهرة المحلي 02:34:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سر هستيريا دواعش الغرب

  مصر اليوم -

سر هستيريا دواعش الغرب

بقلم - أسامة غريب

من الملاحظ أن حالة الرعب التى اجتاحت المستويات السياسية العليا فى أوروبا وأمريكا عقب هجوم المقاومة الفلسطينية فى السابع من أكتوبر الحالى كانت مساوية للرعب الذى أحسه المواطن الإسرائيلى الذى تعود على قتل الفلسطينيين دون رد!.
الهستيريا التى ألَمّت بالزعماء بايدن وسوناك وماكرون وشولتز وجورجيا وترودو كانت غير مفهومة بالنسبة للكثيرين. إن رد فعل ماكرون على سبيل المثال يتوازى مع ما كان سيُبديه لو أن هجومًا قد وقع فى الشانزليزيه.. فما السبب الحقيقى لهذا الجنون الذى ميّز ردود الأفعال لزعماء العالم الغربى؟.

أعتقد أن الخوف على المشروع الذى احتضنوه وراهنوا عليه من أن ينهار كان سببًا رئيسيًّا، ومع ذلك، فإن هذا حتى لا يبرر كل هذا الهلع الذى جعلهم يخاصمون المنطق والشرف والإنسانية وينحازون إلى الوحشية السافرة.

يمكننى أن أتصور أن أمريكا ودول الناتو تحقق مكاسب كثيرة من خلال وجود إسرائيل بصورتها الرهيبة المعتادة، والأمر على حقيقته هو كالتالى: إسرائيل تضرب فتقتل وتدمر، والعرب يصرخون ويهرعون إلى أمريكا لتنقذهم من الوحش.. صحيح أن العرب يعرفون أن أمريكا هى التى صنعت الوحش وأمدته بالسلاح ووفرت له الحماية الدبلوماسية ودعمته اقتصاديًّا حتى يبدو فى صورة الدولة المتقدمة، ومع ذلك فإن العرب لا يجدون مَن يلوذون به من العدوان الإسرائيلى سوى أمريكا وحلفائها، والتدخل الأمريكى عادة ما يترتب عليه انخفاض وتيرة القتل والحرق والهدم فيتأكد لدى العرب أن أمريكا بيدها الحل وأنها تملك كل أوراق اللعبة، وهذا يدفعهم إلى الخضوع التام والانضواء تحت مظلة واشنطن والتحول إلى ركن من أركان لعبتها ودعامة من دعائم قوتها، أى أن العصا الإسرائيلية هى التى تدفع العرب إلى دخول الحظيرة الأمريكية، وإذا ما جمعت واشنطن بين العرب والإسرائيليين فى مفاوضات سلام بعد أن رأوا البأس الإسرائيلى فإنهم حتمًا سيوافقون على كل ما يطلبه الأمريكان، وهذا عين ما رأيناه فى مباحثات أوسلو، حيث سلم المفاوض الفلسطينى بطلبات العدو، واعترف بدولة إسرائيل، ووافق على خسارة معظم أراضيه التى حددتها قرارات الأمم المتحدة!.

ما حدث صباح 7 أكتوبر الحالى هو أن العصا الإسرائيلية الغليظة قد انكسرت، والعفريت المخيف ظهر على حقيقته ولم يعد يُخيف، وهذا يعنى فى الاستراتيجية الغربية أن العرب لن يعودوا مضطرين للخضوع لأمريكا والتحرك وفقًا لأجندتها، وربما يدفعهم التحرر النفسى إلى اتخاذ جانب الصين وروسيا فى الصراع الكونى أو على الأقل اتخاذ مواقف مستقلة لا يأخذون فيها مصالح أمريكا فى الاعتبار.

هذا هو السبب الحقيقى للجنون الذى ميز ردود أفعال قادة العالم الغربى وكيف أنهم لم ينزعجوا لقتل أطفال فلسطين بالفوسفور الأبيض، بل باركوا ورحبوا بقتل الأجنة فى بطون الأمهات، وقاوموا بشدة محاولات إدخال الماء والدواء إلى المدنيين المُحاصَرين فى غزة. قشرة الحضارة زالت وأسفر ما تحتاجها عن وحش ذى أنياب كان يتخفى دائمًا تحت ستار من شعارات الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان، فلما خاف على ربيبته إسرائيل واستبد به الهلع ظهرت داعشيته ولم يعد يحفل بأن يُخفيها!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سر هستيريا دواعش الغرب سر هستيريا دواعش الغرب



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon