توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مواقف دولية فاحشة

  مصر اليوم -

مواقف دولية فاحشة

بقلم - أسامة غريب

إن قصف إسرائيل للمستشفيات والمنشآت المدنية ليس خبرًا مستغربًا بالنسبة لنا، فلقد عشنا مثل هذا عندما قصف الطيران الإسرائيلى مدرسة بحر البقر الإبتدائية ومصنع أبو زعبل، وعاشه السوريون واللبنانيون ناهيك عن الفلسطينيين الذين يتجرعون السم الإسرائيلى يوميًا. لكن الغريب أن الرئيس الأمريكى بايدن وأصدقاءه فى تل أبيب يريدون أن يحرمونا حقنا فى إدانة تدمير المستشفى المعمدانى على رؤوس المرضى، وحقنا فى أن يعرف العالم طبيعة العدوان الذى يتعرض له الفلسطينيون، ومن هذا قيام بايدن بإصدار تصريح يبرئ فيه المعتدين من جريمتهم وينسب تدمير المستشفى للفلسطينيين أنفسهم!.

لقد أثارت كذبة بايدن- قبل أيام، عندما زعم ذبح المقاومين الفلسطينيين لأطفال إسرائيليين- دهشة الناس من هذه المقدرة على الافتراء، ومع ذلك فإن الرئيس الأمريكى، الذى اعتاد أن يصافح الهواء وأن يحتضن أشخاصًا لا وجود لهم، آثر أن يتحفنا بالكذبة الجديدة بشأن الصاروخ الفلسطينى الذى أخطأ وأصاب المستشفى فى غزة. لم يأبه الرجل للخبر الذى نشرته النيويورك تايمز وقالت فيه إن القنبلة التى سقطت فأبادت مئات من المرضى والطاقم الطبى والأهالى هى قنبلة أمريكية تزن طنًا كاملًا من المتفجرات.

والحقيقة أن تفنيد الكذبة لا يحتاج إلى خبر من النيويورك تايمز، فنحن لا نذيع سرًا إذا قلنا إن الفلسطينيين أطلقوا منذ بداية طوفان الأقصى نحو ستة آلاف صاروخ كانت نتيجتها رمزية للغاية، إذ أحدثوا بعض الحرائق البسيطة، حيث سقطوا، كما أدوا لبعض الإصابات البشرية، أما هذه الضربة التى حولت المستشفى إلى أطلال ودفنت من كانوا بالداخل أو بالقرب منها، فهو سلاح خطير لا يملكه الفلسطينيون، ولو كانت صواريخهم فعالة بهذا الشكل لأدت آلاف صواريخهم التى أطلقوها إلى اعتبار إسرائيل فى خبر كان.

إن الحضور الأمريكى الطاغى فى المشهد العدوانى لا يدل على مؤازرة إسرائيل فقط، فالأخيرة لا تحتاج لكل هذا الدعم فى مواجهة غزة المحاصرة، وإنما يدافعون عن مشروع استثمروا فيه كثيرًا ويخشون من سقوطه أو تعثره، ولعل الرسالة التى أبلغوها للمندوب الإيرانى فى مجلس الأمن وتتضمن تحذير طهران من المشاركة أو دعم حزب الله لخوض المعركة تشى بالكثير، فقد أكدوا أن حزب الله لن يواجه إسرائيل فى هذه الحالة، وإنما سيواجه الجيش الأمريكى بعد أن انتشرت حاملات طائراته وقطعه البحرية فى المنطقة. الانزعاج الأمريكى حقيقى، والرغبة فى استغلال الموقف لتهجير الفلسطينيين والدفع بهم فى اتجاه مصر هى رغبة عارمة، والآلة الحربية والدعائية لواشنطن تعمل بكامل طاقتها حتى إن نتنياهو قد أخذ جانبًا وأفسح المجال لبلينكن وبايدن ليتخذا القرارات باسم إسرائيل ويتحدثا باسمها. ومن هنا فإن الولايات المتحدة لا تصلح وسيطًا للوصول بالموقف الحالى إلى بر السلامة، وعلى العرب أن يعتمدوا على أنفسهم إلى جانب الدول القليلة التى لم تعلن مواقف فاحشة فى مساندة العدوان!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مواقف دولية فاحشة مواقف دولية فاحشة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon