توقيت القاهرة المحلي 02:34:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الدين الجديد

  مصر اليوم -

الدين الجديد

بقلم - أسامة غريب

لحظة بعد لحظة ترتفع أعداد الضحايا المدنيين فى غزة الذين يقتلهم الجيش الإسرائيلى بدم بارد، وقد وصل عدد الشهداء حتى الآن إلى ما يزيد على 2400 وعدد الجرحى أكثر من ثمانية آلاف وعدد النازحين أكثر من نصف مليون. يثور هنا سؤال يمضغه الجمهور العربى فى ذهول: ألَا يعرف حكام الغرب المتحضر ماكرون وسوناك وبايدن وشولتز أنه من بين الضحايا يوجد 750 طفلًا تم دفنهم تحت ركام المنازل التى تم قصفها بالصواريخ وقنابل الفوسفور الأبيض؟. الإجابة: بلى يعرفون. لماذا إذًا يناصرون الطرف الباغى المتجبر؟. هنا يتعين علينا أن نتوقف قليلًا لنفهم سر الحصانة التى يتمتع بها الإسرائيليون.. تلك الحصانة التى تطلق يدهم فى ارتكاب ما شاءوا من اعتداءات تتكرر فى غزة والضفة وسوريا ولبنان وأى مكان يرون ضرورة قصفه وتدميره دون أن يُسائلهم أحد أو يستنكر ما فعلوه!.

فى ظنى أن إسرائيل واليهود المتغلغلين فى مفاصل الإعلام الغربى ومراكز صنع القرار قد وصلوا إلى المواطن الأوروبى ونالوا منه فى العظم وفى النخاع. لم يكن بايدن يستطيع أن يكذب مدعيًا رؤيته أطفالًا إسرائيليين يُذبحون لو كان يعتقد أن الرأى العام فى بلده يرى الموقف على حقيقته وينظر بعين محايدة يمكنها إدانة الطرف الذى يحتل أراضى الغير، ولم يكن سوناك يستطيع إرسال سفن حربية لمساعدة الطرف الذى لا يحتاج أى مساعدة لو أن الشعب البريطانى كان يرى الصورة الحقيقية، والصورة الحقيقية هنا ليست ما ينقله الإعلام فقط، لكنها الصورة المزروعة فى الرأس على مدى سنوات العمر، والتى تشبه فى تجذرها وعمقها المعتقدات الدينية، فالمواطن الغربى فى أوروبا وأمريكا يتشرب منذ الصغر قيم الإنسان المتحضر المتمدن، ومن عناصر هذه القيم الإيمان بالحريات الليبرالية وحقوق البشر كما نص عليها الإعلان العالمى لحقوق الإنسان، ويُضاف إلى كل هذه العناصر أو يسبقها جميعًا عنصر آخر هو محبة إسرائيل!. نعم محبة إسرائيل هى من أهم القيم التى يعتنقها المواطن الغربى، فتصاحبه من المهد إلى اللحد، وهو بهذا لا يحتاج عند وقوع أى معركة أو اشتباك أن يسأل عن الطرف المعتدى وحجم جرائمه لأن موقفه محدد سلفًا، وهو يؤيد إسرائيل كعقيدة لا يكتمل انتسابه إلى العالم الحر المتمدين إلا بالإيمان بها. وعلى ضوء هذه الحقيقة، فإن هذا المواطن لا تُفزعه صور الضحايا من الأطفال العرب فى غزة ولا صور النساء وجنود إسرائيل يضربوهن بكعوب البنادق فى الضفة لأنه لو شعر بالفزع لفقد ركنًا أساسيًّا من تكوينه النفسى ولتم هدم جزء من معالم شخصيته يرى أنه يميزه عن غيره من البشر اللامتحضرين!.

هذا هو السبب يا سادة حتى يزول تعجبكم كلما شاهدتم الساسة والإعلاميين والفنانين والمواطنين العاديين فى الغرب يتأثرون بالشوكة التى تُدمى قدم الإسرائيلى ولا يتأثرون بالصاروخ الذى يُبيد عائلة فلسطينية. نجحت إسرائيل فى أن تجعل حماية وأمان المحتلين والمستوطنين جزءًا من الأمان النفسى للمواطن الغربى، وهذا بمثابة دين جديد لو كنتم تعلمون

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدين الجديد الدين الجديد



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon