توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الدين الجديد

  مصر اليوم -

الدين الجديد

بقلم - أسامة غريب

لحظة بعد لحظة ترتفع أعداد الضحايا المدنيين فى غزة الذين يقتلهم الجيش الإسرائيلى بدم بارد، وقد وصل عدد الشهداء حتى الآن إلى ما يزيد على 2400 وعدد الجرحى أكثر من ثمانية آلاف وعدد النازحين أكثر من نصف مليون. يثور هنا سؤال يمضغه الجمهور العربى فى ذهول: ألَا يعرف حكام الغرب المتحضر ماكرون وسوناك وبايدن وشولتز أنه من بين الضحايا يوجد 750 طفلًا تم دفنهم تحت ركام المنازل التى تم قصفها بالصواريخ وقنابل الفوسفور الأبيض؟. الإجابة: بلى يعرفون. لماذا إذًا يناصرون الطرف الباغى المتجبر؟. هنا يتعين علينا أن نتوقف قليلًا لنفهم سر الحصانة التى يتمتع بها الإسرائيليون.. تلك الحصانة التى تطلق يدهم فى ارتكاب ما شاءوا من اعتداءات تتكرر فى غزة والضفة وسوريا ولبنان وأى مكان يرون ضرورة قصفه وتدميره دون أن يُسائلهم أحد أو يستنكر ما فعلوه!.

فى ظنى أن إسرائيل واليهود المتغلغلين فى مفاصل الإعلام الغربى ومراكز صنع القرار قد وصلوا إلى المواطن الأوروبى ونالوا منه فى العظم وفى النخاع. لم يكن بايدن يستطيع أن يكذب مدعيًا رؤيته أطفالًا إسرائيليين يُذبحون لو كان يعتقد أن الرأى العام فى بلده يرى الموقف على حقيقته وينظر بعين محايدة يمكنها إدانة الطرف الذى يحتل أراضى الغير، ولم يكن سوناك يستطيع إرسال سفن حربية لمساعدة الطرف الذى لا يحتاج أى مساعدة لو أن الشعب البريطانى كان يرى الصورة الحقيقية، والصورة الحقيقية هنا ليست ما ينقله الإعلام فقط، لكنها الصورة المزروعة فى الرأس على مدى سنوات العمر، والتى تشبه فى تجذرها وعمقها المعتقدات الدينية، فالمواطن الغربى فى أوروبا وأمريكا يتشرب منذ الصغر قيم الإنسان المتحضر المتمدن، ومن عناصر هذه القيم الإيمان بالحريات الليبرالية وحقوق البشر كما نص عليها الإعلان العالمى لحقوق الإنسان، ويُضاف إلى كل هذه العناصر أو يسبقها جميعًا عنصر آخر هو محبة إسرائيل!. نعم محبة إسرائيل هى من أهم القيم التى يعتنقها المواطن الغربى، فتصاحبه من المهد إلى اللحد، وهو بهذا لا يحتاج عند وقوع أى معركة أو اشتباك أن يسأل عن الطرف المعتدى وحجم جرائمه لأن موقفه محدد سلفًا، وهو يؤيد إسرائيل كعقيدة لا يكتمل انتسابه إلى العالم الحر المتمدين إلا بالإيمان بها. وعلى ضوء هذه الحقيقة، فإن هذا المواطن لا تُفزعه صور الضحايا من الأطفال العرب فى غزة ولا صور النساء وجنود إسرائيل يضربوهن بكعوب البنادق فى الضفة لأنه لو شعر بالفزع لفقد ركنًا أساسيًّا من تكوينه النفسى ولتم هدم جزء من معالم شخصيته يرى أنه يميزه عن غيره من البشر اللامتحضرين!.

هذا هو السبب يا سادة حتى يزول تعجبكم كلما شاهدتم الساسة والإعلاميين والفنانين والمواطنين العاديين فى الغرب يتأثرون بالشوكة التى تُدمى قدم الإسرائيلى ولا يتأثرون بالصاروخ الذى يُبيد عائلة فلسطينية. نجحت إسرائيل فى أن تجعل حماية وأمان المحتلين والمستوطنين جزءًا من الأمان النفسى للمواطن الغربى، وهذا بمثابة دين جديد لو كنتم تعلمون

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدين الجديد الدين الجديد



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 09:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يفتح آفاقا جديدة في علاج سرطان البنكرياس

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 10:29 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

شريف مدكور يُعلن إصابته بفيروس يُصيب المناعة

GMT 12:37 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

طبيب الأهلي يعلن جاهزية الثلاثي المصاب للمباريات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon