توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من السينما إلى التخشيبة

  مصر اليوم -

من السينما إلى التخشيبة

بقلم - أسامة غريب

لا أذكر بالتحديد متى تعلقتُ بالسينما ووقعت فى هواها، لكن هذا كان منذ بواكير الصبا ومنذ تفتحت العين والنفس على مباهج الحياة. لم أكن كغيرى ممن يكتفون بمشاهدة الأفلام التى ينقلها التليفزيون وتجتمع حولها الأسرة فى المساء، لكنى أحببت الذهاب إلى دُور العرض، حيث الشاشة الكبيرة والصوت المجسم والصالة المظلمة. كنت أندهش ممن لا يدركون جمال المشاهدة فى دُور العرض، ويظنونها مماثلة للفرجة فى البيت، ورغم أن أحدًا لم يشرح لى الفرق، فإننى أدركته بالإحساس، فكنت أبتهج بالاستعداد للخروج وأرتدى أفضل ما عندى وأشترى المسليات ثم أمنح نفسى بالكامل للحدث الجميل.. ولقد كنت آخذ السينما بجدية فأفضّل الذهاب وحدى حتى لا يعطلنى رفيق عن المشاهدة بالثرثرة المعتادة. ومن حسن الحظ أن الأفكار المتعلقة بحرمة الفنون لم تكن موجودة فى ذلك الوقت، فكان الناس يرتادون السينما والمسرح كما يتعاطون الباليه وحفلات الموسيقى دون أن يطعن أحد فى دينهم أو سمعتهم!.

الغريب أن عدد دُور العرض وتوزيعها زمان كان أضعاف ما هو موجود منها الآن، وفى المنطقة التى كنت أسكنها كان يوجد أكثر من عشر دُور عرض مما يسمى سينما الحى، وهى تختلف عن دُور عرض وسط المدينة فى رخص أسعارها مقابل أنها تعرض الأفلام ثانى عرض بعد انقضاء عرضها بدُور العرض الكبيرة.

وكان تصنيف دُور العرض يتكون من ثلاث فئات، أولاها دُور الدرجة الأولى بوسط العاصمة، والتى كانت تُستخدم أيضًا كمسارح تُقام عليها حفلات أم كلثوم وعبدالحليم حافظ، وتليها دُور الدرجة الثانية أو سينما الضواحى، وثالثها هو سينما الدرجة الثالثة أو الترسو.

وكانت سينما الدرجة الثالثة آنذاك تعرض معظم الوقت أفلام فريد شوقى، الذى عُرف بملك الترسو. فى بعض الأحيان، ونتيجة لتواضع الميزانية، كنت أضطر إلى ارتياد سينما الترسو، وكانت لى معها تجارب ليست لطيفة بالمرة.. كان الرواد فى الغالب من الصنايعية والمُهمَّشين والبسطاء، وفى بعض الأحيان من الخارجين عن القانون، ولهذا، فكثيرًا ما كانت عربة الشرطة تقف فى انتظار خروج الرواد لتنتقى منهم المشبوهين. وإلى جوارنا كانت توجد سينما سيئة السمعة اعتاد أن يقف ببابها الخلفى بوكس الشرطة يسد الباب، بحيث يخرج الرواد فى الظلام، ودون أن يدروا يجدون أنفسهم قد دخلوا البوكس مباشرة، فيحملهم إلى قسم الشرطة، وهناك يتم فرزهم ليأخذوا من بينهم النشالين والمطلوبين جنائيًّا ويطلقوا سراح الباقين!. هذه السينما المشبوهة قمت بدخولها مرة، وفوجئت بأن عدد التذاكر المباعة أضعاف عدد مقاعد السينما، لذلك فقد كانت المشاهدة وقوفًا، والطريف أن دار العرض هذه كانت تقدم ثلاثة أفلام، بالإضافة إلى مباراة فى كرة القدم، ومَن أراد أن يشاهد البروجرام كاملًا كان عليه أن يحتمل الوقوف لمدة ثمانى ساعات، وعند الخروج قد يكون من نصيبه أن ينتقل من السينما إلى التخشيبة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من السينما إلى التخشيبة من السينما إلى التخشيبة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon