توقيت القاهرة المحلي 01:34:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من السينما إلى التخشيبة

  مصر اليوم -

من السينما إلى التخشيبة

بقلم - أسامة غريب

لا أذكر بالتحديد متى تعلقتُ بالسينما ووقعت فى هواها، لكن هذا كان منذ بواكير الصبا ومنذ تفتحت العين والنفس على مباهج الحياة. لم أكن كغيرى ممن يكتفون بمشاهدة الأفلام التى ينقلها التليفزيون وتجتمع حولها الأسرة فى المساء، لكنى أحببت الذهاب إلى دُور العرض، حيث الشاشة الكبيرة والصوت المجسم والصالة المظلمة. كنت أندهش ممن لا يدركون جمال المشاهدة فى دُور العرض، ويظنونها مماثلة للفرجة فى البيت، ورغم أن أحدًا لم يشرح لى الفرق، فإننى أدركته بالإحساس، فكنت أبتهج بالاستعداد للخروج وأرتدى أفضل ما عندى وأشترى المسليات ثم أمنح نفسى بالكامل للحدث الجميل.. ولقد كنت آخذ السينما بجدية فأفضّل الذهاب وحدى حتى لا يعطلنى رفيق عن المشاهدة بالثرثرة المعتادة. ومن حسن الحظ أن الأفكار المتعلقة بحرمة الفنون لم تكن موجودة فى ذلك الوقت، فكان الناس يرتادون السينما والمسرح كما يتعاطون الباليه وحفلات الموسيقى دون أن يطعن أحد فى دينهم أو سمعتهم!.

الغريب أن عدد دُور العرض وتوزيعها زمان كان أضعاف ما هو موجود منها الآن، وفى المنطقة التى كنت أسكنها كان يوجد أكثر من عشر دُور عرض مما يسمى سينما الحى، وهى تختلف عن دُور عرض وسط المدينة فى رخص أسعارها مقابل أنها تعرض الأفلام ثانى عرض بعد انقضاء عرضها بدُور العرض الكبيرة.

وكان تصنيف دُور العرض يتكون من ثلاث فئات، أولاها دُور الدرجة الأولى بوسط العاصمة، والتى كانت تُستخدم أيضًا كمسارح تُقام عليها حفلات أم كلثوم وعبدالحليم حافظ، وتليها دُور الدرجة الثانية أو سينما الضواحى، وثالثها هو سينما الدرجة الثالثة أو الترسو.

وكانت سينما الدرجة الثالثة آنذاك تعرض معظم الوقت أفلام فريد شوقى، الذى عُرف بملك الترسو. فى بعض الأحيان، ونتيجة لتواضع الميزانية، كنت أضطر إلى ارتياد سينما الترسو، وكانت لى معها تجارب ليست لطيفة بالمرة.. كان الرواد فى الغالب من الصنايعية والمُهمَّشين والبسطاء، وفى بعض الأحيان من الخارجين عن القانون، ولهذا، فكثيرًا ما كانت عربة الشرطة تقف فى انتظار خروج الرواد لتنتقى منهم المشبوهين. وإلى جوارنا كانت توجد سينما سيئة السمعة اعتاد أن يقف ببابها الخلفى بوكس الشرطة يسد الباب، بحيث يخرج الرواد فى الظلام، ودون أن يدروا يجدون أنفسهم قد دخلوا البوكس مباشرة، فيحملهم إلى قسم الشرطة، وهناك يتم فرزهم ليأخذوا من بينهم النشالين والمطلوبين جنائيًّا ويطلقوا سراح الباقين!. هذه السينما المشبوهة قمت بدخولها مرة، وفوجئت بأن عدد التذاكر المباعة أضعاف عدد مقاعد السينما، لذلك فقد كانت المشاهدة وقوفًا، والطريف أن دار العرض هذه كانت تقدم ثلاثة أفلام، بالإضافة إلى مباراة فى كرة القدم، ومَن أراد أن يشاهد البروجرام كاملًا كان عليه أن يحتمل الوقوف لمدة ثمانى ساعات، وعند الخروج قد يكون من نصيبه أن ينتقل من السينما إلى التخشيبة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من السينما إلى التخشيبة من السينما إلى التخشيبة



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon