توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الضعف لا يجلب السلام

  مصر اليوم -

الضعف لا يجلب السلام

بقلم - أسامة غريب

في خضم المعركة الدائرة بين المقاومة الفلسطينية والجيش الإسرائيلى مدعوما بقدرات حلف الناتو يتم تبادل رسائل متعددة بين واشنطن وطهران. بعضها رسائل شفهية من خلال وسطاء وبعضها رسائل بالنار من خلال هجمات صاروخية بأذرع إيرانية على قواعد أمريكية في سوريا والعراق تتلوها غارات أمريكية على مواقع تلك الأذرع. ويتردد الآن أن تفاهمات قد تمت بين الأمريكان والإيرانيين على خفض التصعيد في الجنوب اللبنانى مقابل انسحاب المارينز الأمريكان وعدم تدخلهم في الحرب البرية داخل غزة. ويلاحظ الآن وجود تراشق سياسى داخل لبنان مثلما يحدث لدى كل اعتداء إسرائيلى على أرض عربية، حيث يتبنى جانب من الشارع اللبنانى منطقا يقول إن تدخل حزب الله في الحرب من الممكن أن يدفع ثمنه اللبنانيون جميعا على الرغم من أنهم ليسوا متفقين بالضرورة مع حزب الله وأجندته، وهؤلاء يؤكدون على حقهم أن يعيشوا في سلام دون أن يكونوا طرفا في القضية الفلسطينية أو في الصراع الإيرانى الإسرائيلى.

هذا الكلام قد يبدو وجيها خاصة أن أصحابه لم يزعموا أنهم مقاومون أو أصحاب قضية، لكنهم يقولون ببساطة: نريد أن نعيش ولا شأن لنا بالسياسة ولا بما يحدث في دول الجوار. لكن مشكلة هذا الرأى الذي يتبناه قطاع من اللبنانيين أنهم يتحدثون كما لو كانت سويسرا هي التي تقبع إلى الجنوب من أراضيهم وأنه يكفيهم أن يسالموها حتى تسالمهم وتمنحهم حُسن الجوار. ينسى هؤلاء الناس الطيبون أن الأردن لم يكن على خلاف مع إسرائيل عام 67 ولكن الخلاف كان مع عبدالناصر، ومع ذلك فقد اجتاح جيش إسرائيل الضفة الغربية واحتل القدس ثم احتل الجولان، وما زال يفرض سيطرته عليها. ينسون كذلك أن إسرائيل كلها قائمة على أرض محتلة تم تهجير أصحابها وارتكاب المذابح ضدهم. ولماذا نذهب بعيدا؟، إن مزارع شبعا هي أرض لبنانية تحتلها إسرائيل دون مسوغ قانونى، فهل لو اختفى حزب الله من الوجود ستقوم إسرائيل بإعادة مزارع شبعا للحمائم اللبنانيين الذين يريدون السلام؟. ما أود قوله هو أن إسرائيل كيان في غاية الشراسة وأنها لن تنفطم طواعية وتمنع نفسها من التهام المزيد من اللحم العربى. ولقد علمتنا التجربة مع هذا الكيان أن الدول العربية لو سالمت إسرائيل على قاعدة إسرائيل القوية والعرب منزوعى السلاح فإن أراضيهم سيتم قضمها تباعا، وما فعلته إسرائيل في الضفة الغربية التي هي باعتراف العالم كله أرض فلسطينية من الاستيلاء على الأرض وبناء المستوطنات ليس خافيا على أحد. يجب وجود جيش لبنانى قوى قبل الحديث عن السلام مع الوحش الإسرائيلى، لكن عندما يكون جيشك بلا طيران أو دفاع جوى أو قوة صاروخية أو دبابات حديثة لا يجب أن تلوم بعض بنى وطنك عندما يعوضون تواطؤ القوى الدولية ضد جيشك وهى التي تغدق على إسرائيل بالأسلحة المتقدمة الفتاكة. بدون القوة لا يوجد سلام.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الضعف لا يجلب السلام الضعف لا يجلب السلام



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 09:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يفتح آفاقا جديدة في علاج سرطان البنكرياس

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 10:29 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

شريف مدكور يُعلن إصابته بفيروس يُصيب المناعة

GMT 12:37 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

طبيب الأهلي يعلن جاهزية الثلاثي المصاب للمباريات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon