توقيت القاهرة المحلي 07:22:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عن الشرف المطاط

  مصر اليوم -

عن الشرف المطاط

بقلم أسامة غريب

مصر تتحدث الآن عن سيدة قبطية فى إحدى قرى أبوقرقاص بالمنيا، جرى تجريدها من ملابسها وتجريسها من العوام، على خلفية علاقة بين نجل السيدة وامرأة مسلمة جارة لهم.

ليس هذا أول حريق يشتعل بسبب مسائل عاطفية يكون طرفاها مسلمة ومسيحيا أو العكس، ودائماً ما يكون الانتقام هو رد الفعل المباشر على اكتشاف العلاقة، وهذا الانتقام لا تشارك فيه الأسرة المعنية فقط، لكن غالباً تندفع إليه جحافل من المواطنين الذين لا يخصهم الموضوع لكن يشعرون بجرح من العلاقة الآثمة بسبب أن طرفها الثانى على غير دينهم!.

يدفعنا هذا إلى سؤال ضرورى هو: القوم الغاضبون لأن ابنتهم أقامت علاقة بمسيحى.. هل كانوا يشعرون بالرضا لو أن العلاقة الآثمة كانت مع مسلم؟.. هذا السؤال طرحته على الأصدقاء بالفيسبوك فجاءتنى حزمة من الإجابات، منها تعليق لفت انتباهى للكاتب الشاب محمد عبدالناصر قال فيه: ما معنى العلاقة غير الشرعية أصلاً؟.. هى العلاقة التى تهدد باختلاط الأنساب.. وما المشكلة فى اختلاط الأنساب؟..لا مشكلة فى اختلاط الأنساب الثرية، لكن المقصود هو عدم اختلاط الأنساب النبيلة المتفوقة الغنية مع الأنساب الفقيرة الوضيعة التى تعمل تحتها.. حتى لا يكون نداء الطبيعة بالتناسل مدخلاً من مداخل إلغاء التفاوت الطبقى، لا سمح الله!، وتضمن العلاقة الشرعية الحافظة للأنساب بهذا المعنى قدرة كل عائلة على السيطرة لأجيال متعددة على مركزها الطبقى واحتكارها لما تملكه من ثروة بالسيطرة على تناسل أفرادها مع المتكافئين معها مادياً وطبقياً فقط.. أو الذين لديهم قدرة مادية على دفع المينى مام تشارج لمهور هذه الطبقة أو العائلة، وحبذا لو كانوا من نفس الأسرة كأولاد عمومة مثلاً. وغير مطلوب بالطبع أن يصبح المسيحيون فى درجة مادية واحدة مع المسلمين.. هؤلاء سلالة أخرى يجب أن تُنهب ممتلكاتها وتُحرق محال الصاغة التى يمتلكونها، وأن تتم تنحيتهم عن المناصب المهمة والعمل بكل الوسائل الممكنة على إفقارهم وإذلالهم.. وعندما يقدم مغامر مسيحى على ما من شأنه خلط الأنساب، فهو يسبح ضد تيار النظام الاجتماعى كله ويجب قتله. المساكين من أبناء الطبقات المتوسطة العادية لا يفهمون هذه التفاصيل ويصدقون رجال الدين فى أن دوافع كل ما يحدث هى لله.. هى لله، لا للمنصب ولا للجاه!.

كاتب التعليق السابق يرى أن الموضوع هو المال والنفوذ، أما الدين فهو التكأة التى يستطيعون القتل باسمها لمنع اختلاط نَسَب الأغنياء بالفقراء، وهو قول يفتح الباب لرؤية جديدة وإن كان يعترضه وجود عائلات مسيحية ثرية فى الريف لن ترحب بمصاهرة أثرياء المسلمين!، هذا فضلاً عن أن جُل سكان الريف المصرى قبلى وبحرى هم من الفقراء بمسلميهم ومسيحييهم لكنهم يمارسون الاستعلاء على بعضهم البعض بمن يحوز زلعة مش أكبر!.. لكن المثال السابق ربما يستدعى مسائل النخاسة فى الزواج وبيع القاصرات من قِبل عائلات لا يطرف لها جفن وهى تمارس القوادة والدعارة بما يرضى الله مع عواجيز خليجيين!، كما يستدعى أيضاً القصة الكاريكاتورية عن قومٍ همّوا بافتراس رجل ثرى تعدى على ابنتهم، فما كان منه إلا أن وعدهم بأن ثروته ستكون لهم لو ثبت أن الفتاة قد حملت منه، وعند الطبيب علموا بأن البنت ليست حاملاً، فعادوا إلى الرجل طالبين أن يجرب مرة أخرى!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن الشرف المطاط عن الشرف المطاط



GMT 04:59 2024 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

العروبة والوحدة

GMT 04:59 2024 الإثنين ,01 تموز / يوليو

ليت قومى يعقلون

GMT 06:42 2024 السبت ,22 حزيران / يونيو

وارد بلاد برة

GMT 23:52 2024 الثلاثاء ,18 حزيران / يونيو

مأمون الشناوي

GMT 03:14 2024 الجمعة ,14 حزيران / يونيو

الاتفاق العادل غير مطلوب

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:31 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلى علوي تشارك بـ 4 أفلام في صالات السينما خلال عام واحد
  مصر اليوم - ليلى علوي تشارك بـ 4 أفلام في صالات السينما خلال عام واحد

GMT 12:17 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

غوارديولا يؤكّد أن محمد صلاح ينتظره مستقبل كبير

GMT 02:00 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

حكايات السبت

GMT 11:37 2021 السبت ,05 حزيران / يونيو

"أحن إليك"

GMT 12:43 2021 السبت ,24 إبريل / نيسان

تيليجرام يساعد الهاكرز على اختراق هاتفك

GMT 10:52 2021 الأحد ,21 شباط / فبراير

الخطيب يطمئن على بعثة الأهلي في تنزانيا

GMT 11:56 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

حسام حسن يقترب من الأهلي أو الزمالك

GMT 18:58 2021 الأحد ,24 كانون الثاني / يناير

نادي بوردو يفوز على أنجيه 2-1 في الدوري الفرنسي

GMT 16:13 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

تحليل رابيد تيسيت للاعبي سيراميكا قبل مواجهة الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon