توقيت القاهرة المحلي 23:46:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أرقام مميزة

  مصر اليوم -

أرقام مميزة

أسامة غريب

كنت أشترى خط تليفون محمول عندما فاجأنى البائع بالسؤال: أى رقم من هذه تفضل؟ قلت له: الأرقام كلها بالنسبة لى سواء، وأى واحد منها سيفى بالغرض. مال الرجل على أذنى هامساً: عندى تشكيلة مميزة جداً لا أقدمها إلا للحبايب، ولن تجد مثيلها إلا لدى رجال الأعمال والشخصيات المهمة.. أما فرق السعر فليس كبيراً!. سألته فى دهشة: هل هناك من لايزال يهتم بمثل هذه الأشياء؟ قال: الفشخرة باقية ما بقيت الدنيا، والناس تظن أن الأرقام المميزة تعنى أن صاحبها من الكبار. قلت له: هل صار الناس يعقدون آمالهم فى التفوق والتميز على أرقام التليفونات بصرف النظر عن قيمة صاحب الرقم؟ قال: كان زمان يا أستاذ. ثم أضاف: ومع ذلك فإن هذه الأرقام يسهل تذكرها وحفظها على العكس من الأرقام العادية، بمعنى أن لها فائدة على عكس ما تتصور. قلت: ولماذا تعتقد أننى أريد أن أحشو رأسى بأرقام الناس أو أريد لرقمى أن يتذكره أحد؟.. حسبهم أن يسجلوا الرقم ويستدعوه عند الحاجة دون ضرورة لأن يتذكروه، وأنا شخصياً لا أتذكر أرقام أقرب الناس إلىّ!
خرجت من المحل وأنا لا أفهم كيف يمكن أن يدفع إنسان عاقل ثمناً زائداً مقابل الحصول على رقم به عدة خمسات أو سبعات مثلاً، وأى امتياز يشعر به فى هذه الحالة، خاصة لو عرفنا أنه بمجرد تسجيل الرقم للمرة الأولى فإن ما يظهر لك بعد ذلك هو اسم صاحب الرقم، أما الرقم نفسه المدفوع فيه المبلغ الكبير فيطويه النسيان؟!
الأمر نفسه لاحظته فى إعلانات بيع وشراء السيارات.. وجدت أرقاماً بعينها يتقاتل البعض من أجل حيازتها، ورأيت لذهولى أموالاً طائلة تدفع بكل سعادة للفوز بالرقم المأمول، وعرفت أن نفراً منهم قد يستدين من أجل رقم للسيارة يمنحه وجاهة وسط أهله وناسه، ولا أعرف فى الحقيقة نوعية هؤلاء الأهل وسمات أولئك الناس الذين يشعرون بالفخر لأن المحروس ولدهم قد حقق حلمه الكبير وصار من ذوى الأرقام المميزة؟!
لقد عشت فى بلدان كثيرة ولم ألحظ هذه الظاهرة المرضية إلا فى بلادنا، فهل التفاهة صفة عربية استحوذنا عليها من دون العالمين وأقسمنا أن نستأثر بها ولا نسمح لأحد بأن ينازعنا فيها؟ هل السبب يا ترى هو أن موسم الحصاد قد أتى للبعض منا قبل موسم الزراعة، وأن المحصول قد ظهر بدون حرث وغرس ورى؟ كيف يحدث هذا فى بلاد مستباحة من كل من هب ودب؟.. بلاد ينام بعض الناس فيها على الطوى ولا يخرجون شاهرين سيوفهم فى وجه السفيه الذى خرج من التاريخ والجغرافيا وأصبح عالة على الحياة يستهلك نفايات العالم، ومع هذا يجلس على الكنبة فى سعادة يلعب فى تليفونه ذى الرقم الثمين؟!
نقلاً عن جريدة " المصري اليوم"

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أرقام مميزة أرقام مميزة



GMT 12:21 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

التشكيل المنتظر امتحان حسان الأول

GMT 09:37 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

تفّوق إسرائيل التقني منذ 1967

GMT 09:34 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

قد يرن «البيجر» ولا يُجيب

GMT 09:29 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

لبنان... الرأي قبل شجاعة الشجعان

GMT 09:28 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

معضلة الحل في السودان!

GMT 09:25 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

الكشف عن مقبرة مطربي الإله آمون

GMT 09:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

مذاق الأيام المتبقية من عُمر السباق

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon