توقيت القاهرة المحلي 06:21:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أرقام مميزة

  مصر اليوم -

أرقام مميزة

أسامة غريب

كنت أشترى خط تليفون محمول عندما فاجأنى البائع بالسؤال: أى رقم من هذه تفضل؟ قلت له: الأرقام كلها بالنسبة لى سواء، وأى واحد منها سيفى بالغرض. مال الرجل على أذنى هامساً: عندى تشكيلة مميزة جداً لا أقدمها إلا للحبايب، ولن تجد مثيلها إلا لدى رجال الأعمال والشخصيات المهمة.. أما فرق السعر فليس كبيراً!. سألته فى دهشة: هل هناك من لايزال يهتم بمثل هذه الأشياء؟ قال: الفشخرة باقية ما بقيت الدنيا، والناس تظن أن الأرقام المميزة تعنى أن صاحبها من الكبار. قلت له: هل صار الناس يعقدون آمالهم فى التفوق والتميز على أرقام التليفونات بصرف النظر عن قيمة صاحب الرقم؟ قال: كان زمان يا أستاذ. ثم أضاف: ومع ذلك فإن هذه الأرقام يسهل تذكرها وحفظها على العكس من الأرقام العادية، بمعنى أن لها فائدة على عكس ما تتصور. قلت: ولماذا تعتقد أننى أريد أن أحشو رأسى بأرقام الناس أو أريد لرقمى أن يتذكره أحد؟.. حسبهم أن يسجلوا الرقم ويستدعوه عند الحاجة دون ضرورة لأن يتذكروه، وأنا شخصياً لا أتذكر أرقام أقرب الناس إلىّ!
خرجت من المحل وأنا لا أفهم كيف يمكن أن يدفع إنسان عاقل ثمناً زائداً مقابل الحصول على رقم به عدة خمسات أو سبعات مثلاً، وأى امتياز يشعر به فى هذه الحالة، خاصة لو عرفنا أنه بمجرد تسجيل الرقم للمرة الأولى فإن ما يظهر لك بعد ذلك هو اسم صاحب الرقم، أما الرقم نفسه المدفوع فيه المبلغ الكبير فيطويه النسيان؟!
الأمر نفسه لاحظته فى إعلانات بيع وشراء السيارات.. وجدت أرقاماً بعينها يتقاتل البعض من أجل حيازتها، ورأيت لذهولى أموالاً طائلة تدفع بكل سعادة للفوز بالرقم المأمول، وعرفت أن نفراً منهم قد يستدين من أجل رقم للسيارة يمنحه وجاهة وسط أهله وناسه، ولا أعرف فى الحقيقة نوعية هؤلاء الأهل وسمات أولئك الناس الذين يشعرون بالفخر لأن المحروس ولدهم قد حقق حلمه الكبير وصار من ذوى الأرقام المميزة؟!
لقد عشت فى بلدان كثيرة ولم ألحظ هذه الظاهرة المرضية إلا فى بلادنا، فهل التفاهة صفة عربية استحوذنا عليها من دون العالمين وأقسمنا أن نستأثر بها ولا نسمح لأحد بأن ينازعنا فيها؟ هل السبب يا ترى هو أن موسم الحصاد قد أتى للبعض منا قبل موسم الزراعة، وأن المحصول قد ظهر بدون حرث وغرس ورى؟ كيف يحدث هذا فى بلاد مستباحة من كل من هب ودب؟.. بلاد ينام بعض الناس فيها على الطوى ولا يخرجون شاهرين سيوفهم فى وجه السفيه الذى خرج من التاريخ والجغرافيا وأصبح عالة على الحياة يستهلك نفايات العالم، ومع هذا يجلس على الكنبة فى سعادة يلعب فى تليفونه ذى الرقم الثمين؟!
نقلاً عن جريدة " المصري اليوم"

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أرقام مميزة أرقام مميزة



GMT 06:21 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

هل توجد وطنيةٌ أمريكية؟

GMT 06:19 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الانتخابات الأمريكية

GMT 06:18 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

تحف الأضرحة

GMT 14:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

لا فرصة للعرموطي برئاسة مجلس النواب

GMT 14:02 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف نتحقق من الادعاءات؟

GMT 14:00 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بلفور وما بعده.. سيناء ومستقبلها!

GMT 13:58 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

عنوان الدورى الاستثنائى!

GMT 13:54 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

نزيف البالطو الأبيض

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 05:30 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات
  مصر اليوم - لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon