توقيت القاهرة المحلي 23:41:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أسماء المصريين

  مصر اليوم -

أسماء المصريين

أسامة غريب

أسماء البشر تتغير تبعاً للموضة، وتؤثر فى هذه الموضة عوامل سياسية واجتماعية. ومن هذه العوامل انتقالهم من طبقة لأخرى، وقد رأينا فى فيلم «لعبة الست» مثالاً كوميدياً واضحاً عندما انتقلت تحية كاريوكا من الفقر إلى الثراء، فغيرت اسمها من لعبة إلى فاتينيتسا!
ويلعب الملل دوراً أساسياً فى إحداث التغيير الذى يطال الأسماء بعدما تشيع وتصبح مبتذلة.
أسماء البشر فى الغالب مستقاة من البيئة وقد تستخدم للتعبير عن الهوية، وقد أخذ المصريون كثيراً من أسماء الغزاة الذين تتابعوا على حكم البلاد، وانتهى بهم المطاف فى القرن العشرين إلى استعارة الأسماء التركية واستعمالها بكثافة سواء حنيناً إلى الحكم العثمانى الذى سقطت دولته، أو احتفاء بأبطال جمعية الاتحاد والترقى بزعامة مصطفى كمال أتاتورك التى قضت على الخلافة وأنشأت تركيا الحديثة. كانت أسماء المصريين فى مجملها هى الأسماء الواردة من اسطنبول والتى لا يعرفها العرب القدماء، رغم أنها عربية الجرس والمعنى.. مثال ذلك أسماء رسمى ونظمى وفهمى ولمعى وحلمى ومجدى ورفقى ووفقى، أو أسماء مثل حكمت وحشمت وقسمت وعصمت وشوكت وشهرت وبهجت، أو سامى وناجى وراجى وشكيب ونجيب وحبيب ومجيب.
وعندما أتذكر أسماء أصدقاء الطفولة وزملاء المدرسة أكتشف أن المصريين بمسلميهم ومسيحييهم فى زمن الوحدة الوطنية والمد القومى قد قرروا بدون اتفاق أن يقتربوا من بعضهم البعض، وقد وجدوا فى الأسماء التركية حلاً عبقرياً، وكان زملائى فى الفصل هم أنور ومدحت وعادل وماجد ونبيل وسامى ونادية وماجدة وميرفت وليلى وسهير.. والأسماء السابقة هى أسماء أصدقائى المسيحيين الذين شاركوا فيها إخوتهم المسلمين، وبطبيعة الحال لم يتوقف المصريون عن تسمية أبنائهم بأسماء الرسل والصحابة والقديسين، لكن كانت للأسماء التركية الغلبة فى الشارع المصرى، خصوصاً بين المسيحيين الذين أرادوا، ربما دون وعى، أن يثبتوا لشركاء الوطن أنهم معهم قلباً وقالباً.
لكن مع مطلع السبعينيات وانكسار الحركات القومية، مع ما صاحب هذا من صعود الإسلام السياسى وبزوغ شيوع مظاهر التدين، أقبل الناس على الأسماء العربية القديمة، وبالذات ما كان منها خاصاً بالصحابة والمسلمين الأوائل مثل لؤى وصهيب وحذيفة وعمار وميسرة وزيد وسلمان وبلال. والحقيقة أن رد الأقباط لم يتأخر، فرأيناهم يلوذون بأسماء القديسين والأسماء الأجنبية، فأصبح المسيحى المصرى هو مارك ومايكل ومينا وبيشوى ورومانى وأنطون وجورج أو كارولين وماريان وليليان وفيفيان وناتالى.. وكان هذا أحد الدلائل المهمة على ما صارت إليه الوحدة الوطنية التى فقدت حقيقتها، وأصبحت تظهر على التليفزيون فقط فى صورة قسيس وشيخ يتبادلان أحضاناً ميكانيكية سخيفة!
"المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسماء المصريين أسماء المصريين



GMT 12:21 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

التشكيل المنتظر امتحان حسان الأول

GMT 09:37 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

تفّوق إسرائيل التقني منذ 1967

GMT 09:34 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

قد يرن «البيجر» ولا يُجيب

GMT 09:29 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

لبنان... الرأي قبل شجاعة الشجعان

GMT 09:28 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

معضلة الحل في السودان!

GMT 09:25 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

الكشف عن مقبرة مطربي الإله آمون

GMT 09:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

مذاق الأيام المتبقية من عُمر السباق

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon