توقيت القاهرة المحلي 10:37:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التحالف العسكرى الإسلامى

  مصر اليوم -

التحالف العسكرى الإسلامى

أسامة غريب

استيقظ المواطنون فى العالم العربى والإسلامى، صباح السبت الماضى، على خبر عظيم لم يخطر ببال أحد.. الخبر هو إعلان المملكة العربية السعودية عن إقامة التحالف العسكرى الإسلامى بقيادة المملكة ومقره الرياض.

تنفست الجماهير الصعداء.. أخيراً أصبح للمسلمين درعٌ وسيف، من ذا الذى يجرؤ بعد الآن على التعدى على أراضى العرب والمسلمين؟ إن تحالف 34 دولة تضم من السكان ما يربو على المليار لأمر جلل يصيب أعتى الممالك بالرعب، إذ يمكن لهكذا تحالف أن يشكل جيشاً عرمرماً قوامه عشرون مليون جندى على الأقل.

ظلت الماكينة الإعلامية طوال اليوم تترى تبشر المواطنين بالأخبار الحلوة حتى انتفخت أوداج المسلمين، ولم يعد بإمكان أحد أن يعيد الأوداج المنتفخة لحالتها الأولى!

لم يقلل من سعادة الناس الأنباء السخيفة التى تحدثت عن تعليمات أمريكية بتشكيل جيش سُنِّى يحارب تحت راية الأمريكان فى سوريا والعراق، وهى الأخبار التى وردت منسوبة للسيد جون كيرى، وزير الخارجية الأمريكى.. لابد أن الأعداء هم الذين أطلقوا هذه الشائعات حتى يشككونا فى تحالفنا العسكرى الذى يمتد أثره من جزيرة سومطرة فى الشرق حتى طنجة فى الغرب. مسكينة إسرائيل..لابد أن أسنان مواطنيها تصطك فرقاً ورعباً من التسونامى القادم.

لكن رويدك.. ما هذا؟ إن إندونيسيا، كبرى البلاد الإسلامية، تنفى انضمامها للتحالف، وتعلن أن أحداً لم يستشرها أو يطلب منها الانضمام، ولا عرض عليها أحد ميثاق التحالف وشروطه أو أهدافه!.. نفس الأمر فعلته ماليزيا، النمر الآسيوى البازغ، إذ خرجت صحفها تسخر من المزاح السخيف الذى يمارسه بعض العرب من ذوى البال الرايق!.. أما باكستان فقد نفت نفياً قاطعاً نيتها الانضمام إلى هذا التحالف. لبنان أيضاً على لسان وزير خارجيتها استنكرت الزج باسم بيروت فى تحالف لا يدرون عنه شيئاً. لا بأس، من الأكيد أن بعض الدول مازالت لا تستوعب الفكرة وتخاف من تحدى الاستعمار، خصوصاً البعيدة عن مناطق الالتهاب بالشرق الأوسط. يكفينا أن دولة فلسطين على لسان القائد محمود عباس أعلنت انضمامها للتحالف وهى خطوة جسورة من رجل شجاع، وحتى لو قيل إن فلسطين هى دولة محتلة لا يستطيع زعيمها أن يدخل الحمام قبل أن يستأذن الضابط الإسرائيلى المسؤول عنه، فلا يجب أن ننسى أن الكلمة الطيبة صدقة، وهذا ما فعله أبومازن!.

لكن كيف هذا؟.. إن أردوغان أيضاً لا يبدو عليه الترحيب بعضويته فى التحالف وهو لا ينوى المشاركة بأى قوات. يا إلهى.. إن معظم الدول الإسلامية أعلنت أنها سمعت بانضمامها للتحالف فى نشرة الأخبار دون أن يفاتحها أحد فى الأمر، وحتى الدول التى بدت سعيدة ومرحبة بالموضوع أعلنت دون مواربة أنها لا تنوى أن ترسل أى قوات خارج حدودها ولا تعتزم المشاركة فى القتال على أى جبهة!.. ما هذا يا قوم؟ هل هذا التحالف عبارة عن طلقة فشنك أُطلقت على سبيل الدعابة والهذر؟ اتحاد مكون من 34 دولة ليس من بينها دولة واحدة يتوفر فيها العلم بالموضوع وطبيعته وتبعاته وفوائده، وحتى السادة المرحبون لا يُظهرون الموافقة إلا طمعاً فى المغانم دون النية فى المشاركة بالقتال!..إذن لنؤجل تحرير الأرض المحتلة حتى تتضح الصورة. لكن انتظر.. هناك نقطة غير واضحة فى الموضوع: أين ليبيا وسوريا والعراق وإيران من الموضوع؟ أوليست دولاً إسلامية؟ لا.. لا تقل.. هل هذه الدول الإسلامية هى التى سيحاربها التحالف الإسلامى الذى تم إعلانه دون موافقة أطرافه؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التحالف العسكرى الإسلامى التحالف العسكرى الإسلامى



GMT 09:03 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:02 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مسرح القيامة

GMT 09:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان... و«اليوم التالي»

GMT 09:00 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا توثيق «الصحوة» ضرورة وليس ترَفاً!؟

GMT 08:59 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 08:57 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 08:55 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

«فيروز».. عيونُنا إليكِ ترحلُ كلَّ يوم

GMT 08:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى شهداء الروضة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon