توقيت القاهرة المحلي 10:37:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الشهرة المخلوطة بالعار

  مصر اليوم -

الشهرة المخلوطة بالعار

أسامة غريب

الرغبة فى الشهرة والأضواء كثيراً ما تسحق كرامة الناس وتنال من مقدارهم، فهناك من يحلمون بأن يصيروا معروفين وأن يحيط بهم الناس أنّى تحركوا ويشيروا إليهم فى غدوهم ورواحهم.. هذا يرضى نوازع لديهم ويخفف من احتقانهم الداخلى، كما أنه يبث فى نفوسهم الطمأنينة إلى حين!.

لكن مشكلة هؤلاء أن حب الشهرة يشبه إدمان المخدر.. فى البداية تقوم الجرعة البسيطة بدورها بفاعلية فتجلب الهدوء والسكينة، أما بعد فترة فإن نفس الجرعة لا تعود تؤدى المطلوب فيحتاج المدمن لمضاعفة الكمية وهكذا.. نفس الأمر يحدث لمن يعتادون الأضواء ويجمعون المعجبين والمعجبات..لا يشبع نهمهم أبداً ويشعرون بالضياع إذا بهتت الشهرة وانحسر الضوء وأخذ المعجبون فى التلاشى. وربما كان هذا هو السبب فى أن بعضهم لا يجد غضاضة فى إطلاق الشائعات على أنفسهم بغرض لفت الانتباه، ومنهم من يصل فى هذا الأمر لمستويات لا يصدقها عقل. ولعل هناك من يذكر الممثلة التى استعانت بأحد الصحفيين لإشاعة أن الفنان عمر الشريف قد خطبها وأن العُرس والزفاف فى خلال أيام.. فعلت هذا على الرغم من أنها كانت فى ذلك الوقت متزوجة وعلى ذمة رجل طويل عريض!.

وهناك كذلك المطرب الراحل الذى كان صبياً صغيراً عندما قدمه عبدالحليم حافظ فى إحدى حفلاته ثم تبناه فنياً ومنحه اسمه للشهرة الفنية وأخذ يدعمه ويدفع به.. هذا المطرب أراد بعد أن صار شاباً أن يستفيد من شعبية العندليب الأسمر فى جلب مزيد من الشهرة لنفسه، فسمح للصحافة أن تتحدث عن الشبه الكبير الذى يربطه بحليم فى الشكل والملامح وأن تربط بين هذا وبين احتمال كونه ابناً للمطرب الكبير، ولم يعترض عندما بدأ التلميح يتحول لتأكيدات صحفية صريحة بأنه ابن غير شرعى للمطرب الكبير من علاقة عابرة قديمة.. بالعكس صمت عن الإشاعة وتركها تنمو وتترعرع حتى أصبحت فى مقام الحقيقة فى أذهان الناس. لم يسؤه أن هذا الكلام يطعن شرف أمه ويصمها بالفجور والانحلال، لكن كل ما شغله هو أن هذه الشائعة تكفل له أن يتصدر صفحات الجرائد وأن يظل حديث الناس بصرف النظر عن فحوى هذا الحديث!.. ومن الغريب أن هذا المطرب الشاب قد مات بجرعة مخدرات زائدة وعُثر على جثته ملقاة بالشارع، فكأنما قد آثر أن ترتبط وفاته بالفضائح كما ارتبطت حياته!.

يوجد كذلك صنف آخر يشتغل بالحياة السياسية والصحفية لكن بلا إنجاز أو قبول.. وهؤلاء قد توافقوا على فكرة إبليسية أدركوا أنها تكفل لهم الشهرة والانتشار، وهذه الفكرة تقضى بأن يقيموا علاقات مع رموز صهيونية وأن يجتمعوا بهم دون داع، وبعضهم قد يتطوع بالسفر إلى إسرائيل ومقابلة مسؤولين فى الكيان الصهيونى أياديهم ملوثة بدماء العرب والتقاط الصور وهم يتسلمون جوائز السلام من القتلة والسفاحين! هذه الفكرة تكررت مرات عديدة وكفلت لأصحابها شهرة مدوية وبقاء على صفحات الجرائد لأيام طويلة.. صحيح أن هذه الشهرة قد حلت عليهم مخلوطة بالعار ومصحوبة باللعنات، لكن هذا لا يهم.. المهم هو الاشتهار والتمدد على الخريطة الإعلامية، والزمن كفيل بأن يجعل الناس تنسى أسباب الشهرة وتتعامل مع صاحبها باحترام.. وحتى لو لم يأت الاحترام فالشهرة هى القيمة الكبرى التى تهون إلى جوارها كل قيمة أخرى!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشهرة المخلوطة بالعار الشهرة المخلوطة بالعار



GMT 09:03 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:02 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مسرح القيامة

GMT 09:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان... و«اليوم التالي»

GMT 09:00 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا توثيق «الصحوة» ضرورة وليس ترَفاً!؟

GMT 08:59 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 08:57 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 08:55 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

«فيروز».. عيونُنا إليكِ ترحلُ كلَّ يوم

GMT 08:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى شهداء الروضة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon