توقيت القاهرة المحلي 08:39:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الشهرة المخلوطة بالعار

  مصر اليوم -

الشهرة المخلوطة بالعار

أسامة غريب

الرغبة فى الشهرة والأضواء كثيراً ما تسحق كرامة الناس وتنال من مقدارهم، فهناك من يحلمون بأن يصيروا معروفين وأن يحيط بهم الناس أنّى تحركوا ويشيروا إليهم فى غدوهم ورواحهم.. هذا يرضى نوازع لديهم ويخفف من احتقانهم الداخلى، كما أنه يبث فى نفوسهم الطمأنينة إلى حين!.

لكن مشكلة هؤلاء أن حب الشهرة يشبه إدمان المخدر.. فى البداية تقوم الجرعة البسيطة بدورها بفاعلية فتجلب الهدوء والسكينة، أما بعد فترة فإن نفس الجرعة لا تعود تؤدى المطلوب فيحتاج المدمن لمضاعفة الكمية وهكذا.. نفس الأمر يحدث لمن يعتادون الأضواء ويجمعون المعجبين والمعجبات..لا يشبع نهمهم أبداً ويشعرون بالضياع إذا بهتت الشهرة وانحسر الضوء وأخذ المعجبون فى التلاشى. وربما كان هذا هو السبب فى أن بعضهم لا يجد غضاضة فى إطلاق الشائعات على أنفسهم بغرض لفت الانتباه، ومنهم من يصل فى هذا الأمر لمستويات لا يصدقها عقل. ولعل هناك من يذكر الممثلة التى استعانت بأحد الصحفيين لإشاعة أن الفنان عمر الشريف قد خطبها وأن العُرس والزفاف فى خلال أيام.. فعلت هذا على الرغم من أنها كانت فى ذلك الوقت متزوجة وعلى ذمة رجل طويل عريض!.

وهناك كذلك المطرب الراحل الذى كان صبياً صغيراً عندما قدمه عبدالحليم حافظ فى إحدى حفلاته ثم تبناه فنياً ومنحه اسمه للشهرة الفنية وأخذ يدعمه ويدفع به.. هذا المطرب أراد بعد أن صار شاباً أن يستفيد من شعبية العندليب الأسمر فى جلب مزيد من الشهرة لنفسه، فسمح للصحافة أن تتحدث عن الشبه الكبير الذى يربطه بحليم فى الشكل والملامح وأن تربط بين هذا وبين احتمال كونه ابناً للمطرب الكبير، ولم يعترض عندما بدأ التلميح يتحول لتأكيدات صحفية صريحة بأنه ابن غير شرعى للمطرب الكبير من علاقة عابرة قديمة.. بالعكس صمت عن الإشاعة وتركها تنمو وتترعرع حتى أصبحت فى مقام الحقيقة فى أذهان الناس. لم يسؤه أن هذا الكلام يطعن شرف أمه ويصمها بالفجور والانحلال، لكن كل ما شغله هو أن هذه الشائعة تكفل له أن يتصدر صفحات الجرائد وأن يظل حديث الناس بصرف النظر عن فحوى هذا الحديث!.. ومن الغريب أن هذا المطرب الشاب قد مات بجرعة مخدرات زائدة وعُثر على جثته ملقاة بالشارع، فكأنما قد آثر أن ترتبط وفاته بالفضائح كما ارتبطت حياته!.

يوجد كذلك صنف آخر يشتغل بالحياة السياسية والصحفية لكن بلا إنجاز أو قبول.. وهؤلاء قد توافقوا على فكرة إبليسية أدركوا أنها تكفل لهم الشهرة والانتشار، وهذه الفكرة تقضى بأن يقيموا علاقات مع رموز صهيونية وأن يجتمعوا بهم دون داع، وبعضهم قد يتطوع بالسفر إلى إسرائيل ومقابلة مسؤولين فى الكيان الصهيونى أياديهم ملوثة بدماء العرب والتقاط الصور وهم يتسلمون جوائز السلام من القتلة والسفاحين! هذه الفكرة تكررت مرات عديدة وكفلت لأصحابها شهرة مدوية وبقاء على صفحات الجرائد لأيام طويلة.. صحيح أن هذه الشهرة قد حلت عليهم مخلوطة بالعار ومصحوبة باللعنات، لكن هذا لا يهم.. المهم هو الاشتهار والتمدد على الخريطة الإعلامية، والزمن كفيل بأن يجعل الناس تنسى أسباب الشهرة وتتعامل مع صاحبها باحترام.. وحتى لو لم يأت الاحترام فالشهرة هى القيمة الكبرى التى تهون إلى جوارها كل قيمة أخرى!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشهرة المخلوطة بالعار الشهرة المخلوطة بالعار



GMT 07:07 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

«الحياة الأبدية» لمقاتلي روسيا

GMT 07:02 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... السنجاب المحارب!

GMT 07:00 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأولوية الإسرائيلية في الحرب على لبنان

GMT 06:58 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

تثمين العقلانية السعودية

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

من ينتخب الرئيس... الشعب أم «المجمع الانتخابي»؟

GMT 06:54 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

«أرامكو» وتحوّل الطاقة

GMT 06:52 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

بريطانيا: المحافظون يسجلون هدفاً رابعاً ضد «العمال»

GMT 06:50 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

اليوم التالي في واشنطن استمرارية أم انعطافة؟

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 05:30 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات
  مصر اليوم - لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon