توقيت القاهرة المحلي 02:36:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المجد للكتيانين

  مصر اليوم -

المجد للكتيانين

بقلم أسامة غريب

في مسألة التواصل بين البرنامج والمشاهدين أو المستمعين، وكذلك في مسألة التفاعل بين الصحيفة والقراء أشعر دائماً بوجود شىء غلط، شىء لا أفهمه ولا أدرى كنهه ولكنى أستشعره.. هذه المكالمة التليفونية التي تجشّم المستمع عناء إجرائها في الساعة السادسة صباحاً ليقول للمذيعة إنه يحبها ويحب برنامجها، ثم يطرح عليها سؤالاً عبيطاً ويتركها تصول وتجول في استعراض إجابتها ونصيحتها للمستمع.. هل يوجد شخص طبيعى يصحو من النجمة ليفعل هذا؟ نفس الأمر بالنسبة للسيدة التي تطلب برنامجاً آخر لتقول للدكتورة إنها تمارس العادة السرية ولا تدرى ماذا تفعل لتتخلص منها، ثم تترك الدكتورة تنتعل ثوب الحكيم وشبشبه وهى تعدد للمستمعة مخاطر ما تفعله وتأثيره على مستقبلها. وهذا نفسه يساوى أن نفتح الراديو أو التليفزيون أو الصحيفة في شهر رمضان لنجد السائل يستفسر عن حكم أن يشرب الصائم «عرقسوس» أو «سوبيا» أثناء النهار، ثم يفسح المجال لمولانا الشيخ ليحدثنا عن أقوال الفقهاء في هذه القضية المعضلة. ثم نأتى إلى الموضة التي ارتبطت بوسائط التواصل الاجتماعى، وهى إفراد مساحة للقراء لأجل التعليق على المقالات والتواصل مع الكُتاب أسفل المقال على الموقع الإلكترونى للصحيفة.. ما لا أرتاح له في صور التواصل السابقة هو إحساسى بأن المستمع أو المشاهد المثقف أو المستنير في الغالب لا يتحمس لرفع سماعة التليفون والمشاركة في برنامج هو نفسه لا يرى له أهمية، وحتى لو كان يحسن الظن بالبرنامج فإنه سيكتفى بالمشاهدة أو الاستماع دون المشاركة، وهذا غير مستغرَب، فالشخص المحترم يميل بطبعه للاستماع والمطالعة أكثر من الكلام.. المشاهد أو المستمع الغلبان وحده هو الذي يتحمس للمشاركة، أما بالنسبة للمشاهير والأسماء المعروفة- بصرف النظر عن قيمتهم- فإن البرنامج هو الذي يتصل بهم ويطلب مداخلتهم. كذلك بالنسبة للمقالات على المواقع الإلكترونية لا يتحمس للتعليق عليها في الغالب إلا القارئ الغلبان، الذي راح ضحية مشاهدته البرامج التليفزيونية والاستماع للبرامج الإذاعية، وفى ظنى أن نفس الشخص الذي يطلب القناة التليفزيونية والمحطة الإذاعية هو الذي يدخل الموقع الإلكترونى ليدلى برأيه في المقال.

طبعاً ما سبق ليس قاعدة، لأنه في بعض الأحيان تحمل المداخلات والتعليقات آراء قيمة وتعليقات رصينة، لكن القاعدة هي أن تواضع المضمون هو الأساس في فيلم التواصل والتفاعل. ولقد وصلتُ إلى تصور أن البرنامج والصحيفة لا يحتاجان إلى المتفاعل الذكى أو المثقف والرصين قدر احتياجهما إلى جمهور كبير تغلب عليه الغوغائية، لأن هذا الجمهور هو الذي ينفق على البرنامج ويُبقى الصحيفة على قيد الحياة، فالإعلانات لا يتلقاها البرنامج الموسيقى الذي يذيع السيمفونيات، ولا تأتى كذلك للبرنامج الثانى الموجه لمستمع رفيع الشأن، لكنها تأتى لإذاعات الهَشك والدلال، كما أن نفس الإعلانات لا تذهب أيضاً لمطبوعات الفكر والثقافة، وإنما للصحف العادية المصنوعة للقارئ العادى. الخلاصة في رأيى أن من حق الكتيانين أن تكون لهم منابر تستوعب ما يلوكونه دون أن يزعجهم صاحب رأى أو ذو معرفة، وأننى يجب ألا أغضب أو أنتظر تواصلاً قيماً من قناة تليفزيونية يديرها أبوجهل وأبولهب، أو صحيفة تستكتب عشرة مفلسين مقابل كل كاتب حقيقى!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المجد للكتيانين المجد للكتيانين



GMT 04:59 2024 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

العروبة والوحدة

GMT 04:59 2024 الإثنين ,01 تموز / يوليو

ليت قومى يعقلون

GMT 06:42 2024 السبت ,22 حزيران / يونيو

وارد بلاد برة

GMT 23:52 2024 الثلاثاء ,18 حزيران / يونيو

مأمون الشناوي

GMT 03:14 2024 الجمعة ,14 حزيران / يونيو

الاتفاق العادل غير مطلوب

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 23:48 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
  مصر اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 03:10 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

داليدا خليل تستعد للمشاركة في الدراما المصرية

GMT 21:21 2015 الأربعاء ,15 إبريل / نيسان

أهالي قرية السلاموني يعانون من الغرامات

GMT 02:17 2016 الثلاثاء ,21 حزيران / يونيو

فوائد عصير الكرانبري لعلاج السلس البولي

GMT 01:18 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

سامسونج تكشف عن نسخة باللون الأحمر من جلاكسى S8

GMT 17:27 2022 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

أطعمة تمنع مرض الزهايمر أبرزها الأسماك الدهنية

GMT 15:02 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

ريلمي تعلن موعد إطلاق النسخة الجديدة من هاتف Realme GT Neo2T

GMT 13:46 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

رامي جمال يروج لأغنية "خليكي" بعد عودة انستجرام

GMT 04:47 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

{غولدمان ساكس} يخفض توقعات نمو الاقتصاد الأميركي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon