توقيت القاهرة المحلي 23:57:43 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بنات وترامادول

  مصر اليوم -

بنات وترامادول

أسامة غريب

جريمة التحرش التى شاهدها الناس بالصوت والصورة، والتى جرت على هامش احتفالات الشعب فى ميدان التحرير بتنصيب رئيس الجمهورية.. هذه الجريمة تكفلت بترويع البيت المصرى وبث الرعب فى أرجائه، خوفاً على الفتيات من الذئاب الجائعة المنطلقة فى الشوارع. فى البداية قام موقع «يوتيوب» برفع الفيديو من الموقع لمخالفته بروتوكول الموقع، غير أن أولاد الحلال نشروه فى ألف موقع حتى ينعم برؤيته الناس جميعاً. فى المساء رأينا غضب برامج التوك شو.. ليس من البلطجية والشبيحة، وإنما من الشخص الذى قام بالتصوير بدلاً من الدفاع عن البنت وتخليصها من أيدى المتحرشين، ورأينا مذيعة تثنى على أفعال الشباب المبسوطين بافتراض أن السعادة لها ثمن! ثم توالت بعد ذلك الاقتراحات التى ساقها المثقفون للقضاء على التحرش مثل ضرورة تقوية الوازع الدينى فى المجتمع وزيادة جرعة البرامج الدينية التى تحض الناس على مكارم الأخلاق، وكذلك تعديل المناهج التعليمية، وتبنّى وسائل الإعلام للموضوع بما يلقى الضوء على خطورة القضية.. وهناك من قالوا بوجوب إخصاء المتحرش فى ميدان التحرير (على اعتبار أن إخصاءه فى ميدان روكسى لا يحقق الردع الكافى)، ومثل الاقتراح الجرىء بمعاودة افتتاح بيوت الدعارة التى كانت قائمة على زمن الإنجليز وتم إغلاقها عام 1949.. وصاحب الاقتراح مخرج سينمائى شاب يرى أن بيوت الدعارة من شأنها أن تقوم بتفريغ شحنات السعار وعبوات الغضب والتوتر من أجساد ونفوس الشباب الملتهب.. هذا على الرغم من أن هذه الحجة قد بطلت فى العالم كله، ولم تعد دول مثل أمريكا وكندا وأغلب بلدان أوروبا تقبل بمثل هذا الوجود الشرعى للدعارة، بعد أن كشف لهم التطور الاجتماعى والاقتصادى والسياسى أن فتح المصانع والمزارع وإيجاد فرص العمل ونشر التعليم ومحاصرة الفساد وبسط سلطان القانون على الجميع من شأنه أن ينزع التوتر والاحتقان من النفوس والأجساد، ثم تتكفل العلاقات الشرعية وتلك التى تتم بالتراضى بنزع ما تبقى من بؤر شيطانية بالنفوس.الجميع أفاض واستفاض فى الحديث عن الظاهرة، وهناك من حاولوا ردها إلى أصولها الأولى باعتبارها عملية قفز فوق المراحل تتجاهل التطور الطبيعى للعلاقات بين الولد والبنت، وتحاول أن تصل إلى المنتهى قبل البداية بأكثر صور الوحشية بدائيةً وجموحاً.
انتظرت وسط هذا كله أن أستمع لأى شخص ابن حلال يخترق حجب الموالسة والأونطة والتنظير والكلام الفارغ دون جدوى.
كان بودى أن أستمع إلى من يدعو لمعاقبة المتعهد الذى يصرف للشبيحة البرشام قبل أن يدفع بهم للنزول إلى الميادين، بعد أن يعدهم بأن الوليمة ستكون دسمة، وأن البنات ستكون للرُّكَبْ. سوف يتوقف التحرش يا سادة عندما يتوقف البعض عن مكافأة البلطجية الموضوعين تحت الطلب بالباكيدج التالى: بنات مصر+ ترامادول

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بنات وترامادول بنات وترامادول



GMT 12:21 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

التشكيل المنتظر امتحان حسان الأول

GMT 09:37 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

تفّوق إسرائيل التقني منذ 1967

GMT 09:34 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

قد يرن «البيجر» ولا يُجيب

GMT 09:29 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

لبنان... الرأي قبل شجاعة الشجعان

GMT 09:28 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

معضلة الحل في السودان!

GMT 09:25 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

الكشف عن مقبرة مطربي الإله آمون

GMT 09:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

مذاق الأيام المتبقية من عُمر السباق

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon