توقيت القاهرة المحلي 23:41:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تاكسى المطار

  مصر اليوم -

تاكسى المطار

أسامة غريب

بعد الخروج من الدائرة الجمركية واجتياز الباب المؤدى لصالة المطار قبل الوصول للشارع، يفاجأ القادم من الخارج بعشرات الناضورجية والشبيحة يطوقونه من جميع الجهات.. هذا يمسكه من كمه، وذاك يضع يده على الشنطة، ويرن فى أذنه نداء: تاكسى.. تاكسى.. ليموزين.. ليموزين.
تقدمت وشققت طريقى متجاهلاً هؤلاء إلا أن واحداً منهم كان لحوحاً للغاية.. قال لى: تاكسى يا بيه؟ قلت له: شكراً. قال: العربية نضيفة. قلت: أشكرك.. معى سيارتى الخاصة. قال: التاكسى بتاعى بالعداد فلا تقلق! ضحكت وقلت: وهل كون سيارتك بها عداد يُعتبر سبباً كافياً لأن أترك سيارتى بساحة المطار وأركب معك؟ الغريب أن هذا الشخص ليس سائقاً ولا صاحب سيارة.. هو مجرد وسيط يتصيد الركاب ويأخذ حسنته، وهو فى واقع الأمر ضحية سلطة لا تترك للناس وسيلة طبيعية لكسب الرزق.. تترك لهم فقط ما يضعهم فى اشتباك مع الناس وما يجعل منهم هدفاً للسخرية.
فى كل مطارات العالم توجد منظومة واحدة تحكم عملية نقل الركاب إلى المدينة.. ليس هناك اجتهاد، إنما هو «دليل عمل» واحد يلتزم به الجميع، وهو يتلخص فى وجود صف من سيارات الأجرة تقف خلف بعضها البعض فى طابور بجوار الرصيف على باب صالة الخروج.. أما على الرصيف فيوجد مَن ينظم وقوف الناس بحقائبهم وعربات عفشهم صفاً واحداً أيضاً، بحيث إن أول واحد فى طابور الركاب يتقدم من أول سيارة فى طابور التاكسى.. وهكذا. لكن عندنا فى مطار القاهرة الأمر مختلف تماماً، فكما أسلفت يتلقفك الناضورجية والقومسيونجية منذ الخروج، عارضين بضاعتهم وسط الصالة فى منظر لا مثيل له فى أى مكان بالعالم. الأغرب أنه عندما توافق لأحدهم على توصيلك فإنه يصحبك للخارج بعد أن يأخذ شنطتك فلا تجد أثراً لأى تاكسي!.
تسأله: أين السيارة؟ فيجيبك: هناك أهى. تسأله: هناك فين؟ فيقول تعالى ورايا. تتحلى بالصبر وتذهب معه فيعبر بك الرصيف إلى الناحية الأخرى من الشارع.. تجد نفسك تجرى وراءه لأن حقيبتك معه، ثم يصل بك إلى سلم حجرى تنحدر معه إلى مستوى آخر من الشارع، وبعد ذلك يقطع بك فى الفيافى والقفار المحيطة بمنطقة المطار حتى تجد فى آخر الرحلة سيارة تعيسة مختبئة بين الصخور أو تحت شجرة، ثم يسلمك للسائق حيث تكون مهمته قد انتهت وعليك أن تنفحه ما فيه النصيب ثم تدخل فى مغامرة جديدة مع السائق للاتفاق على الأجرة!
عندما سألت السائقين لماذا لا يقفون أمام الصالة مثل بقية المطارات فى كل الدنيا؟ فشلوا فى إعطائى مبرراً مقبولاً، وقالوا إن الأمن يمنعهم من الاصطفاف أمام الرصيف.. ولست أفهم فى الحقيقة أى عقلية أمنية تلك التى تمنع السيارات من تحميل الركاب بمجرد الخروج، وتجعل التعاقد مع الراكب يبدأ بشكل إجبارى من خلال سمسار متجول فى الصالة يأخذ الراكب فى رحلة ويصعد به ويهبط قبل أن يصل إلى مكان ناءٍ على أطراف المطار يختبئ به السائقون وكأنهم ينقلون شحنة مخدرات لا ركاباً وحقائب!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تاكسى المطار تاكسى المطار



GMT 12:21 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

التشكيل المنتظر امتحان حسان الأول

GMT 09:37 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

تفّوق إسرائيل التقني منذ 1967

GMT 09:34 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

قد يرن «البيجر» ولا يُجيب

GMT 09:29 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

لبنان... الرأي قبل شجاعة الشجعان

GMT 09:28 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

معضلة الحل في السودان!

GMT 09:25 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

الكشف عن مقبرة مطربي الإله آمون

GMT 09:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

مذاق الأيام المتبقية من عُمر السباق

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon