توقيت القاهرة المحلي 02:34:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ثلاثة أنواع

  مصر اليوم -

ثلاثة أنواع

بقلم أسامة غريب

من الملاحظ أن كل اللاعبين فى المنطقة العربية أصبحوا يلعبون لصالح إسرائيل ويحصدون لها دون أن تطلب نقاطاً تقويها وتزيدها حصانة. حتى المواطن العادى الذى كان يفزع من ذكر اسم إسرائيل، وكان لا يرتاح قبل أن يسب ويلعن قادتها ويستعيذ بالله منهم، تغّير الآن وأصبح يلتمس لإسرائيل الأعذار إذا ما اعتدت على طرف عربى!. ولعل إحساس المواطن بأن سلطات بلاده لم تعد تحمل لإسرائيل عداء كما فى السابق، بل أصبحت تصوّت لها بالتأييد فى المحافل الدولية قد ساهم فى أن الناس فى بلادنا أصبحت تنقسم إزاء إسرائيل إلى ثلاثة أنواع.. نوع ينظر لها كدولة عادية يحق له أن يحبها ويتعاون معها لو وافق ذلك مصالحه فى البزنس، وهؤلاء غالباً رجال أعمال وإعلاميون، ونوع ثان يمكن تسميته الكتلة التافهة، وهى تتألف من المواطنين الذين يشعرون بالأمان فى تبنيهم مواقف السلطة ولا يريدون أن يبتعدوا عن هذه المواقف حتى لو تناقضت مع مكوناتهم أو حتى مع معتقداتهم الدينية.. المهم أن يكون ما يؤمنون به مطابقاً للموقف الرسمى، وبما أن الأيام الدوارة قد أبطأت دورانها عند مرحلة إسرائيل الحلوة وجعلت منها صديقاً موثوقاً به، فى حين جعلت كل من يقاومها يُصنّف إرهابياً ويدخل فى خانة الأعداء، فإن المواطن التافه أصبح يرى إسرائيل دولة جارة تحمل قيم الديمقراطية وتشبه الغرب المتحضر.. من الممكن طبعاً أن يتغير هذا كله إذا غيرت السلطة موقفها فى أى وقت، لكن مادام الإعلام مازال يتبنى هذه النظرة فلابد أننا كنا نظلم إسرائيل فى السابق، وقد يليق أن يتم عمل ائتلاف سياسى من بعض أعضاء هذه الكتلة يحمل اسم: إحنا آسفين يا إسرائيل!. أما النوع الثالث فيمكن تسميته الكتلة المرعوبة أو المقموعة وأفرادها يعرفون جيداً أن إسرائيل دولة معادية لا تتورع عن تخريب أوطاننا مهما وقّعنا معها من معاهدات.. هؤلاء الناس رغم معرفتهم هذه فإنهم يرددون كلام التليفزيون فيتحدثون بالخير عن أولاد العم، كما لا يفوتهم التنديد بكل من يعادى إسرائيل أو يرمى عليها حجراً. والحقيقة أن هذا الموقف لا يعود إلى تفاهة صاحبه أو إلى غسيل الدماغ وإنما يتخذه المرء كما يفعل أقرانه عندما يتعرضون للتعذيب ويُطلب من الواحد منهم أن يقول: أنا مَرَة!.. يقولها الواقع تحت التعذيب لتنجيه وتوقف استباحة جسده، وكذلك المواطن المرعوب لا يتردد فى قول: إسرائيل حلوة، دون أن يطلب منه أحد أن يقولها وذلك فى حالة من الاستسلام الاستباقى التام بتصور أن التأخر فى قولها قد يترتب عليه فى وقت ما أن يواجه من الصفعات والركلات ما لا قبل له به، وهو هنا يعلن أنه «مَرَة» منذ البداية دون أن يمر بمراحل الصمود والضعف ثم الاستسلام!

قد يرى البعض أننى تحدثت عن ثلاثة أنواع وأغفلت نوعاً رابعاً هم الذين يؤمنون بعنصرية ووحشية إسرائيل ولا يترددون فى إعلان موقفهم دون خوف أو وجل، والحقيقة أننى لم أغفل شيئاً لأن هذا النوع لم يعد موجوداً فى بلادنا، وحتى النصابون الحنجوريون قد توقفوا عن الصخب الكاذب بعد أن مات حافظ وصدام والقذافى الذين كانوا يدفعون ثمن الحنجرة!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثلاثة أنواع ثلاثة أنواع



GMT 04:59 2024 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

العروبة والوحدة

GMT 04:59 2024 الإثنين ,01 تموز / يوليو

ليت قومى يعقلون

GMT 06:42 2024 السبت ,22 حزيران / يونيو

وارد بلاد برة

GMT 23:52 2024 الثلاثاء ,18 حزيران / يونيو

مأمون الشناوي

GMT 03:14 2024 الجمعة ,14 حزيران / يونيو

الاتفاق العادل غير مطلوب

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon