توقيت القاهرة المحلي 02:34:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جامعتكم العربية

  مصر اليوم -

جامعتكم العربية

أسامة غريب

فى عام 2011 خلا موقع سكرتير عام الجامعة العربية بنهاية مدة عمرو موسى، وطرحت مصر اسم مصطفى الفقى للموقع الخالى، وكذلك طرحت قطر اسم خالد العطية. فى ذلك الوقت كانت الحالة العربية مستعرة والزخم الثورى يدفع الناس لنبذ القديم، كذلك رغبة الدول العربية فى أن يكون المنصب بالتناوب باعتبار أن ميثاق الجامعة لا ينص على أن يكون الأمين العام بالضرورة مصرياً حتى لو كانت دولة المقر هى مصر. انتهى الأمر باستجابة مصر وسحب اسم مصطفى الفقى وحلول نبيل العربى محله.

كان طرح منافس عربى للمرشح المصرى يعنى ضمن ما يعنى أن الجامعة لم تصبح جثة هامدة تماماً فى ذاك الوقت.. أما الآن فإن الأطراف التى رفضت مصطفى الفقى داخلياً وعربياً، بصفته محسوباً على نظام حسنى مبارك، لم ينبس أحدها ببنت شفة ومصر تدفع بالسيد أحمد أبوالغيط لخلافة نبيل العربى.. فما دلالة هذا الصمت المريب؟ هل أعضاء الجامعة التى كانت لم تستسلم تماماً للموت السريرى فى ذلك الوقت، وكان بها فضل من دماء تجرى فى العروق.. هل قد رقدوا الآن تماماً ولم تعد لهم أى ثقة فى الجامعة أو فيما يمكن أن تقدمه؟.. هل صمتهم التام يعنى أن الحقبة الإسرائيلية قد تغلبت على كل محاولات فرملتها ومن ضمن هذه المحاولات ثورات الربيع العربى؟ هل بات القادة العرب أكثر عقلانية واستسلاماً للمقولة التى سوّقتها دول الاعتدال العربى من أن إسرائيل لم تعد عدواً، وإنما العدو الذى يتعين مواجهته هو إيران؟.

الغريب أن هذه الأيام بالتحديد كانت الأكثر ملاءمة لطرح أمين عام عربى غير مصرى، والسبب أن الموازين المصرية ليست فى أثقل حالاتها، ومصر ليست على استعداد للدخول فى معركة مع الأطراف العربية الممولة من أجل ضمان مقعد الأمين لشخصية مصرية.. كانت مصر بالتأكيد على استعداد للقبول بأمين سعودى أو إماراتى أو حتى موريتانى، ومع ذلك فوجئنا بتوافق عجيب من جانب الأطراف العربية على اسم أحمد أبوالغيط دون أن يحاول أحد اعتلاء الكرسى فى ظل انشغال مصر بأحوالها الداخلية. القول بأن هذا المقعد لم يعد يثير شهية أحد بعدما فقد العمل العربى المشترك أهم مقوماته، حتى إن المغرب اعتذر عن عدم استضافة القمة العربية التى كان من المقرر عقدها فى الرباط هذا الشهر.. هذا القول له وجاهته، أما الأكثر وجاهة فهو أن الجامعة فى قادم الأيام قد تكون مضطرة للموافقة على الانفتاح أكثر على إسرائيل والترحيب أو على الأقل عدم الممانعة فى فتح مكاتب إسرائيلية فى هذه العاصمة العربية أو تلك، وربما يقتضى الأمر التنسيق العسكرى مع إسرائيل ومشاركتها ضرب أطراف عربية أو دول إسلامية، وفى هذا الشأن فإن الدول العربية لا ترغب إحداها فى أن يكون الأمين الذى تمر من تحت أنفه أو تمرر باسمه قرارات التعاون الاستراتيجى العربى الإسرائيلى منتمياً إليها، لهذا فقد رحبوا جميعاً بأن يكون هذا الشخص مصرياً، خاصة أن علاقاته بالإسرائيليين طيبة وتسمح لأفق التعاون بمزيد من الاتساع.

بالهناء والشفاء لكم جامعتكم العربية فى الزمن الذى صار فيه بنيامين نتنياهو هو زعيم معسكر الاعتدال العربى!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جامعتكم العربية جامعتكم العربية



GMT 12:21 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

التشكيل المنتظر امتحان حسان الأول

GMT 09:37 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

تفّوق إسرائيل التقني منذ 1967

GMT 09:34 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

قد يرن «البيجر» ولا يُجيب

GMT 09:29 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

لبنان... الرأي قبل شجاعة الشجعان

GMT 09:28 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

معضلة الحل في السودان!

GMT 09:25 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

الكشف عن مقبرة مطربي الإله آمون

GMT 09:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

مذاق الأيام المتبقية من عُمر السباق

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon